لم أستغرب أبداً من قيام المدرب العراقي لمنتخبنا الوطني عدنان حمد بطرد اللاعب فوزي عايش من تدريب المنتخب قبل المباراة الودية الأخيرة أمام العراق، وذلك لتكرار بعض الأساليب التي لم يستسغها العراقي المعروف بصرامته دون الاكتراث باسم اللاعب وحجمه وتأثيره على أي فريق، وعدم استغرابي يأتي كون هذه الحركات التي صدرت من عايش ليس بالغريبة منه لكنه كان دائماً مدعاة للمداراة والطبطبة، وهو ما جعل القلم مرفوعاً عنه أحياناً كثيرة، ولو كانت هنالك صرامة من البداية عليه لما وصلت الأمور لهذا الحد.

كل ما حصل من اللاعب أثناء معسكر دبي والعودة للبحرين، لا يوجد أي مُبرر لها إطلاقاً، ولا تعني إلا شيئاً واحداً وهو أن اللاعب لا يُريد التواجد في المنتخب، وإلا بماذا نُفسر اعتراض لاعب بشكل حاد حتى على الوجبة التي تم توفيرها للاعبين في المطار، أو تأخير حافلة المنتخب في المعسكر، وحتى السفر مع المنتخب بنعال الفندق (أعزكم الله)، على رغم أن إدارة المنتخب قامت بتوفير الأحذية لجميع اللاعبين.

هل هذه التصرفات تصدر من لاعب مُحترف ودولي متواجد مع المنتخب منذ 10 سنوات، هل يوجد تبرير لها غير الرغبة في الابتعاد عن المنتخب، والاستفادة من فترة الراحة أثناء التوقفات ليكون جاهزاً على الدوام مع فريقه السيلية القطري، وضمان عدم وجود فرصة للإصابة أثناء اللعب مع المنتخب.

اللاعب بعدها خرج بتصريح نشرته وكالة الأنباء الألمانية يُبرر فيه ما حصل بتبريرات واهية لا تمت للواقع بصلة لإبعاد كل الشبهات عنه عما حصل منه من تصرفات في معسكر دبي وقبل خوض لقاء العراق، وكلامه للأسف انطلى على البعض.

الاتحاد البحريني لكرة القدم هو من يتحمل في المقام الأول مثل هذه التصرفات التي حصلت من اللاعبين الذين حظوا بشرف الجنسية البحرينية ليلعبوا مع المنتخب، كونه تعامل معهم من باب (التمسيح عليهم) وعدم المساس بهم مهما حصل، حتى وإن وصل الأمر بهم للتخلف عن رحلة هامة للمنتخب وفي مباراة رسمية، إذ لم ننس ذلك الموقف من جون وفتاي سابقاً، والعقوبات حينها كانت لاشيء، ليأتي هذا الموقف الآن من عايش، لأن من آمن العقوبة أساء الأدب، وفي الحقيقة هؤلاء استفادوا من حصولهم على الجنسية باللعب كآسيويين الآن في الدوريات القريبة، بينما نحن لم نستفد منهم ولم يتغير واقع منتخبنا معهم.

رئيس الاتحاد الشيخ علي بن خليفة وعد بإصدار القرار في موضوع عايش هذا الأسبوع، ولكن أتمنى ألا يكون القرار فقط عدم السماح باستدعاء اللاعب لفترة معينة للمنتخب لأن هذا سيكون (مُناه) للبقاء مع فريقه، بل لابد من البحث عن باب يتم من خلاله إيقاف اللاعب عن المنتخب والنادي حتى يكون عبرة لغيره، وحتى يعرف الجميع أن تمثيل المنتخب «خط أحمر» يجب ألا يتجاوزه أحد لا عايش ولا غيره.