في كل مجلس اجتماعي أو تربوي نتواجد فيه، نسمع قصصاً عجيبة، وحكايات مضحكة مبكية، عن المتفوقات والمتفوقين الحاصلين على معدلات تراكمية عالية، حرمتهم وزارة التربية والتعليم من تحقيق رغباتهم الدراسية الأولى بغير وجه حق، وهي التي تصرّح دائماً للصحافة أنها لم تحرم أحداً من الطالبات والطلبة المتفوقين من البعثات والمنح الدراسية، ولكنها لم تقل بأنها لم تحرم الطلاب المتفوقين من تحقيق رغباتهم الدراسية التي يستحقونها بجدارة.
ولم يقل أيٌّ من الطلبة المتفوقين أنه حُرم من البعثة أو المنحة الدراسية، وما يقال هو أن الوزارة بأساليبها الملتوية التي ابتدعتها مثل مشروع 60 ـ 40 في المئة، الذي سمحت لنفسها باستقطاع 40 في المئة من جهده الذي بذله طوال ثلاثة أعوام دراسية متتالية، لتجعلها للمقابلة الشخصية التي لا يتجاوز وقتها الزمني 15 دقيقة، لتعطي لها الحق في إزاحته عن رغباته الدراسية الأولى التي يستحقها بكل المعايير والمقاييس العلمية والتربوية.
في جميع وزارات التربية والتعليم، بالدول الخليجية والعربية والأجنبية، يتم اعتماد معدل الطالب التراكمي عند توزيع البعثات والرغبات الدراسية، إلا وزارة التربية والتعليم في البحرين، حيث لا تعترف بهذا النهج التربوي السليم! والمصيبة أن الوزارة عندما تنتقد ممارساتها الطائفية الواضحة، بدلاً أن تقوم بالبحث عن طرق سليمة مدروسة لتصحيح وضعها الخاطيء وسياستها غير السليمة، تقوم مع الأسف بالبحث عن طرق وأساليب أخرى ملتوية لترسيخ التمييز المذهبي في توزيعها البعثات والرغبات الدراسية، محاولةً ألا تترك وراءها أثراً ظاهرياً لتمييزها. وهذا ما فعلته في توزيع البعثات والرغبات الدراسية عندما انتقدت تمييزها المذهبي المفضوح بشدة الجمعيات المعارضة والحقوقية في البلاد في العام 2008.
وقامت في العام 2011 بتنفيذ أساليب أخرى تحقق من خلالها نفس الهدف إن لم يكن أكثر، وذلك من خلال فرضها على كل طالب متفوق أو غير متفوق، كتابة 12 رغبة دراسية في استمارة أعدت لهذا الغرض، وفي المقابلة الشخصية تبدأ حكاية الطالب المتفوق المرّة. وقد سمعت قصة طالب متفوق دخل المقابلة الشخصية وهو يلبس ثوباً بلا «غترة»، أي حاسر الرأس، يقول لم أكن أتوقع أن شكلي الظاهري سيأخذ أكثر من 50 % من أسئلة المقابلة! ومن الأسئلة التي وُجّهت إليه: ماذا تُسمّى الفتاة التي لا تلبس الحجاب؟ أجاب: تسمى سافرة. وماذا يسمى الرجل الذي لا يلبس «الغترة»؟ أجاب: أعتقد أنه يسمى حاسر الرأس. بالله عليكم، هل مثل هذه الأسئلة العشوائية التي تولد في حينها، يمكن أن تكون وسيلة لتحديد التخصص المناسب إليه، والأسوأ أنها تحدّد مصيره ومستقبله. بالتأكيد أن مثل هذه الأسئلة المزاجية ليست مكتوبةً في سجلات الوزارة الرسمية، والمشكلة أن اللجنة لا تكتب الأسئلة التي توجّهها للطلبة حتى لا تُحسب عليها أو يمكن أن تُحاسب عليها.
أعتقد أن مسألة توزيع البعثات والرغبات الدراسية قد اتضحت للرأي العام الداخلي والخارجي، فبهذه الأساليب الطائفية غير التربوية يتم حرمان الطلبة المتفوقين الذين ينتمون إلى مكوّن واحد من تحقيق رغباتهم الأولى التي يستحقونها، ونعطي ثلاث نماذج من الطالبات المتفوقات اللاتي حُرمن من تحقيق رغباتهن الدراسية الأولى وهي دراسة الطب البشري: الطالبة الأولى حاصلة على معدل 97.8 %، والطالبة الثانية معدلها التراكمي 97 %، والطالبة الثالثة معدلها التراكمي 96 %، ولو عرضنا جميع الطلبة المتفوقين المتضررين من توزيع البعثات والرغبات الدراسية لطال بكم المقام.
