ينتشر الشيعة في الكثير من بلدان العالم، ولكن يبرز وجودهم في المنطقة في إيران والعراق ولبنان والبحرين. ورغم الانتماء إلى مذهب واحد والتقارب الظاهر في بعض القضايا المعاصرة، إلا أن كيفية التعاطي مع بعض القضايا قد يكون محل وجهات نظر مختلفة.
لفهم حالة الاختلاف يبدو من المهم النظر في بعض خلفيات وجذور التنوع في التعاطي مع القضايا العامة نظراً لتعدد النماذج المرجعية في التاريخ السياسي للشيعة. فالاختلاف قد لا يكون في القراءة السياسية المعاصرة وحسب، وإنّما قد يكون مرده إلى الاختلاف في اختيار النموذج المرجعي الذي تقوم عليه القراءة السياسية.
شكل انتصار الثورة الإسلامية في إيران العام 1979 بداية بروز الصحوة الإسلامية وما صاحبها من نهوض شيعي متنام، كانت انطلاقته في إيران، ولكنه لم يقتصر عليها. بالإضافة إلى إيران يمكن الحديث عن نسبة سكانية شيعية مؤثرة في كل من العراق ولبنان والبحرين. من الملاحظ أنه ومنذ العام 1979 تعاظم نفوذ الشيعة في عدد من البلدان بشكل لافت. ففي إيران والعراق انتقل الشيعة من المعارضة إلى الحكم، وفي لبنان، وخصوصاً بعد نشوء حزب الله، انتقل الشيعة من مساحات التهميش إلى العمل المقاوم الذي تطوّر ليصل بعد ذلك لدخول البرلمان والحكومة، وليشكّل إحدى القوى الرئيسة في المشهد اللبناني المعاصر. أما في البحرين فتبدو مساحات الوعي والتنظيم والامتداد للتيار والمؤسسات الشيعية لافتة.
نظراً للانتساب لمذهب واحد، وبسبب التاريخ المشترك الذي جمع أتباع هذا المذهب، يلتقي الشيعة في الكثير من المشتركات. رغم ذلك، تبقى هناك بعض التمايزات. من أمثلة ذلك، المساحة التي يساهم فيها عالم الدين أو الفقيه في المسرح السياسي الداخلي. في هذه البلدان الأربعة هناك علماء دين تكون لهم المرجعية السياسية وخصوصاً في المحطات المفصلية، ولكن حدود هذه المساهمة السياسية تختلف من بلد إلى آخر.
يبدو هذا الاختلاف جلياً في الفرق بين الحالة الإيرانية والعراقية الراهنة، إذ يتضح ذلك من خلال الإطار الدستوري أو التموضع السياسي للفقيه. ففي الحالة الإيرانية يشكل الفقيه رأس الهرم السياسي، بينما يبدو الفقيه في الحالة العراقية منفصلاً عن الإطار القانوني أو السياسي، وله دو ارشادي غير ملزم قانونياً. رغم ذلك، يبقى التأثير الحاضر لعالم الدين بارزاً على المستوى الاجتماعي والسياسي.
