أكد خبراء من قطاع البتروكيماويات، خلال أعمال منتدى الاتحاد الخليجي للبتروكيماويات والكيماويات (جيبكا) التاسع، أن أسواق البتروكيماويات الخليجية تشهد عصراً ذهبياً، وتسير بخطى ثابتة باتجاه تحقيق المزيد من الازدهار والتقدم، وتدخل على أعتاب واعدة في مسيرة تطورها وتوفير المزيد من فرص التوسع لمواجهة تحديات المنافسة العالمية.
وفي هذا السياق، قال وزير الطاقة والصناعة في دولة قطر محمد صالح السادة خلال الكلمة الافتتاحية لفعاليات المنتدى: «تشكل الاستثمارات الخليجية في مجال البتروكيماويات أهمية استراتيجية من خلال مساهمتها في تنمية الاقتصادات وتلبية الطلب المتزايد على منتجات البتروكيماويات. وشكل تأسيس شركة قطر للبتروكيماويات (قابكو) انطلاقة حقيقية لصناعة البتروكيماويات في منطقة الخليج العربي من خلال إيجاد العديد من الفرص الاستثمارية الجديدة».
وشهد المنتدى السنوي حضور شخصيات بارزة ومؤثرة في قطاع البتروكيماويات ومن بينهم وزير الطاقة في دولة الإمارات العربية المتحدة سهيل محمد فرج المزروعي. وإلى جانب محمد صالح السادة، تضمنت قائمة المتحدثين في المنتدى مجموعة من الخبراء منهم الرئيس والرئيس التنفيذي لشركة أرامكو السعودية خالد آل فالح ورئيس مجلس الإدارة والرئيس التنفيذي لشركة داو للكيماويات أندرو ليفريس.
ووفقاً لتقرير «حقائق وأرقام» السنوي الذي أصدره الاتحاد الخليجي للبتروكيماويات والكيماويات (جيبكا)، فقد وصلت القدرة الإنتاجية لقطاع البتروكيماويات في المنطقة إلى 140.5 مليون طن بزيادة وصلت إلى 8.7 في المئة بالمقارنة مع العام 2013. وفي السياق ذاته فقد حققت مبيعات القطاع إيرادات مرتفعة وصلت إلى 89.4 مليار دولار أميركي خلال العام ذاته، بزيادة تقدر 7.3 في المئة عن العام 2012.
كما وجه السادة إلى التركيز على تطوير الاستراتيجيات المتعلقة بقطاع البتروكيماويات في المنطقة، حيث قال: «يجب على المتخصصين الاقتصاديين في قطاع صناعات النفط والغاز الطبيعي إعادة تقييم خططهم الاستراتيجية، خاصة مع وصول أسعار النفط إلى أدنى مستوياته خلال الأعوام الأربعة الماضية. وشكل ظهور الغاز الصخري الأميركي ضغطاً على المنافسة في قطاع البتروكيماويات في المنطقة حيث أدى إلى خفض أسعار منتجات المنطقة من الغاز، كما أن ظهور فحم البولي ايثيلين في الصين يظهر أن الأسواق العالمية بدأت بالبحث عن حلولٍ بديلة لتطوير القطاع».
وبدوره، أشار الرئيس التنفيذي وكبير إداريي شركة أرامكو السعودية خالد الفالح إلى أن تركيز التنمية الإقليمية في صناعة البتروكيميائيات انصب على تصنيع السلع الأساسية للتصدير، على رغم التغيرات المتسارعة التي تشهدها العديد من الأسواق العالمية.
وأضاف الفالح «من المرجح أن تشهد أسواق أمريكا الشمالية مضاعفة إنتاجها من المواد الكيميائية خلال العقد المقبل، وذلك من خلال تطوير إمكانياتهم والدخول إلى أسواق كنا نرى أنها تقليدية. كما بدأت الأسواق الأوروبية بإغلاق المنشآت الصناعية التي أثبتت عدم كفاءتها، في الوقت الذي تشهد فيه الأسواق الصينية خطوات ملحوظة للتطور على رغم متباطؤ معدلات النمو الذي تشهده، إلا أنها تبحث عن إيجاد المزيد من الفرص للقطاعات الكيميائية من خلال الفحم».
وتناول الفالح ضرورة وضع استراتيجية متكاملة للتغلب على المنافسة في الأسواق العالمية، وذلك من خلال توفير مجموعة متنوعة من اللقيم الكيميائي، وتطوير البنية التحتية للصناعة الكيميائية في المنطقة، والعمل على الوصول إلى درجة أعلى من التكامل الإقليمي لتحقيق إنجازات ملموسة بهدف مواجهة التحديات العالمية، إلى جانب مضاعفة الأطراف المشاركة في الصناعة.
وأضاف الفالح «تشهد التركيبة السكانية في المنطقة ارتفاعاً في نسبة شريحة الشباب. ومع نهاية العقد المقبل، سيصبح معدل أعمار 60 في المئة من موظفي شركة أرامكو السعودية دون 35 عاماً. شباب اليوم هم أكثر شغفاً وتأملاً مما كان عليه الجيل الذي سبقه. وجد هذا الجيل منذ صغره العديد من الابتكارات التكنولوجية المتطورة، الأمر الذي ساهم في توسعة مداركهم وتطوير قدراتهم على القيام بعدة مهام في وقت واحد الأمر الذي سيساهم في جعل منظماتهم أكثر مرونة وتحسن قدراتهم على إدارة المشاريع».
واختتم الفالح بأن أسواق الخليج العربي تشهد عصراً ذهبياً، وتسير بخطى ثابتة باتجاه تحقيق المزيد من الازدهار والتقدم. وسلط رئيس مجلس الإدارة وكبير الإداريين التنفيذيين في شركة داو للكيماويات أندرو ليفريس، الضوء على القدرات العالية والمؤهلات التي تمتلكها الكفاءات المحلية في منطقة الخليج العربي.
وقال ليفريس: «تعد الطاقة من الأمور الواضحة لدى العالم، ومع وجود الوقود الأحفوري، لا يمكننا ضمان استخدامها بشكل متكامل. ستستمر أسواق الشرق الأوسط بتصدير منتجات النفط والغاز، ولكن المزيد والمزيد من الناس في المنطقة قد بدأوا بفهم ما تمتلكه هذه المنتجات من إمكانات لإيجاد المزيد من فرص عمل والقيمة الإضافية التي تقدمها للاقتصاد، الأمر الذي ستحدده القيادات الشابة التي ستستلم زمام أمور هذا القطاع».
العدد 4467 - السبت 29 نوفمبر 2014م الموافق 06 صفر 1436هـ