لا تنهض المجتمعات ولا تتطور أو تسير في ركب الحداثة والحضارة، إن لم يكن حاملها هو الجيل الشاب، رجاله ونساؤه، يحظون بالنصيب الأكبر من الاهتمام والرعاية من أجل مستقبل مشرق.
تبدو الاتحادات الوطنية تسير حاليا نحو خطة مبرمجة نوعا ما، في إعداد المنتخبات السنية ومحاولة المواصلة بهم لنهاية الخطة، وهذا ما نراه من خلال مشاركة منتخبات الفئات السنية لأكثر من لعبة جماعية في الكثير من الاستحقاقات الخارجية هذه الأيام، على رغم غياب كرة القدم عن المشهد، كل هذه المشاركات إيجابية بكل تأكيد، إلا أن المحافظة على هذه المنتخبات هو الأهم، فهو يحتاج إلى الإعداد المستقبلي لها بدءاً من تنظيم المسابقات ونظامها وإيجاد الأرضية المناسبة لذلك، قبل أن يلعبوا في بطولات كبرى.
يمكننا القول في ذلك، إن الصرف على القاعدة والفئات السنية يجب أن يكون أكثر مما يصرف على المنتخب الأول من معسكرات خارجية وإحضار لمدربين معروفين، إذا ما اعتبرنا أن المنتخبات السنية ستكون حينها خزانا نابضا لمنتخبات الرجال قادر على ضخ أعداد كبيرة من اللاعبين الموهوبين القادرين على تحقيق الانتصارات حينما يصلون لأعلى مستوياتهم، وكل ذلك لن يكون بحال غابت البرامج والرعاية السليمة لجميع المنتخبات السنية التي تشكّلت وأعطيت الأهمية.
من هذه الأمثلة، كم من منتخب للفئات السنية في البحرين واصل مسيرته منذ تشكيله الأوّل، أي في فئة الأشبال أو الناشئين حتى الوصول إلى المنتخب الأوّل، القليل بالطبع، والسبب عدم وجود خطة مستقبلية لهذه المنتخبات، حتى أمسينا نصحو كل يوم على تشكيل منتخب جديد وبتشكيلة جديدة، وأصبحت منتخباتنا منتخبات مناسبات فقط، يتم تجميعها متى ما جاءتنا بطولة.
ملوك التخطيط الرياضي وهم الألمان بعد خروجهم من دور المجموعات ليورو 2004، قدم الاتحاد حينها استقالته وجاء البديل، وظهر القيصر بيكنباور في المشهد بتصريح قال فيه: «بعد 5 سنوات من الآن ستشهدون رجوعا تدريجيا للكرة الألمانية»، وأكد بعده الرئيس الجديد بقوله: «عفوا... لن نقع بأخطاء الاتحاد السابق»، في إشارة إلى أن الاتحاد السابق حاد عن القاعدة التي كانت تسير عليها الاتحادات الألمانية المتعاقبة من الاهتمام بالمنتخبات الشابة لتكون المورد الأساسي للمنتخب الألماني الأول، وحاليا المنتخب الألماني هو بطل العالم، وهو نفسه الذي بنت عليه ألمانيا آمالها، فكان جيل منتخب 19 سنة الذي خسر يورو 2002 في النهائي من إسبانيا وكان يضم آنذاك كل من بودوليسكى وشفاينشتيغر وفيليب لام وأوزيل وغوميز وغيرهم، هو نفسه المنتخب الذي حقق كأس العالم بالتشكيل الذي غلب عليه العمود الفقري لمنتخب 2002، وها هي ألمانيا أيضا وبعد 3 أسابيع من التتويج العالمي تتوج ببطولة منتخبات الشباب الأوروبية.
ما أريد قوله هنا هو أن التخطيط المستقبلي -وهي كلمة لم تُعطَ حقّها في مجالنا الرياضي حتّى الآن- من أهم الضروريات التي يجب أن نركّز عليها في رياضاتنا جميعها، من أجل الوصول إلى الهدف الأكبر، فما المشكلة في أن نقوم بعمل وفق استراتيجية قوية وشاملة، خالية من المجاملات، فيها كل ما له علاقة بمبدأ الثواب والعقاب، فيها مقاييس واضحة للفشل والنجاح، فيها مدّة زمنيّة صارمة ومدروسة ونهائية، فيها حرص وطني نابع من القلب؟ لنصل للهدف، فمنتخبات المستقبل لن تختلف عن منتخبات الحاضر، طالما لم نقم بعمل مختلف. وواحد + واحد = 2... ومن يقول غير ذلك مخطئ، ولن أقول كاذب أو واهم.
إقرأ أيضا لـ "محمد مهدي"العدد 4386 - الثلثاء 09 سبتمبر 2014م الموافق 15 ذي القعدة 1435هـ
شخبار الريال ؟؟؟
ها شخبار الريال من بعد الاربعه ؟؟؟