ربما من الممكن القول أن الخيارات السياسية الراهنة للشيعة تعتبر، في جزء منها، انعكاساً للتجربة السياسية الشيعية الممتدة لسنوات الإسلام الأولى، وخصوصاً في مجال تنوع الأساليب المعارضة. فالشيعة عبر تاريخهم الطويل قد عاصروا تجربة المعارضة السياسية أكثر من تجارب الحكم. هذه التجربة الطويلة وفّرت مساحة شاسعة من التنوع والخيارات التي تأثرت باختلاف الظروف والأزمنة والأمكنة التي عاش فيها الشيعة وأثرت على خياراتهم السياسية. منذ وفاة النبي (ص)، وباستثناء السنوات المعدودة التي حكم فيها الإمام علي (ع)، عاش أئمة الشيعة - في صدر الإسلام - تجربة المعارضة لمدة تقرب من 250 عاماً. هذه الفترة الممتدة تعتبر فترة غنية ومليئة بتجارب متنوعة للفعل السياسي المعارض. لم يمارس الأئمة (ع) فعلاً سياسياً معارضاً واحداً فقط. فالحسن صالح، والحسين ثار، وعلي بن الحسين آثر الدعاء والتربية الروحية، والصادق برز في مجال نشر العلوم، والرضا قبل بولاية العهد، والكاظم قضى سنوات مديدة في السجون. كل هذه نماذج متعددة لكيفية التعاطي مع الواقع السياسي المتغير. هذا الاختلاف يؤكد مركزية فكرة المرونة السياسية والتعاطي بما تفرضه الظروف السياسية، بالإضافة لمراعاة الحالة الزمانية التي امتدت منذ فترة الخلافة الراشدة وحتى نهايات الدولة العباسية، دون تغافل عن البيئة المكانية التي تنوعت لتشمل المدينة المنورة وبغداد والكوفة وسامراء وطوس وغيرها.
تطرق السيد محمد باقر الصدر إلى مسألة التنوع في أساليب الأئمة (ع) في كتابه «أهل البيت تعدد أدوار ووحدة هدف»، حيث يشير إلى أن مواقف كل إمام حينما تدرس بشكل جزئي ومنفصل عن بقية الأئمة، فإنها قد تفهم بصورة خاطئة ومتناقضة، لكن الصورة تتضح حالما تتم القراءة الكلية لمواقف الأئمة باختلاف ظروفهم.
يصف الصدر الاختلافات والتناقضات التي قد تبدو في مواقف الأئمة بأنها «مجرد تعابير مختلفة عن حقيقة واحدة، وإنما اختلف التعبير عنها وفقاً لاختلاف الظروف والملابسات التي مر بها كل إمام، وعاشتها القضية الاسلامية».
الفكرة الأساسية هنا هي أن معارضة كل إمام محكومة بظروف وملابسات عصره. فتكون الثورة حين تقتضي الظروف والملابسات ذلك، ولا تكون حينما لا تقتضي الظروف والملابسات ذلك. قد تقتضي الظروف موقفاً كالحسين، وقد تقتضي الظروف موقفاً كالحسن، وقد تقتضي موقفاً كزين العابدين، وقد تقتضي موقفاً كالرضا، ويبقى الهدف واحداً وهو حفظ الدين.
الظروف والملابسات إذاً هي الحاكمة والمحدّدة لكيفية التعاطي. ويعتقد الشيعة بأن موقف كل واحد من أئمة أهل البيت، وفق ظروف وملابسات عصره، هو الموقف الصحيح. وبالتالي فإن موقف الإمام الحسين واعتماد أسلوب الثورة هو الموقف الصحيح وفق ظروف وملابسات عصره. وكذلك موقف الإمام الحسن بالصلح مع معاوية بن أبي سفيان هو الموقف الصحيح وفق الظروف التي عاصرها.
الاستفادة المباشرة من تجربة الأئمة (ع) السياسية يمكن أن يتضح تأثيرها في أمرين. الأول هو أن التنوع في الأساليب ليس منطلقاً من قراءة سياسية معاصرة فقط وإنما قد تكون له جذوره الشرعية.
الأمر الآخر هو أن الاستفادة المباشرة من تجربة الأئمة قد تلقي الضوء على خلفيات مركزية عالم الدين في المجتمعات الشيعية. مع تنوع الخيارات التي اتبعها الأئمة، كانت الشيعة ترجع إلى الإمام لتعرف منه الخيار المفروض اتباعه وفق الظروف والمعطيات المتوافرة.
