نتوجه اليوم (في اليوم العالمي للعمل الإنساني، 20 أغسطس/ آب) بالتحية والإجلال للعاملين في مجال الإغاثة الإنسانية، أولئك الأبطال المجهولين الذين، على الرغم من المخاطر المحيطة بهم، يعملون على إنقاذ الأرواح على الخطوط الأمامية لجبهات النزاعات، ومساعدة ضحايا الكوارث الطبيعية على إصلاح ما فسد وإعادة بناء مجتمعاتهم.
إن إحدى المزايا العظيمة للعمل في منصب وزير الخارجية هي الرؤية المباشرة عن كثب للالتزام الذي لا يمكن تفسيره من جانب الرجال والنساء الذين يقدمون الكثير من أنفسهم لضحايا المآسي. لقد التقيتُ مع قادة وأفراد مجتمع العمل الإنساني في العراق الذين يواجهون حملة العنف والإرهاب البشعة التي يشنها تنظيم «داعش». وقد شهدتُ التزام عمال الإغاثة الإنسانية في مخيمات اللاجئين على الحدود السورية، وهم يساعدون الناس في سورية والبلدان المجاورة على التعامل مع واحدةٍ من أقسى الأزمات الإنسانية على مر الأجيال. كما تحدثتُ مع الأبطال في جوبا الذين يبذلون اليوم كل ما بوسعهم لتوفير الطعام لما يقدر بنحو 3.9 مليون مواطن من أهل جنوب السودان وإنقاذ جيل كامل من المجاعة.
إن الرجال والنساء والأطفال المتضررين من هذه الأزمات لا يمثلون سوى جزء بسيط من الــ 108 ملايين شخص حول العالم الذين هم ضحايا الحروب الأهلية أو ضحايا القوة التدميرية للكوارث الطبيعية ويحتاجون إلى المساعدة.
وفي كل حالة من هذه الحالات، يستجيب العاملون في مجال الإغاثة الإنسانية -الذين يتسلحون بالشجاعة ويحملون بوصلة أخلاقية قوية- إلى صرخات من هم في أمسّ الحاجة وإلى دعوتنا المشتركة لاستنهاض ضمائرنا. وهم يقدمون الغذاء والمياه والكساء والمأوى والرعاية الطبية حيث لا يستطيع الآخرون القيام بذلك أو لا يريدون. وهم يعملون على لمّ شمل الأطفال المفترقين عن والديهم وأسرهم التي مزقتها الفوضى والنزاعات. وهم يساعدون ضحايا العنف الجنسي على التعافي، ويساعدون العالم على التحدث بصوت واحد لرفض استخدام العنف الجنسي كأسلوب من أساليب الحرب والترهيب والتأكيد على أنه أمر غير مقبول على الإطلاق في القرن الـ 21.
إن الولايات المتحدة، باعتبارها أكبر مانحٍ في العالم للمساعدات الإنسانية، تظل ملتزمة التزاماً راسخاً ببذل كل ما في وسعنا لتوفير السلامة والأمن في مجال العمل الإنساني. ولكن اليوم، من بين كل الأيام، علينا أن نتذكر الرجال والنساء الذين يدفعون أغلى ثمن نتيجة لتفانيهم.
في العام الماضي، فقد 155 عاملاً في مجال الإغاثة من 30 بلداً أرواحهم. لقد أعطى هؤلاء الرجال والنساء كل ما لديهم لأولئك الذين لا يملكون شيئاً. واليوم، فإننا نجدد التزامنا بمهمتهم المتمثلة في إيصال المساعدات الخيرية، وتضميد الجراح، والعطف على أولئك الذين هم في أمسّ الحاجة. وعلينا أن نتذكر المبادئ العالمية التي بذلوا أرواحهم في سبيل التمسك بها.
إننا نتذكر ستة موظفين أفغان من وكالة التنمية والتعاون التقني، الذين أطلق عليهم الرصاص بينما كانوا يعملون في مشروع للتنمية الريفية في ولاية فارياب شمال أفغانستان. ونتذكر مواطناً كينياً، وخمسة صوماليين، واثنين من مواطني جنوب أفريقيا، جميعهم قتلوا في مجمعٍ للأمم المتحدة في مقديشو. ونتذكر عمّال الإغاثة الخمسة من جمهورية جنوب السودان الذين قُتلوا في وقت سابق هذا الشهر فقط لكونهم من عرقية النوير. إننا نتذكرهم جميعاً، ونكرمهم من خلال تناول الشعلة التي تركوها وراءهم، ومن خلال العمل على تأكيد كرامة الإنسان أينما حُرم منها.
واليوم، وفيما تتذكر الولايات المتحدة والمجتمع الدولي أسماء هؤلاء وجميع العاملين في مجال العمل الإنساني، فإننا نتذكر التزامنا بتأكيد القيمة المتأصلة لكل روح إنسانية، وما يتطلبه ذلك من حياتنا. فعندما يكون هناك الكثير من العمل الذي يتعين القيام به، نتذكر العمل الحيوي للعاملين في المجال الإنساني وما يمكننا القيام به لنكون جميعاً عاملين في المجال الإنساني.
إقرأ أيضا لـ "جون كيري"العدد 4368 - الجمعة 22 أغسطس 2014م الموافق 26 شوال 1435هـ
لكل الناس الحق في الكلام عن كرامة الانسان الا انتم
الامريكان والبريطانيين ايضا ليس لهم الحق في الكلام عن كرامة الانسان فهم اكثر دولتين تنتهك كرامة وحقوق الانسان
انت وبدلك عار على البشرية
كيف تتكلم عن الانسانية وانتم وإسرائيل تقتل المدنيين كيف تتكلم عن حقوق الانسان وها نحن في البحرين ندفع ثمن ازدواجية المعايير فمصالحكم الاقتصادية اهم من حقوق البشر لا تتكلمون عن حقوق الانسان فابلدكم الداعم الاكبر لأكثر البلدان تخلفا والمنتهكة لحقوق الانسان والتي تعتبر مواطنيها عبيدا ورعايا كفانا إلقاء هكذا محاضرات كاذبة