إننا نعيش في عصر يتفاقم فيه التطرف العنيف والأصولية والنزاعات المتزايدة التي تتسم بتجاهل أساسي لحياة الإنسان. ويتشرد اليوم، أكثر من أي وقت مضى منذ نهاية الحرب العالمية الثانية، المزيد من الناس بسبب الاقتتال. وتضيع أرواح الأبرياء في صدامات لا مبرّر لها في مختلف أرجاء العالم. ويُحرم صغار السن من الضحايا من طفولتهم، ويتعرضون للتجنيد الإلزامي وسوء المعاملة، أو حتى الاختطاف لمجرد رغبتهم في الحصول على التعليم.
والمجتمعات الديمقراطية والمسالمة ليست في مأمن من التعصب والعنف. فهناك اتجاه متزايد من العداء والتمييز في وجه الأشخاص الذين يعبرون الحدود التماساً للجوء أو بحثاً عن فرص حرموا منها في أوطانهم. وجرائم الكراهية وسائر أشكال التعصب تشوّه وجه العديد من المجتمعات المحلية، وكثيراً ما يؤججها زعماء غير مسئولين سعياً لتحقيق كسب سياسي.
وقد شجعتُ قادة العالم بقوة على حماية الناس من الاضطهاد وتشجيع التسامح مع الجميع، بصرف النظر عن الجنسية أو الدين أو اللغة أو العرق أو نوع الجنس أو أي تمييز آخر يحجب إنسانيتنا المشتركة.
ويُعدُّ اليوم الدولي للتسامح فرصة لإعادة تأكيد التزامنا بالعمل من أجل الاعتراف بحقوق الإنسان والحريات الأساسية العالمية وحمايتها، وهذا أمر أساسي لبسط السلام الدائم.
والأمم المتحدة ملتزمة بتعزيز التسامح من خلال تشجيع التفاهم المتبادل بين الثقافات والشعوب. وترِدُ هذه الضرورة الحتمية في صميم ميثاق الأمم المتحدة، وكذلك في الإعلان العالمي لحقوق الإنسان. كما يُعُّد تعزيز التسامح أحد الأهداف الرئيسية للعقد الدولي للتقارب بين الثقافات، الذي يجرى إحياؤه حتى العام 2022. ويُمهد تحالف الأمم المتحدة للحضارات الطريق لتحقيق المزيد من التفاهم بين الثقافات.
وفي هذا اليوم الدولي للتسامح، إنني أدعو جميع الشعوب والحكومات إلى العمل بجد على مكافحة الخوف والكراهية والتطرف، مستعينة بالحوار والتفاهم والاحترام المتبادل. فلنمضِ قدماً في مواجهة قوى التفرّق ولنتحد من أجل مستقبلنا المشترك.
إقرأ أيضا لـ "بان كي مون"العدد 4453 - السبت 15 نوفمبر 2014م الموافق 22 محرم 1436هـ
بلدنا ديكورا بلد التسامح
كلام إنشائي من شخص يحاسب دول ويغض العين عن الدول المنتهكة لحقوق شعوبها نتمنى ان تقوم بعملك وتفرض نشر روح العدالة المتوفرة في الغرب في بلادننا التي تؤمن بالإسلام العظيم