من حق أنديتنا المحلية إصدار البيانات التي ترى فيها بعض الأمور المعينة التي من المُمكن أن تصب في صالحها، ولكن من حق الإعلام أيضاً أو الجهة التي صدر عنها ذلك البيان التحدث عن مضمونه وعما جاء فيه، وآخر بيان على الساحة الكروية ذلك الصادر من الجهاز الفني والإداري لنادي المحرق بعدما حصل من أمور تحكيمية في لقاء الفريق ضد البسيتين في الجولة الثانية لدورينا.
عن نفسي لم أكن أتمنى أن يخرج بياناً من نادٍ يُعتبر الأعرق كروياً لدينا بهذه الطريقة، فكان من الأولى أن يُركز النادي على دعم الفريق بصورة أفضل بعيداً عن البحث عن أمور خارجية من المُمكن أن تُشكل ضغطاً على اللاعبين في المباريات المقبلة وأولها لقاء الحد غداً، فأي شك من اللاعبين بوجود خطأ تحكيمي من المُمكن أن يحول الملعب لساحة من الاحتجاجات وبالتالي سيفقد اللاعبون التركيز، وتصوروا لو كان هذا الشك لخطأ معين قد حدث بدون وجود بيان محرقاوي سابق فهل ستكون ردة فعل اللاعبين حينها متشابهة، بالتأكيد لا.
المحرق شأنه شأن جميع الأندية في العالم، استفاد من أخطاء التحكيم في مناسبات عديدة وتضرر منها أيضاً، ولذلك فمثل هذه الأمور واردة تماماً، وإصدار بيان ونحن لازلنا سوى في الجولة الثانية ربما يكون دليل على وجود حِمل سابق هو الذي أدى لإصدار مثل هذا البيان وليس لمباراة واحدة فقط، وللتذكير فقط فإن الفريق فاز في اللقاء ولم يخسر، فهل حينها سيصل الوضع للتهديد بالانسحاب من الدوري من ثاني جولة لو كان المحرق قد خسر من البسيتين.
وأشير أيضاً إلى أن إدارة نادي المحرق قد اتخذت خطوة غريبة هذا الموسم ربما تكون من النوادر على مستوى أندية العالم وهي منع اللاعبين والجهازين الفني والإداري من التصريحات طيلة موسم رياضي كامل، صحيح أننا نسمع عن بعض الأندية قد منعت لاعبيها من التصريحات في فترة هامة أو بطولة قصيرة مُعينة لكن المحرق منع الجهازين الفني والإداري واللاعبين من التصريح على مدار الموسم، وهذا من حقهم في نهاية المطاف فهم ليسوا مجبورين على ذلك، ولكن نحن كإعلام من حقنا أن ننتقد هذه الخطوة إن كانت تستحق الانتقاد، كون هذه الخطوة لم نشاهدها من أي نادٍ في العالم، وليعذرنا جمهور المحرق إن كان هنالك تقصير في تغطية أي أمر يتعلق بالفريق لأن الأبواب موصدة واللاعبين والجهازين الفني والإداري ممنوعين قسراً من الإعلام، ولكن شاهدوا التناقض هنا، إذا كانت إدارة المحرق قد منعت هؤلاء من التصريح فلماذا أصدرت بياناً بخصوص التحكيم على لسانهم ووضعتهم في وجه المدفع، أليس من الأولى إذا كان هنالك بياناً بهذه الطريقة أن يكون صادراً من مجلس الإدارة، فمن يطالب مجلس إدارة الاتحاد البحريني لكرة القدم يجب أن يكون مجلس إدارة النادي وليس ببيان يكون على لسان أعضاء الجهازين الفني والإداري، فنحن لأول مرة نسمع بأن نادياً يصدر بياناً بأسم أعضاء الجهازين الفني والإداري موجه لاتحاد مُعين وإن حصل فهو من النوادر.
وفي البيان أيضاً إن الجهازين الفني والإداري يطالبون بحكام أكفاء لمباراة الحد غداً أو طاقم أجنبي، والسؤال ماهو معيار الكفاءة لديكم إذا كنتم في الموسم الماضي حتى الطاقم (المونديالي) لم ترضوا عنه.
خِتاماً، أقول «بيان المحرق... كان بالإمكان أفضل مما كان».
إقرأ أيضا لـ "حسين الدرازي"العدد 4403 - الجمعة 26 سبتمبر 2014م الموافق 02 ذي الحجة 1435هـ
الانسحاب خارج حسابات المحرق
الإنسحاب صفة المهزوم وهذا ينطبق على البرلمان والدوري البحريني. التطوير والتحديث يتطلب النقد ورصد الإخفاقات وهذا ما فعله المحرق. لم يحتج المحرق في المباراة ولكن بعدها لم يشتكي لأنه خسر حيث خرج فائزا وهذا دليل صدق نقدهم. والفوز على الحد بإذن الله قادم.