الناجون من مرض السرطان (على حسب تعريف منظمة التحالف الوطني للناجين من السرطان) هم الأشخاص الباقون على قيد الحياة منذ اللحظة الأولى لتشخيصهم بمرض السرطان وخلال فترة العلاج وطوال حياتهم ما بعد العلاج «أياً كان» وفترة المتابعات الإكلينيكية المستمرة والدورية مدى الحياة.
وهذا شهر أكتوبر/ تشرين الأول يوشك أن ينتهي، وهو شهرٌ مخصّصٌ لرفع الوعي الصحي بمرض سرطان الثدي من كل عام، والأهمية التي يكتسبها لدى المرضى والناجين وجميع الأفراد في المجتمع وبعض القطاعات الصحية الرسمية وبعض مؤسسات المجتمع المدني المعنية بمكافحة مرض السرطان بشكل عام، إلى جانب بعض المجاميع الناشطة في هذا المجال، نخص بالذكر «فريق الناجين من السرطان وفريق عمل فكرة Go_Rara_Go». حيث تزداد وتيرة الأنشطة والفعاليات بهدف رفع الوعي بالمرض وأعراضه، وضرورة القيام بالتشخيص المبكر من أجل تحسين فرص العلاج والشفاء.
لهذا تكوّنت في البحرين مجموعةٌ ناشطةٌ من الناجين من مرض السرطان «فريق الناجين»، حيث كانت الفكرة في طور النشوء منذ بدايات العام 2013، وأصبحت واقعاً مع بدايات العام 2014. ويضم الفريق نساءً ورجالاً ناضلوا وكافحوا مرض السرطان وانتصروا عليه، ونحن على قناعةٍ تامةٍ بأن هدف عمل ونشاط الفريق يدخل ضمن الإستراتيجيّات من أجل تأسيس وترويج لحياة صحية، والتي تتضمن الدعم والمساندة لأعضاء الفريق فيما بينهم، إلى جانب تقوية أواصر التواصل الاجتماعي الذي يَصب في المحصلة الأساسية، وهي رفع الروح الإيجابية السيكولوجية.
إن مصطلح النجاة أو «البقاء على قيد الحياة» بعد الإصابة بمرض السرطان، من الأهمية بمكان من أجل التأكيد والتشديد على قيم إطالة العمر وعدم إهمال أو تجاهل جميع القضايا والمواضيع التي تتعلق بجودة الحياة، ونقصد بها الرفاهية والسعادة والخير والصالح العام للأفراد الناجين من مرض السرطان.
لذا وجب وضع خطة رعاية للناجين من مرض السرطان، وهى ملخص للسيرة المرضية للناجي، ونوعية العلاج، والتوصيات للمتابعة المستمرة الدورية ما بعد العلاج، وعلاج التأثيرات الجانبية للمرض أو للعلاج الجراحي أو الكيماوي، وأهمها على الإطلاق استراتيجيات تأسيس وترويج لحياة صحية مستقبلية.
من هنا تأتي ضرورة فهم وبعمق مصطلح مفهوم «التغيرات السيكولوجية الإيجابية» كنتيجة للكفاح والنضال للتغلب على مرض السرطان ضمن جميع الظروف البيئية التي تواجهنا في الحياة. حيث يعيش الناجون من مرض السرطان مرحلةً تسمى «النمو ما بعد الصدمة»، ويعني بأن الناجين من مرض السرطان ونتيجةً لمعاناتهم الجسدية والنفسية التي عايشوها أثناء التشخيص والفحوصات والعلاجات العديدة التي قد تكون مركبة كالجراحة وتناول العقاقير الكيماوية، إلى جانب الآلام والإنهاك الجسدي والنفسي. فهم لا يستطيعون أن يرجعوا لحياتهم ما قبل حدوث الصدمة، ولذا نرى ضرورة أن يحاولوا جاهدين وبوعي كامل، العمل على «التغيير السيكولوجي الإيجابي» فيما يخص التفكير ومعنى الحياة التي تخصّ العملية الشخصية للتغيير وتكون ذات مفهوم متعمق.
ولفهم أعمق لهذا المفهوم نحتاج لمقال للتوسع في شرحه مع طرح أمثلة من الواقع قريباً إن شاء الله.
إقرأ أيضا لـ "نبيل حسن تمام"العدد 4433 - الأحد 26 أكتوبر 2014م الموافق 03 محرم 1436هـ
صباحكم تفاؤل
كم نحتاج مقالات صحية بشكل مستمر لتوعية في مثل هذه المواضيع المهمة
شكرا يا دكتور نبيل التمام
صباح الخير
تشكر على هذا المقال ونترقب البقيه بفارق الصبر