قبل بضعِ سنوات، قالت دراسة علمية بأن الأفاعي تُسَمِّم 421 ألف إنسان كل عام. ثم زادوا على ذلك، بأن 20 ألفاً منهم يموتون. آخرون وفي وقت لاحق قالوا بأن الأفاعي تُسمّم 1.841 مليون إنسان سنوياً، يموت منهم 94 ألفاً. في كل الأحوال المصابون والموتى هم بعشرات الآلاف.
وربما تأسست على ذلك «الفوبيا البشرية» من الثعابين، وبات الماسِك بها أقرب إلى الجنون أو السحر، ما خلا ثعابين الذرة الأميركية وأضرابها، ممن لم يثبت سِمام لَسَعاتها. وقد تتواتر أنباء من الهند وأخرى من كربلاء وثالثة من دول الغرب حول تلك «النوادر والغرائب».
عندما قرأت عن ضحايا الثعابين في تلك الدراسة، تذكرت أرقاماً لضحايا آخرين، لم يموتوا بِلَسَعَاتها بل ماتوا متفحمين، نتيجة قيام ثعبان بشري بتفجير نفسه وهو يتلفَّع حزاماً ناسفاً بين ضحاياه. ففي وقت سابق أشيرَ في أحد التقارير إلى أن العام الماضي، شَهِدَ 291 عملية انتحارية في العالم. وقد ذكرت شيئاً من تلك الأرقام في أحد المقالات.
افترضتُ حينها، لو أن العملية الواحدة كانت بحجم تفجير المسيَّب في العراق العام 2005 والذي راح ضحيته 98 شهيداً، فإن ذلك يعني أن الضحايا من المدنيين سيقاربون الـ 385 ألف! أي أننا أمام أشباه بشر، يزيدون خطراً على البشرية وحياتها من الثعابين ذاتها.
ولو قمنا بعملية حسابية، لأقصى تُسَمِّم بالأفاعي والتي وصلت إلى 1.841 مليون لَسْعَة وموت 94 ألفاً نتيجة لها، فإننا سنحصل على نسبة 5.1 في المئة كخطورة متحققة لفقدان الحياة نتيجة لذلك التسَمّم، في حين كانت النسبة في التفجيرات الإرهابية مكتملة بنسبة 100 في المئة ولعشرة أضعاف! ولنا أن نقيس هؤلاء بأولئك كي نتفكر.
إنهم إرهابيون يختصرون كل شيء في ذواتهم، وبالتالي يُصبح مَنْ هو في الخارج مجرد وزن زائد لا حاجة لهم فيه. وإذا ما أراد أحدٌ أن يتفكر في ذلك، فلينظر إلى أحوالهم في سورية. هم يتقاتلون مع بعضهم أكثر مما يتقاتلون مع الجيش السوري النظامي!
قبل أيام، نشَر معارضون سوريون إحصائيات مفزعة عن هؤلاء. الأرقام تشير إلى أنه ومنذ الثالث من يناير الماضي ولغاية الثامن والعشرين من يونيو (أي في بحر ستة أشهر فقط) لقِيَ حوالى سبعة آلاف شخص حتفهم نتيجة «الاشتباكات بين الكتائب المقاتلة والكتائب الإسلامية وجبهة النصرة (تنظيم القاعدة في بلاد الشام)، والدولة الإسلامية في العراق والشام (داعش)» حسب ما جاء نصاً. إنه أمر جدير بالتفكر والاتعاظ.
في غير مرة أشاهد مقاطع فيديو يبثها معارضون سوريون فأرى العَجَبَ العجاب. في أحدها، شاهدتُ رتلاً ضخماً من العربات العسكرية تابعة لتنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام (داعش)، وهي متجهة صوب معاقل جبهة النصرة في بلاد الشام (القاعدة)، والمنادِي فيها ينادي: في الطريق لقتال (ما أسماهم بـ) الصحوات (أي العملاء).
إذا كان هؤلاء، قد ضاقوا ذرعاً ببعضهم، ممن جاءوا معهم من ذات التغذية الفكرية والآيدولوجية، فما عساهم فاعلون بغيرهم ممن يغايرونهم في الفكر من جميع المذاهب والأديان؟ كيف سيتصرفون مع الأقليات (مسيحيين وشيعة وعلويين ودروزاً وأكراداً وأرمن)؟ هؤلاء بالنسبة لهم صرف عملة في أحسن الأحوال، أو هم لا يستحقون الحياة من الأساس.
