لابد من الاعتراف بأنه لا سبيل لتطوير الألعاب الرياضية البحرينية والوصول بها إلى المستوى المطلوب، وحفظ حقوق من يمارسها أو يعمل فيها إلا الاحتراف الرياضي الذي بات يعمل به جميع الرياضيين في دول العالم، حتى أصبح لغة العصر الذي يتخاطب بها الرياضي مع ناديه أو اتحاده أو أية جهة رياضية دولية... ولم يتبقَ من لغة الهواية سوى أمور بسيطة جداً تعد على أصابع اليد أهمها ممارسة الرياضة بصورة عفوية كالمشي والهرولة والجري للأشخاص الذين لا يتعاطونها بشكل رسمي.
فغالبية دول أوروبا والعديد من دول القارة الآسيوية أصبح يطبق نظام الاحتراف بشكل رسمي وبصورة متطورة بعد أن آمنوا بأهمية جدواه، وفاعليته فى تطور الرياضة وتأمين حق من يمارسها من لاعبين ومدربين وحكام ومديري فرق وإداريين... على رغم وجود عدد كبير من الدول مازالت تحبو نحوه وتطبقه بصورة اجتهادية كما يفعل الآن بعض اتحاداتنا الرياضية التي مازالت تتعامل مع اللاعبين المحترفين بأنظمة الهواية المعمول بها منذ العام 1974حينما أشهرت الاتحادات الرياضية الجماعية كرة اليد والسلة والطائرة. وكانت تمنع اللاعبين من المشاركة مع أنديتهم لفترة زمنية طويلة لمجرد رغبة الاتحاد في إعداد المنتخب في معسكرات تدريبية.
وهو ما يدفعني إلى مطالبة المسئولين في اللجنة الأولمبية البحرينية والمجلس الأعلى للشباب والرياضة بإصدار قرار يؤمن الوصول إلى عالم الاحتراف بشكل عملي صحيح، ويجعل جميع أنديتنا واتحاداتنا تتعاطاه بصورة صحيحة، ويحفظ حق اللاعب وحق النادي الذي يملك عقود الاحتراف، ويحفظ حق الاتحادات في اختيار اللاعبين لتمثيل المنتخب في البطولات الدولية الرسمية بصورة قانونية صحيحة بعيدًا عن الاجتهادات التي نشاهدها الآن.
كما أن الاحتراف له مطالب رئيسية مهمة تتمثل في وجود منشآت رياضية متكاملة المرافق وفرق رياضية تحظى برعاية الشركات. وهذا لن يتم في البحرين ما لم تعطِ الحكومة توجيهاتها إلى الشركات الحكومية بدعم ذلك كما فعلت في رعاية الفورمولا 1.
وأقول بصدق إن أنديتنا بصورتها الحالية تبتعد خطوات متفاوتة عن عالم الاحتراف. ويعجز البعض عن تطبيقه، على رغم امتلاكه عقوداً للاعبين والمدربين بصورة صحيحة، لأنها مازالت تفتقد لدعم الشركات والمؤسسات التجارية، واعتبارها شريكاً فاعلاً في تشييد منشآته، ودعم أنشطته وبرامجه الرياضية.
فالمجلس الأعلى للشباب والرياضة والذي سبق وأن أعطى الضوء الأخضر للاتحادات الرياضية والأندية من أجل الإسراع في تطبيق نظام الاحتراف، عليه أن يعمل جاداً مع الحكومة لتكوين شراكة حقيقية بين الشركات والمؤسسات التجارية والأندية والاتحادات الرياضية... وألا تصبح العملية ناقصة وغير ناجحة، ولن تكتمل، على رغم كل الاجتهادات التي يقوم بها عدد من أنديتنا الكبيرة.
إقرأ أيضا لـ "عباس العالي"العدد 4355 - السبت 09 أغسطس 2014م الموافق 13 شوال 1435هـ
شكرا لك
الاحتراف الحقيقي هو الحل وليس مايعمله الاهلي في كرة اليد
خربها وعفسها وها هي تحتضر كرة اليد