إقرأ أيضا لـ "حسن سعيد"العدد 4362 - السبت 16 أغسطس 2014م الموافق 20 شوال 1435هـ
احسنت
احسنت اخي الكاتب ..بارك الله فيك
الشيعة
الشيعة فى البحرين لاتريد الحكم تريد عيشة هنيه وتريد كرامة الي سلبتهه الحكومة وتريد الشعب مصدر السلطات تريد تسفير ...................... وتريد حكومة منتخبه الشعب ينتخبها تريد .................... الله ياخد الحق المسلوب وصبرا ياشعبى النصر قادم
الأسطوانه الشروخه المتجدده؟؟!!
أما تعبتم من هرائكم والله مللنا من تهمكم وقذفكم لنا فالكاتب لم يقل شي وانما ذكر بعض من التاريخ التي يعتبر نقطه من بحر وبعض الأيدلوجيات للمذهب لا أقل ولا أكثر من أين جئت أنت ايها الأحمق بهذه الأفكار خميني وما خميني وفكرة الوصول للحكم فالشيعه لو أرادوا لقالو أردنا ومتى ما أرادو سيتحركون ولن يوقفهم ظلم أو قتل فأنتبه لما تقول ياحجي عدد فرق الشيعه !! لا ومسوي روحك مسقف جزء 1 وجزء 2 ونت حتى ربع الجزء ماتعرفه
الابرار
ان الابرار يشربون من كاس كان مزاجها كافور
.
جزء (2) وعندما قام الخمينى باسقاط الشاة وتجديد فكرة الولي الفقية برزت فكرة نائب الولي المعصوم! وبرزت حركات شيعية تدعمهاايران وتقلق الحكومات(حزب اللة في لبنان نموذج) واصبح الشيعة يحلمون بتكوين حكومات وينتقلون من صف المعارضة الي صف السلطة لكن نسبة الشيعة الضئيلة في العالم الاسلامى مقارنة بالسنة حكومات وشعوب جعل الامل بعيدا
لست معك
اي شعب او فكر
يبحث عن العيش الكريم
ولو كان الشاه عادل لما وقف الشعب ضده
وكل الحكومات العربيه لو عدلت لما سمعنا عن تحرك لاي حركه فمن الطبيعي اذا وجد الظلم سيظهر من يغير الى العدل
وليس له علاقه سنة او شيعه
افتراض
كل ما تقوله افتراض حتى تقرنه بالدليل ..لو كان الشيعه يريدون الحكم فنموذجك كان في لبنان(حزب الله) فحزب الله اثبت انه بخبراته العسكريه يستطيع ان يسيطر على مساحات شاسعه في ايام معدودات وهذا ماقالته التقارير الامريكيه والاسرائيليه بعد حربهم مع المقاومة .. ومثل ما ذكر الاخ حسن مع الشكر الجزيل لكتابته في التاريخ والمعلومات القيمه التي نعرفها منه .. فإن لكل زمن مواقف ومتغيرات وهذه هي المتطلبات التي تحتاجها
..
استاذ حسن شكرا على كل ما تكتب بس الفت نظرك الي ان الفكر الشيعى لا يؤسس دولة يقوم على ايديولوجية المعارضةوقبل انقلاب خمينى كان الشيعة منتظرين عودة الامام الغائب!فكانت ممارستهم دعوية(الشيخ محمد العكري) الذى يطوف في شارع التجار ويوزع الارشادات مثل الدعوة للتمسك بالعبادات وتقليل المهور(غير خطر علي اي حكومة) يتبع جزء (2)
ان الذين آمنو و عملو الصالحات
أولائك هم خير البرية
عدد فرق الشيعة
لاولى السبئية : وهم اتباع عبدالله بن سبأ . الثانية الكيسانية : ظهرت هذه الطائفة بعد مقتل الامام علي (رض) . الثالثة : المختارية : يتزعمها المختار بن الثقفي . الرابعة : الزيدية : ظهرت هذه الطائفة بعد مقتل الحسين (رض)
الخامسة : الرافضة : وقد سموا بهذا الاسم لرفضهم اكثر الصحابة .والإسماعيلية. واليزيدية . والبهائية و الدروز