باختصار: نعم يستفيد! كيف؟ حسناً، دعونا نتلمَّس ما يجري رقماً تلو آخر، كي نظفر بالناتج المقنع. فالعنوان الأبرز في صراعات اليوم الشرق أوسطية، هي أن الأميركيين ومعهم تحالف دولي، قرروا مواجهة ما يُعرَف بـ «تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام» (داعش) الذي يتركز نشاطه في كل من شمال ووسط العراق، وفي شرق وشمال سورية.
وقبل ذلك وبعده، فإن النظام السوري هو في حالة انتفاع مزدوج إن بَقِيَ هذا التنظيم أو أَفَلْ! صحيح أن «داعش» دمَّرت كافة ثكنات الجيش السوري النظامي في الرقة وفي أجزاء واسعة من دير الزور وحلب، وأعدمت المئات من جنوده، لكنها أيضاً، كانت تعفيه في جانب مهم من خارطة الصراع الداخلي الممتدة، من قتال كافة فصائل المعارضة السورية، بدءًا من جبهة النصرة ومروراً بلواء أحرار الشام، وانتهاءً بالجيش الحر المنهَك.
فهذا التنظيم، أشعل معارك داخلية مع المعارضة السورية، كانت خسائرها ولغاية يوليو/ تموز الماضي ستة آلاف قتيل! وربما كان على الجيش السوري النظامي، أن يُضحِّي بمثلهم من قواته لو أنه تفرَّد بتلك المعارك واستطاع فيها افتراضاً» أن يقضي على ذلك العدد من الخصوم، لكنه تحصَّل عليهم قتلى من دون أن يُطلق رصاصة واحدة أو يفتح معركة.
ليس ذلك فحسب، بل إن تنظيم «داعش» المتوحِّش، بدأ سياسة الضرب من الأعلى مع أقطاب المعارضة المسلحة، وإنهائها وجودياً. ففي العاشر من سبتمبر/ أيلول الجاري، أقدم هذا التنظيم على تفجير مقر أحرار الشام فَقَتَل قائده وهيئة أركانه الخمسة والأربعين. وكان ذلك أيضاً أحد المكاسب التي جناها النظام السوري من هذا التنظيم العَدَمِي.
الفائدة الثانية التي حصدها النظام السوري من «داعش»، هي أن الأخير قد شكَّل الصورة الأسوأ للنموذج القادم لسورية، مع اضمحلال بقية القوى المعارضة، ليترسَّخ مبدأ جديد في الموقف والرأي العام الدولي من الأزمة السورية، يرتكز حول «حتى ترحَّمنا على نيرونِ»، مع زيادة أعداد القتلى والجرحى والمشرّدين. والفضل يعود في ذلك إلى «داعش» أيضاً.
الفائدة الثالثة التي قدَّمها تنظيم «داعش» للنظام السوري، أنه «عَرْقَنَ» الأزمة السورية، ثم «طأفنها»، ثم رمى بِلَهَبِها على الإقليم فالعالَم حتى اشتعل أواره، بضرب الأقليات والطوائف، ثم اجتياحه الموصل ومناطق أخرى في شمال العراق وتهديده للجوار، وظهور متغيِّر أمني عابر للحدود، الأمر الذي غيَّر من النظرة الإقليمية والدولية لأحداث المنطقة.
وعلى إثر ذلك الانحدار الأمني الخطير، تداعت مجموعة دول، هي في حالة تقاطع حاد في الأزمة السورية، لتجد نفسها في نقطة التقاء محددة، ليس فيها من خيار سوى الحاجة إلى عمل جاد وعاجل للتحرك وفق قاسم واحد مشترك. هنا، بدأت الأوضاع تتجه نحو إقامة «حلف مُرغَم» ومُجهَد في ترتيب أولوياته السياسية والأمنية والاقتصادية، يمتد من الغرب الأقصى حيث الولايات المتحدة الأميركية، مروراً بأوروبا وحتى الشرق الأوسط وآسيا الوسطى.
هنا، وبعد أن حانَت ساعة التغيير في الموقف من «داعش»، لم يكن هناك لدى النظام السوري ما يخسره في هذه المعركة، سوى هَسْهَسَة الاستحياء التي أبداها مع روسيا فيما خص استئذانه للدخول في الأجواء السورية، لكن المنطق يقول بأن ما يجري وسيجري على يد الائتلاف الدولي ضد «داعش»، سيجعل من النظام السوري في حالة ربح مُحقق، حتى مع وجود ذلك العَتَب الروسي والسوري بشأن عدم التنسيق معه. كيف؟
الجميع يعرف أن انهيار المركز عادةً ما يجعل الأطراف تتداعى إلى ملء الفراغ الناتج عن ذلك الانهيار. هذا التداعي ليس في مجمله حركة آلية وطبيعية، بل يعتمد في جزء أساسي منه على الديناميكية التي تتمتع بها الأطراف المحيطة بالمركز، وهو ما يعنينا في تفسير ما يجري في سورية بعد ضرب «داعش» وانهيارها «المفترض» في شمال وشرق سورية.
