في مثل هذا اليوم من العام 1991، أغلقت كازاخستان موقع إجراء التجارب النووية بالقرب من سيميبالاتِنسك. وكان الاتحاد السوفياتي قد أجرى في اليوم نفسه من العام 1949 تجربته النووية الأولى التي تلتها على مدى العقود اللاحقة 455 تجربة نووية أخرى، كان لها أثرها المفزع على السكان والبيئة المحلية.
وأصبحت هذه التجارب والمئات التي تلتها في بلدان أخرى شواهدَ على سباقٍ للتسلح النووي، بات فيه بقاء الإنسان مرتهناً بعقيدة الإيقان بحتمية التدمير المتبادل التي عُرفت عن حق بمختصرها ( MAD).
وقد أُتيحت لي، بصفتي الأمين العام للأمم المتحدة، فرص عديدة للقاء بعض الضحايا الذين عاشوا بشجاعة فصول استخدام الأسلحة النووية والتجارب النووية في هيروشيما وناغازاكي وسيميبالاتِنسك. إن عزيمتهم الراسخة وتفانيهم لابد أن يستمرا في إلهام عملنا الرامي إلى إيجاد عالم خالٍ من الأسلحة النووية.
وبمناسبة احتفالنا باليوم الدولي لمناهضة التجارب النووية (29 أغسطس/آب) دعونا جميعاً نصغي من جديد إلى روايات الضحايا. فلنُنصِت لكلماتهم وليتخيل كلٌّ منا نفسه تحت طائلة هذه التفجيرات بما لها من عواقب. فبغير ذلك لن يتسنى لنا أن نتفهم على نحو أفضل حتمية تجديدنا الالتزام بإيجاد عالم خال من الأسلحة النووية والتجارب النووية.
وأود أن أناشد بوجه خاص مواطني الدول التي لم تصدّق بعد على معاهدة الحظر الشامل للتجارب النووية، ولا سيما الدول الثماني المتبقية من دول المُرفق الثاني والتي يلزم أن تصدّق على المعاهدة حتى يمكن إدخالها حيز النفاذ، وهي: إسرائيل وإيران وباكستان وجمهورية كوريا الشعبية الديمقراطية والصين ومصر والهند والولايات المتحدة.
دعونا نطالب معاً بإنهاء جميع التجارب النووية وننهض بمهمة لم تُستكمل بعد، هي إيجاد عالم خال من الأسلحة النووية إيذاناً بمستقبل أكثر أماناً وازدهاراً.
إقرأ أيضا لـ "بان كي مون"العدد 4376 - السبت 30 أغسطس 2014م الموافق 05 ذي القعدة 1435هـ
روح ارقد
شالامين العام دول تحترق وهو عايش في وادي اخر
كأن العنوان فيه غلط
لعل فخامة الأمين العام يقصد منع الدول الفقيرة و المتوسطة و المتخلفة من امتلاك أسلحة نووية ؛ و هذا ممكن. لكن من أجل عالمٍ خالٍ من الأسلحة النووية لا بد من نزع الأسلحة النووية من الدول القوية أولاً ؛ و هذا غير ممكن.
إذاً من أجل عالمٍ خالٍ من الأسلحة النووية ؛ هذا غير ممكن.