أيضاً، بدأ هؤلاء في شمال العراق، بمهاجمة الجماعات المسلحة المؤيدة للرئيس العراقي السابق صدام حسين مثلما عبّرت صحيفة «وورلد تريبيون» الأميركية، وبالتحديد ضد جيش الطريقة النقشبندية الموالي للنائب السابق لرئيس مجلس قيادة الثورة في نظام البعث العراقي عزت الدوري، رغم أن الأخير هو مَنْ ساهم في سقوط الموصل.
هذا الأمر يعطينا حقيقة هؤلاء جيداً، وما إذا كانوا أهلاً للثقة والتحالف أم لا! فالتجارب علمتنا أنهم «لا يفُونَ بعهدٍ ولا مِيثاقٍ، يدعون إلى الحقِّ، وليسُوا مِن أهلِه» كما ذكر الحافظ أبي عبد الله نعيم بن حمَّاد المرزوي في كتابه الفتن نقلاً عن الإمام علي بن أبي طالب.
على الجميع أن يُدرك، أن هؤلاء لا يفهمون أي معنى للمشتركات، ولا للتفاهمات الموضوعية، ولا درء المفسدة مقدّم على جلب المصلحة ولا أي شيء له حظ من العقل. وبالتالي فإن التعويل عليهم كالتعويل على الأفاعي السامة التي لا تنتهي إلاّ بقتل الضحية.
هم يعرفون أن توصية الدِّين تقول: «إذا هزمتموهم فلا تجهزوا على جريح» لكنهم يقتلون الجرحى. ثم «لا تقتلوا أسيراً» وهم يقتلون الأسرى. «ولا تتبعوا مولّياً» وهم يلاحقون الموَلّين. «ولا تطلبوا مُدبِراً» وهم يقايضون على المدبِرين. «ولا تكشفوا عورة» وهم يكشفون العورات. «ولا تُمثلوا بقتيل» وقد رأينا كيف يتلاعب هؤلاء بالرؤوس المقطوعة. «ولا تهتكوا ستراً» والجميع رآهم يعتدون على مَنْ سَتَرَتهم الجُدُر. «ولا تقربوا شيئاً من أموالهم» وهم يسرقون الغذاء من مخازنها، والحبوب من صوامعها، فأي حرمة أو دين عند هؤلاء؟
الأمة جميعها أمام مسئولية أخلاقية تجاه تصحيح فكرها وانتمائها للإسلام. وعلى الذين شتموا داعش في سورية لأنها قاتلت النصرة والجيش الحر، وفرحوا لها في العراق لأنها قاتلت المالكي وعصائب أهل الحق، أن يعلموا بأنهم في وهم؛ فهؤلاء لن يُبقوا على أحد في نينوى ولا في صلاح الدين ولا في كركوك، سواء من العشائر العربية أو حتى التشكيلات المسلحة الأخرى المناهضة للحكومة في بغداد. فهم لا يرون في أنفسهم إلاَّ مهاجرين، والآخرين «صحوات – خونة». هذا ما يجب أن يُعرَف، والسعيد مَنْ اتعظ بغيره.
إقرأ أيضا لـ "محمد عبدالله محمد"العدد 4317 - الأربعاء 02 يوليو 2014م الموافق 04 رمضان 1435هـ
علي نور
هل يمكن للكاتب النبيه ان يفهمنا ونحن على قدر عقولنا هل كان بشار الاسد محقا عند تصديه لهم ودفاعه عن بلده ضدهم ام يا ترى ينظبق على بشار ما ينظبق على المالكي (حب وقول وابغض وقول)؟هل له ان يعطينا فكرة عن الدراسات عن المجازر التي ارتكبت في سوريا منذ الازمة على يد هولاء الاوباش والتي الصقها بعض كتابنا المخضرمين في بشار زورا وبهتانا فقط لانهم لا يحبونه؟ الم يكن الاجدر بكتابنا ان يدعون الى حفظ دماء (السوريين والعراقيين) بدل ممارسة التنظير واستعراض الترف اللغوي المستهلك في احصائيات افاعي ام قلوب اقفالها؟
لا تنسى يا علي نور ان الاسد هو الذي هرب الارهابيين والانتحاريين الى العراق
بشار الاسد لم يقصر في ذبح الشعب العراقي والشيعة بالتحديد بتهريبه الانتحاريين والارهابيين عبر اللواء الهالك جامع جامع الى العراق عبر الحدود الى الحد الذي جعل ذلك المالكي ينتفض ويهدد برفع القضية لمجلس الامن!! الاسد ظالم يا سيد نور ومن العيب ان تدافعون عنه!