فالجميع يُدرك، أن المعركة على الأرض السورية هي في حالة جمود شبه تام منذ يونيو/ حزيران 2013، ما خلا معارك الهوامش التي كانت تجري بين أطراف المعارضة السورية نفسها، سواءً في حلب أو الرقة أو دير الزور. في حين كانت النتائج الميدانية تميل أكثر لصالح القوات السورية النظامية والميليشيات المتحالفة معها، وهو ما يعني أن تقهقر تنظيم «داعش» لن يملأه سوى الجيش السوري والجماعات الحليفة معه، في المدن والأرياف.
وقد أعلن قبل أيام رئيس هيئة الأركان الأميركية المشتركة الجنرال مارتن ديمبسي أن «هناك حاجة إلى ما بين 12 و15 ألف مقاتل من قوات المعارضة لاستعادة المناطق التي سيطرت عليها داعش في شرق سورية». لكن برنامج التدريب الذي ستقوده الولايات المتحدة لتأهيل المعارضة المسلحة «المعتدلة» يمكن أن يستمر لثلاث سنوات، في الوقت الذي لا تتوفر لدى تلك المعارضة حالياً سوى 5000 مقاتل وفق تقديرات الأميركيين.
هنا، نصل إلى نتيجة أكيدة، وهي أن الغرب أقام حلفاً دولياً لمحاربة «داعش»، وبصورة عاجلة، وهو يعلم أنه أمام خياريْن مُرَّيْن عليه أن يُفاضل بينهما من حيث الجدوى السياسية والإستراتيجية: إما أن يستمر بضرب «داعش» ويغضّ الطرف عن الأسد كمالئ للفراغ الناتج، وإما أن يقوم بالعكس. والذي يظهر لحد الآن، أن الغرب مستمر في الخيار الأول.
إقرأ أيضا لـ "محمد عبدالله محمد"العدد 4405 - الأحد 28 سبتمبر 2014م الموافق 04 ذي الحجة 1435هـ
الحقيقة هي
فتوى السيد السيستاني وإيثار نور المالكي والشعب العراقي الاصيل وشيوخه هم الذين قضوا على داعش في العراق ونهايتهم أكيدة هؤلاء الارهابين.. والنظام السوري وتماسك شعبه بقيادة الرئيس بشار الأسد ويقظة حزب الله ووقوف روسيا بجانب سوريا وانتصار الحوثيين هم الذين أفشو مخطط أمريكا وحلفاءه ... أمريكا عرفت بأن مخططها فشل وانتهى حلمها ، هنا أرادت أمريكا أن تبيض وجهها صنعت بأنها سوف تقضي ع الأرهاب ليكون فخرها هي وليس فخر الشعب العراقي ولا السوري ولا حزب الله ولا ايران وقيادتهم.. ولكن ع من تنطلي الخطط يا أمريكا
النظام السوري باقي لامحلاه!!!!
الدكتور بشار الأسد وهو طبيب العيون حادق وهو يعرف اغوارها وكيف يتعامل معها,
ولذلك أقول يصعب الإطاحة به...
نهاية ديكتاتور
الأسد انتهى
زائر
لكن لما وصل عدد القتلى في سورية 50 الف وقتها لماذا لم يتدخل العالم لا تقول لي الفيتو الروسي هناك الفصل السابع في ميثاق الأمم المتحدة يجيز التدخل ولم نسمع بداعش ابدا والسبب مصلحة الدول الغربية وامريكا والصين والروس في بقاء إسرائيل وبقاء ابشار افضل والله ان تدمرت سورية كلها من يهمهه الا ان بشار يريد ان يحكم ولو بقى شخص واحد من الشعب المهم رئيس الجمهورية العربية السورية
جريمة الاسد
الاسد هو من قام بزج الارهابيين الى العراق طيلة السنوات التي تلت الاحتلال وفجروا وخربوا ودمروا
العزيز
تحليل موفق .
طال الزمان او قصر
طال الزمان او قصر سيعود حكم سوريا الأغلبية الطبيعية و ليس لأقلية تحالفت مع كل اوباش الارض
هكذا يضرب الله الظالمين بالظالمين و:
كل الانظمة التي أنشأت الارهاب ودعمته ووظفته لمصالحها معتقدة انها تستطيع التحكّم فيه لكن في نهاية الامر ان زراعة الشرّ لا بدّ ان تخرج عن سيطرة زارعها وسوف يذوق الجميع مرارة هذ الزرع من زرعه ومن ساعده ومن رضي به ومن سكت عنه
من حيث السمعة النظام السوري افضل من معارضيه
داعش من حيث الوحشية لا تختلف عن أحرار الشام أو النصرة و أو الجيش الحر ، و الجرائم الموثقة في اليوتيوب تثبت ذلك ، و لكن الحقيقة أن النظام السوري هو أفضل من هؤلاء جميعاً ، فرغم ما يؤخذ عليه فإنه نظام علماني لا يضع الناس على ميزان الطائفية ، كما أنه نظام يقدس الاستقلال بل هو النظام العربي المستقل الوحيد ، و النظام العربي الوحيد الذي شجع الانتاج المحلي حتى اكتفى في نواحي عديدة
شكراً للمقال الجميل
داعش عدوة
داعش عدوة للاسد حتى ولو كانت له فائدة فيها