تنفرد الخدمات الصحية الحكومية المقدمة للفرد مثل المراكز الصحية والمستشفيات باستقطابها العدد الأكبر من المرضى والمصابين من الفئات العمرية كافة رجالًا ونساء، وهو ما يجعل الفكر الإداري الذي يقف وراء تقديم هذه الخدمات للعامة، على محك الكثير من التحديات والأخطار التي بطبيعة الحال، قد تهيئ الأرضية الخصبة والفرصة الذهبية لخلق الكثير من قصص النجاح والتميز.
إن الطبيعة التكوينية والتنظيمية لمرافق ودور الرعاية الصحية العامة واتصالها المباشر بالحياة اليومية للمجتمع وتغطيتها للسواد الأعظم من المرضى تحتم على كل من يقوم بدور الرعاية الصحية من كوادر طبية وإدارية وتمريضية وفنية ولوجستية العمل بروح الفريق الواحد في جميع الممارسات اليومية وصولاً إلى التميز في تقديم الرعاية الصحية للمريض، وتحقيقاً للاستراتيجيات الصحية التي تأخذ من أبسط مبادىء سلامة المريض وتكامل رعايته منطلقاً مهماً وغاية منشودة تحاول جاهدة برامج تقديم الخدمة والرعاية الصحية ترجمتها لتحقيق مخرجات صحية تذهب بمؤشرات التميز الصحى أبعاداً متقدمة نوعاً وكماً.
لنضع أرجلنا على بداية الطريق في الوصول إلى خدمة ورعاية صحية متكاملة ومتميزة والذهاب إلى المربع الأول، وهو خلق روح الفريق الواحد فى تقديم الخدمة والرعاية للمريض وعائلته إضافة إلى العمل على تعزيز وتنمية مهارات الاتصال والتواصل الفعال مع المرضى وذويهم، وانتهاج أكمل وسائل ومعطيات بناء فرق الرعاية الطبية فى مستويات الرعاية الصحية كافة، أولية وثانوية وثلاثية وغيرها.
نحتاج هنا إلى البدء بتقديم خدمة صحية، لنقل إن جاز التعبير فريقية، ذات فاعلية وإمكانات وأثر أكبر، حيث لا يمكن لنا أن نتجاهل المجهودات كافة التي تقوم بها حالياً جميع الكوادر الطبية والصحية في هذا المجال ولكن لايزال، وسيبقى دوماً، الكثير مما يمكن القيام به في سبيل القيام وتوفير خدمة صحية ذات جودة وكفاءة تفي بالقدر الأدنى من أهداف التنمية الصحية وتبرز لنا خدمة مستدامة يرضى عنها مرضانا ونرضي بها بعد ذلك أنفسنا أننا أدينا رسالتنا وقمنا بواجبنا تجاه مجتمعنا على الوجه الأكمل والأسلم.
إننا لا نحتاج إلى التميز والتكامل فى خدمتنا الصحية إلى إمكانات أو موارد أكثر مما هو موجود، نسبياً، بل نحن في أمس الحاجة إلى إعادة هيكلة تبدأ من أنفسنا وفكرنا في تحديد أولويات خدمتنا الصحية التى يجب أن تنطلق من مبدأ المريض أولاً، وجعل الجودة والتميز والتفرد مفهوماً وممارسة ووسيلة ونهجاً دائماً تسخيراً لخدمة المريض.
لدينا من الكوادر ومصادر المعرفة والقدرة على إبداع أفضل الممارسات الكثير ربما مما لا يمكننا تصوره، فقط علينا أن نبدأ من حيث أن يجب بتهيئة البنية التحتية فى بث مبادىء الجودة والتميز وتبني الممارسات المهنية التى تترجم هذه المفاهيم واقعاً ملموساً يستشعره المريض ويتعاطى معه تفاعلاً ونفعاً.
إقرأ أيضا لـ "محمد حسين أمان"العدد 4388 - الخميس 11 سبتمبر 2014م الموافق 17 ذي القعدة 1435هـ