أيام عصيبة مرت على كرة القدم البحرينية في فترة مهمة للغاية تمثلت في استقالة المدرب السابق للأحمر أنتوني هودسون على الرغم من تبقي مايُقارب من سنتين على انتهاء عقده، ثم التعاقد مع المدرب العراقي المعروف عدنان حمد، صاحب التاريخ الكبير والمُشرف مع الكرتين العراقية والأردنية تحديداً.

والفترة المهمة التي نقصدها هي التي كان سيبدأ فيها منتخبنا إعداده المحلي قبل الخوض في معسكر فالنسيا، لكن الوضع حتّم علينا التأخير حتى يوم الغد، فالأحمر لن يخوض سوى 3 تدريبات محلية وبعدها سيُغادر إلى إسبانيا، وطبعاً المغادرة ستكون بالقائمة السابقة التي اختارها الإنجليزي والتي من الممكن بعض الأسماء فيها لاتُعجب العراقي، ليس لعدم كفاءتها وإنما لعدم تواؤمها مع طريقة لعبه وأسلوبه، وبالتالي ستكون هنالك بعض التغييرات بعد المُعسكر وبعد مشاهدة الكم القليل من مباريات الدوري، لكن هنا لابد أن يتضح دور حمد في مشاهدة بعض أشرطة مباريات الموسم الماضي ومراقبة كل اللاعبين والمحترفين أيضاً.

هودسون رحل ووَقَع عقداً لتدريب منتخب نيوزلندا، والبعض بدأ يصفه بنعوت لم أكن شخصياً أتمنى سماعها أو قراءتها، بغظ النظر عما إذا كان يستحق أن يكون مدرباً لمنتخبنا أم لا. فكما قال زميلي محمد عباس في هذه الزاوية الثلثاء الماضي إن العقد شريعة المتعاقدين، فهو من حقه الرحيل متى ماشاء مع الالتزام بالشروط الموجودة في العقد، كما من حق الاتحاد البحريني لكرة القدم إقالته متى ماشاء أيضاً والالتزام بالمذكور في التعاقد، فهو حصل على عرض بأضعاف مضاعفة، مما يستلمه من اتحادنا واستغل الفرصة ورحل، وهذا يحصل حتى من مدربين ولاعبين عالميين، وأنا هنا لا أقف دور المحامي له إطلاقاً، بل لإيضاح الموقف ليس إلا، فاتحادنا أيضاً سبق أن أقال مدربين وآخرهم بيتر تايلور، وكذلك أنديتنا تُقيل مدربين بالجملة في كل موسم، مع أنني كنت أتمنى على الأقل أن يرد هودسون الدين لاتحادنا، كونه منحه الفرصة كمدرب شاب لقيادة المنتخب الأول، لكن أكرر أن مافعله في النهاية من حقه بشرط الالتزام بكل البنود الموجودة في العقد من هذه الناحية.

الآن الأمور باتت واضحة لدينا، فالعراقي هو الجنرال الحالي للأحمر، وهو من سيقوده في الاستحقاقات المُقبلة القريبة (خليجي 22 بالرياض وكأس آسيا 2015 بأستراليا)، ولانُريد طبعاً الحكم عليه مُسبقاً، لكن تاريخه التدريبي الحافل يشفع له بمهمة قيادة الأحمر، بالذات مع انجازاته المعروفة. ونحن نقف معه قلباً وقالباً في مهمته وخصوصاً في تهيئة وبناء منتخب قادر على أن يكون على الموعد في السنوات القادمة، فهو معروف في هذا الجانب وبإعطاء اللاعبين الصاعدين فرصتهم، مثلما حصل سابقاً مع المنتخبين العراقي والأردني، وطبعاً متى مانجح في ذلك فإنه سيضمن الاستمرارية مع الأحمر، وسيضمن لنا الاستقرار الفني بعد التغييرات الكثيرة على صعيد المدربين في السنوات الأخيرة.