جثث قتلى، جرحى، أمهات ثكالى، دماء لا تتوقف، أطفال يخطفهم الموت جوعاً أو بالقصف الصهيوني الوحشي، مأساة كبرى، كل ذلك لم يحرك الأنظمة العربية والإسلامية إلا في إطار محاولة وقف إطلاق النار دون أن أي ضغط أو تحريك لأدوات سياسية فاعلة.
أهل غزة رغم ذلك صامدون، باقون في أرضهم التي رويت بدمائهم ودماء آبائهم وأبنائهم، لا ينتظرون من العرب والمسلمين الذهاب لتحريرهم بل بالعمل على وقف العدوان عنهم بدعمهم بكافة السبل لوقف هذا العدوان وردعه.
كل ما يجري يكشف شيئاً واحداً أن الأمة التي وصفها القرآن بأنها كانت يوماً من الأيام «خير أمّة أخرجت للناس» أصبحت في خبر كان، بين التخاذل في نصرة الأخ والمظلوم إلى ذبح الأطفال والنساء والشيوخ في بلدان المسلمين.
خير أمّة عندما كانت تأمر بالمعروف وتنهى عن المنكر، وهذا الشرط هو الذي وضعه القرآن، أمّا بدون ذلك فهي من أواخر الأمم فكيف بها إذا أصبح المعروف لديها منكراً والمنكر معروفاً وهو حال بعض من يطالب بقصف غزة أو يساعد على ذلك بالمال أو السلاح أو الدعم السياسي أو الإعلامي.
كل ذلك يعطي نتيجة واحدة؛ أن الأمّة تعاني من خلل كبير للغاية، وهذا الخلل لا يحتاج إلى تشخيص بل المطلوب البدء بالعلاج بشكل فوري بدون تردد.
فليس المطلوب مبادرة لوقف إطلاق النار يعود بعدها أهل غزة في سجن كبير مغلق بحراً، وجواً، وبراً، بل المطلوب وقف لإطلاق النار بشكل حقيقي يتوقف معه أي عدوان للكيان الغاصب سواء أكان هذا العدوان من خلال الحصار أو الاغتيالات أو القصف أو الاعتقالات.
وقفات
ينتظر العالم في شهر رمضان الخير، وينتظر البحرينيون حلاً لأزمتهم السياسية، لكنهم مع كل شهر رمضان يتلقون أخباراً تزيد الأزمة تعقيداً وبُعداً عن الحل، وخصوصاً منذ العام 2010، والأخبار لا تخرج عن هذا النمط، واختتمت في العشر الأواخر بموضوع 3 جمعيات سياسية يراد إيقافها، ورغم أن السبب المعلن قانوني، لكن ليس من بحريني إلا ويدرك أن السبب الحقيقي وراء ذلك هو سياسي بامتياز.
أمّا الغربان فهي تستمر في النعيق من أجل تخريب أي توافق يُجمع عليه البحرينيون؛ لأنه يبعد عنها ما تقتات عليه من القاذورات التي تعكس نتانتها.
إقرأ أيضا لـ "مالك عبدالله"العدد 4340 - الجمعة 25 يوليو 2014م الموافق 27 رمضان 1435هـ