منذ أيام قليلة، قرأنا في الصحف المحلي عن انتحار شاب بحريني لا يتجاوز عمره 28 سنة شنقاً.

بحسب تقرير منظمة الصحة العالمية فإن أكثر من مليون شخص ينتحرون يومياً. وتفوق نسبة الذكور المنتحرين نسبة الإناث من 3 - 4 مرات. كما أن عملية الانتحار تعتبر واحدة من أكثر 10 مسببات للوفاة عالمياً.

الطب الحديث ينظر إلى الانتحار على أنه مشكلة صحية نفسية متعددة الأسباب، وقد تنتج عن الاضطرابات العقلية كالاكتئاب، أو الاضطراب ثنائي القطب، أو بسبب الإدمان على الكحول أو تعاطي المخدرات.

العوامل النفسية وأبرزها الصعوبات المالية والتي تتمثل في الفقر أو البطالة أيضاً تعد من الأسباب المهمة التي من الممكن أن تؤدي إلى الانتحار.

هناك سؤال يطرح؟

هل هناك علامات تحذيرية يرسلها الشخص المقدم على الانتحار، الإجابة نعم هناك العديد من الرسائل والمؤشرات ومنها:

التعبير عن خطط لقتل نفسه، ولو بطريقة المزاح، والضحك.

بعث رسائل عبر عدة طرق أبرزها مواقع التواصل الاجتماعي يطلب المغفرة والسماح من الآخرين. يشعر الطرف الآخر بالحيرة (كأن يقول أطلب منكم العفو، وسامحوني على كل تقصير) بدون سبب أو داعٍ لذلك.

يشتري أدوات أو أغراض لا يحتاجها في المنزل من قبيل سكين، أو حبل، أو عقاقير طبية كالبندول مثلاً.

فيما سبق لمحة سريعة جداً عن دواعي الانتحار، والمؤشرات التي تنبئ بالإقدام على الانتحار. أود أن أستعرض أهمية الدور الوقائي، وخصوصاً على صعيد السلطة التنفيذية والتي تمثله وزارة الصحة.

تستطيع الوزارة تقديم العديد من الخدمات وتطوير معالجة المصابين أو الذين تظهر عليهم أعراض ومؤشرات الإقدام على الانتحار بتوفير المساعدة عبر خدمات علاجية، وأخرى مساندة مثل التواصل عبر الخطوط الساخنة لهذه الحالات الطارئة والتي تعتبر بحسب معايير الصحة العالمية من الحالات الطبية التي تتطلب العلاج فوراً، على أن يكون القائمين على تلقي هذه الاتصالات من أفضل العاملين في مستشفى الطب النفسي ومدربين على التعامل مع هذه الحالات وتقديم المشورة لهم.

ومن أجل أن نؤسس لحزمة خدمات للمقدمين على الانتحار يجب العمل على إيجاد منظومة إحصائية دقيقة على كل انتحار ناجح أو فاشل، حتى نقف على أسباب الانتحار، وبالتالي وضع حلول مناسبة له.

هنا أيضاً لا يجب إغفال دور المجتمع بمكوناته من أسرة، ومؤسسات المجتمع المدني والجمعيات الخيرية والمراكز الاجتماعية في احتضان فئة الشباب ودعمهم مادياً ومعنوياً.

الشراكة بين القطاعين العام والأهلي يؤسس لوضع برامج إرشاد نفسي للمريض المقدم على الانتحار وأسرته.