العدد 444 - الأحد 23 نوفمبر 2003م الموافق 28 رمضان 1424هـ

من ينتظر من؟

محمود السيد الدغيم comments [at] alwasatnews.com

-

يبدو أن شهية التدافع على الترشيح لانتخابات «الوفاق» مؤجلة حتى نهايات مدة الترشيح بيوم أو بيومين، إذ ستنزل قوائم حقيقية من مختلف التوجهات، وهذا تخمين يقترب إلى الحقيقة بمسافة كبيرة، فليس من المعقول أن يفرز هذا الحراك داخل «الوفاق» بخصوص المشاركة والمقاطعة، الذي يصل في حالات منه إلى مستوى «التطاحن» السياسي، انتخابات باهتة لا مرشحين فيها، بل سيدخل «انتخابات» الوفاق مرشحون ذوو توجهات حادة لا وسطية فيها، ولتحقيق أجندة معينة، وما هذا الانتظار إلا ترقب حذر لشخوص المرشحين، وتغييب لها في أحيان أخرى إلى حين لحظة الحسم، بحيث يتم ضرب مجموعة من المعادلات بعنصر المفاجأة. أما في حال بقيت الترشيحات على حالها، بعد ترشح أكثر من نصف مجلس الإدارة الحالي، فهذا يعني أن سلبيات الإدارة في إطارها التنظيمي والهيكلي ستبقى قائمة بدرجة كبيرة، وستنتج نسبة من المراوحة القاتلة في تعاطي الناس مع «الإدارة» بشخوصها وأسمائها، ما سيمدد أزمة «الوفاق» تنظيميا، وفي تعاطيها الداخلي على مستوى العلاقة بالرموز في المحطات المصيرية، بما يعنيه من تداعي القرار بين يدي الرموز، وعدم تقاسمه بين المؤسسة في الدائرة التفصيلية، والرموز في الدائرة التوجيهية. في الحالين - وإن كان الترشيح للأولى - فإن المؤسسة بكل جلاء هي الغائبة عن أذهان المرشحين، ولا يتوقع أن تكون هناك نقلة نوعية على مستوى الأداء التنظيمي، بل سيتم تكريس وضع ما من خلال تثبيت معادلات معينة، بإماتتها حركيا وميدانيا، وشطبها من قاموس المؤسسة، في قبال تكريس شخوص معينة واستحقاقات مقبلة من دون تهيئة عوامل النجاح لها، وهذا سيضاعف من أزمة الخيارات السياسية، ومن علاقة الوفاق بتيارها العريض. هذه ليست أمنية محب، بل توقع غير مرغوب فيه، لواقع تكرست فيه الذوات تحت عنوان (الذات = المؤسسة)

العدد 444 - الأحد 23 نوفمبر 2003م الموافق 28 رمضان 1424هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً