عندما تتصفح صحفنا المحلية، أو تلفزيون العائلة العربية، كما هو الحال عندنا، وتتابع عبر مختلف وسائل الإعلام بما في ذلك الإلكتروني، يصيبك الذهول مما يجري في بلادنا وسائر البلاد العربية والإسلامية، عمّا يعنيه رمضان وما يجري في شهر رمضان.
ارتبط رمضان في ذاكرة العرب والمسلمين بشهر الرحمة والغفران، والتواصل والتحاب. وبالطبع ليس التاريخ العربي والإسلامي بهذه المثالية، فلم تتوقف الحروب والنزاعات في رمضان وإن كان يسبق حلول رمضان التذكير دائماً بما يرمز إليه رمضان، من أن الصوم ليس صوماً عن الأكل والشرب، بل هو صومٌ عن المعاصي، وعن الظلم والعدوان.
وإذا ما تذكرنا تاريخنا القريب، فقد كانت هناك أحداث ذات مغزى، نتذكر رمضان في العام 1966 وقد بلغت الحزازات ما بين القادة العرب أوجها، عندما تبادل الزعيم القومي جمال عبدالناصر مع كل من الملك فيصل آل سعود، والملك حسين بن عبدالله، التهاني والرسائل بفتح صفحة جديدة من العلاقات الشخصية والرسمية، ما مهّد الطريق لزيارة الملك حسين للقاهرة.
وقد أسهمت هذه الأجواء في التوافق العربي، في مواجهة «إسرائيل» في تحويل روافد نهر الأردن وما تبع ذلك من حرب يونيو 1967 الكارثية، والتضامن العربي الذي تبع ذلك وأسهم لاحقاً في احتواء قتال المقاومة الفلسطيني والنظام الأردني، والأهم وقفة العرب الموحدة في مؤتمر القمة بالخرطوم، ثم الجهد العربي المشترك الذي أسهم في انتصار حرب أكتوبر 1973.
وعلى رغم تردي الأوضاع العربية، فقد كان شهر رمضان مناسبةً للتهدئة في أكثر من بلد، وإصدار العفو سواءً عن الخصوم السياسيين أو السجناء الجنائيين. كما أن شهر رمضان كان يتميز في عقود ماضية بالتراحم والتواصل ما بين المسلمين في مختلف أصقاعهم، ومناسبة لمساعدة الغني للفقير، والقوي للضعيف، لكن ما نشهده اليوم مختلف تماماً ويتناقض مع مبادئ الإسلام والقيم والمفاهيم التي ارتبطت برمضان.
لقد أضحى رمضان شهر التكاذب والتذاكي وافتعال المحبة، فترى استعراضات الزيارات المتبادلة وما يصاحبها من استعراض للفخامة والأبهة، والمآدب الفاخرة، والكلمات المكرّرة التي لا تعني شيئاً.
ترى حفلات الأنس والطرب في ما يعرف بالسهرات الرمضانية. وترى المسلسلات الباذخة والأسطورية في حياة الخيال لدغدغة مشاعر الناس بعالم جميل. وترى في المقابل القمع في شوارع المدن العربية والأحياء والقرى العربية لا يتوقف، حتى أضحت حالة الطوارئ هي المعتاد بما يصاحبها من انتهاكات وفظاعات.
ترى الحرب مستعرة في أكثر من بلد عربي، حرب الشعارات وحرب العقائد، وحرب الضغائن، وحرب القتال، حيث تُستباح دماء أبناء الوطن، وأبناء العقيدة، وأبناء المذهب، في صراعٍ على السلطة والمال، بغض النظر عن الشعارات الكاذبة.
حرب الكراهية مستعرة في الصحف والفضائيات والفضاء الإلكتروني، وقيل «الحرب تبدأ في العقول». و»إسرائيل» تشن اليوم حرباً ضروساً على الشعب الفلسطيني والعرب منغمسون في حروبهم الأهلية في العراق وسورية وليبيا والسودان، ومعارك حكومات أخرى ضد شعوبها على امتداد الوطن العربي من البحر إلى البحر. ماذا نسمي هذا، عبث؟ جنون؟ غرائز منفلتة؟
يقول المثل «عش رجباً ترى عجباً»... وقد أضحت الشهور كلها رجباً.
إقرأ أيضا لـ "عبدالنبي العكري"العدد 4323 - الثلثاء 08 يوليو 2014م الموافق 10 رمضان 1435هـ
هو بقي شيء من الاسلام حتى يحترموا شعيرة شهر رمضان
سفك دماء وقتل على الهوية ذبح وقطع رؤوس وإرهاب وتدمير لبلاد المسلمين وكل ذلك بدعوة من شيوخ الضلال والفتنة ومن أساء للدين الاسلامي اكثر من غيرهم بلبس عباءة الدين الاسلامي
الجواب بسيط
الظالم السارق العدو لعباد الله مطرود من رحمته.
عش رجبا"
سلمت أمريكا العراق لمناضلين يبغون تطبيق الديمقراطية ! فأصبح العراق واحة خضراء يتمتع جميع من على أرضه بالأمن و الأمان .كما تم القضاء على الفساد و أصبحت خزينة الدولة العراقية متخمه.أما عن المشاريع التنموية و التعليمية و الصحية فقد سبقت العراق العالم من حولها بمراحل. و هذا بالضبط ماتريد أمريكا و أحرار البحرين أن يقدموه للشعب البحريني. فعلا" يامثقف ياحقوقي..عش رجبا"
دغدغة اللاوعي البشري
الكل يدخل في لاوعي اجتماعي عام تحت تصور واه و كأن البشر يتغيرون في شهر ثم يعودون الي ديدنتهم بعد انتهاء رمضان. قوة افتراء و خداع كبيرة و مترسخة تغرس هذا التصور في المخ البشري الذي استغل في كل الأزمان.