ونكرّر ما يطالب به في هذا الشأن أسر المتفوقين والمتفوقات:
-أولاً: تنفيذ مبدأ الشفافية في كل الخطوات التي تتبعها في توزيع البعثات؛
-ثانياً: مشاركة مؤسسات المجتمع المدني والجمعيات الحقوقية؛
-ثالثاً: اعتماد المعدل التراكمي كأساس في توزيع البعثات وإلغاء مشروع 60 ـ 40 %،
-رابعاً: نشر أسماء ومعدلات الطلبة الحاصلين على البعثات والرغبات الدراسية التي حصلوا عليها، -خامساً: يسمح للطالب المتفوق كتابة ثلاث رغبات دراسية ولا يجبر على كتابة 12 رغبة كسائر الطلبة غير المتفوقين،
-سادساً: عدم التضييق على المؤسسات الأهلية المانحة والسفارات الأجنبية التي تخصّص في كل عام عدداً من البعثات الدراسية في مجالات مختلفة للطلبة المتفوقين.
ونعتقد أن هذه المطالب تتناغم مع الأهداف التربوية الحقيقية ومصالح الوطن العليا، وأن عدم تلبيتها يضر بالتعليم أولاً، وبمستقبل البلاد في مختلف المجالات ثانياً، ويلحق الضرر بمئات المتخرجين الجدد كل عام ويهدّد مستقبلهم.
نقولها بكل صراحة ولا نبالغ فيه، إن ملف البعثات يدمي قلوب الحريصين على مستقبل الوطن، فلهذا نطالب الكلّ في هذا البلد، أن يتحملوا المسئولية في إنقاذ مستقبل التربية والتعليم، وتطوير وتنمية التعليم في بلدهم، لما له من أهمية كبرى في التنمية الشاملة في البلاد.
إقرأ أيضا لـ "سلمان سالم"العدد 4371 - الإثنين 25 أغسطس 2014م الموافق 29 شوال 1435هـ
المخارقة
شكرا لكم استادي على مقالاتكم
ابدعت
أنتقام
يريدون تحطيم أحلام شبابنا وتهميش قدراتنا وتحبيط معنوياتنا ولكن هيهات نحن أولاد فاطمة النصر حليفنا مهما فعل الداعشيون أحفاد ب....سوف نحقق أحلامتا وطموحنا ونقود عجلة التنمية في بلدنا
ياترى شبكون مستقبلنا المهني؟
ادا الطالب بيدرس رغبة مو رغبته شلون بكون ناجح
وراح يعطي كل ماعنده برغبه مو رغبته !
شكلي بروح قطر باي
الجواب يا استاذ
لانهم من الفئة المغضوب عليها.
بعثات
حسبي الله عليهم حطموت احلام المتفوقات عسى اللع ايحطم احلامهم
اوامر من فوق
لن يفيد الكلام ولا المقالات ولا الندوات يااستاذي مع كل الاحترام.وزارة التربية تعرف جيدا انها طائفية بإمتياز ولو ان هناك شهادة في علم الطائفية لحصدتها هذه الوزارة وستكون هي الاولى في كل العالم.
هذه الوزارة تنفد سياسات تأتي من فوق حسب التعبير البحريني.لقد اشبعتم هذه الصحيفة الوطنية مئات المقالات والندوات حول سياسة هذه الوزارة لكن(عمك اصمخ) فلا حياء ولا خجل بل العلم والتربية تجل من ان وضعوهما في ايدي لا ترى إلا انفها.
أعداء مكشوفون
النصب والتضييق كلها دلائل على هوية المانع، فلينظروا وليبحثوا ...
لأن مانعيهن ...
والمتفوقات ينتسبن لمذهب أهل البيت عليهم السلام
دعواتنا على كا من له يد في ظلمنا
ندعو عليهم في كل صلاة ومحفل ، فهم خونة الوظيفة والعلم والتعليم
اللهم انتقم لنا منهم وأرنا فيهم عدلك وسخطك ...
شكر وتقدير
للأستاذ والمربي سلمان سالم على جهاده تجاه ممارسات وزارة التربية والتعليم، وما يقوم به من دور كبير وعظيم في تبيان انحطاط الوزارة المتزايد تجاه دورها الذي قلبته فجعلت من نفسها محاربة للتربية وللتعليم بشكل عام.
نداء لمن تم سرقة رغباتهم وتعبهم
عليكم بالدعاء على كل من له دور في حرمانكم من تحقيق رغباتكم ، ادعوا عليهم في كل صلاة وكل موقف ، ق
فمن يقبل ويقوم بهذا الدور الطائفي المقيت الذي تتبناه الوزارة، ليس سوى مخلوق ...سيرى ظلمه يحل عليه ..
تنبأ بالمستقبل
الذين يحققون النجاح في حياتهم المهنية هم من درسوا ما كانوا يحبونه. انتظروا مستقبلا قاتما للمهنيين. الله يكون في عون الامة. الظاهر تشبث الاجانب بالأعمال و الوظائف المهنية و الفنية داء مستدام