علي نور
نود من الكاتب المخضرم ان يفرد لنا مقالا في القادم من الايام (ولا اظنه فاعل) ان يحاول فيه الاجابة على الاسئلة التالية (بدلا من مقالات يحصي فيها عدد الافاعي واللسعات .)
1. ماذا لو لم يتصدى المالكي (الذي لا يحبه ) لهذه المجاميع الارهابية فكم من البشر سوف يموتون على ايدي هولاء المخابيل؟2.كم عدد الطعنات التي تلقاها المالكي (وهو الحائز على شرعية انتخاب) من بعض كتاب فقط لانهم لا يحبونه رغم انه دافع عن وطنه ؟ وكيف للكاتب المحترم ان يقنعنا بما يقول ان كانت مقالاته تتسم دائما بالمزاجية في الطرح ؟ يتبع
لمداخلة علي نور حول نوري المالكي الذي يحبه
أن يحارب المالكي داعش فذلك ليس شفاعة له ولا يعطيه صك الجنة ولا صفة الحاكم العادل والا فلتترحم على جورج بوش الابن لانه حارب القاعدة في افغانستان واسياد الدواعش في العالم وجرجرهم لغوانتنامو
البعض يقول
البعض يقول : لم لا يتقسم العراق ؟ ليعش كل مكون وحده و لا يتدخل في شؤون الآخر وليعش براحة مع بني جنسه ، ليعش الأكراد وحدهم في الشمال ولهم الأمن والنفط ، و ليعش الشيعة في الجنوب فماذا نريد من باقي المناطق ؟ النفط ؟ النفط هو في الجنوب و الشمال، ومناطق الجنوب شيعية اما الشمال فالأكراد تحكموا في نفطهم فعليا، بينما الوسط يعتبر فقيرا أو غير مستغل، فنحن أغنياء بالنفط . . ماذا نريد أيضا ؟ الأمن ؟ كل حروب هؤلاء على الشيعة هو أنهم يريدون أقاليم خاصة لهم ، لنعطهم أقاليمهم ونعش براحة في أراضينا، ما رأيك ؟
حين تسمّم عقول الجهلة والمتخلفين ويستغلوا ليصبحوا اداة للقتل
بعض الحكومات تستغل ثغرات كبيرة في بعض المذاهب الاسلامية لجعل شباب في ربيع العمر الى ثعابين قاتلة ومقتولة . ابناء هؤلاء يتلذذون في القصور الفارهة وفي التجوال حول العالم ولكنهم يسخرون علماء محسوبون على الدين لبث الجهل في عقولهم ومن ثم جعلهم ثعابين تنفجر بين البشر في كل موقع لا تفرق بين صغير ولا كبير
يجب ان نقف ضد الارهاب بشقيه
يجب ان نقف ضد الارهاب بشقيه. الشق الاول هو ارهاب القاعدة المجرمة و الارهاب الثاني هو الارهاب الذي تمارسه مليشيات ايران الطائفية من قتل للابرياء في سوريا
تصريحات مسئول كردي حول مخاطر التعاون مع داعش
الكرد ومناطقهم سيكونون وجهة داعش المقبلة التي تضع الكرد في خانة الد اعدائها وهم يتحينون الفرص لمهاجة الكرد عبر كركوك التي اعتبرها جبهة التصدي الاساسية للارهاب وداعميه
شيخ عشاير الدليم الشيخ رعد السليمان
امس شيخ عشاير الدليم الشيخ رعد السليمان يقول بأنهم لن يستسلموا لداعش ولن يدخلوها في بيعتها ودولتها رغم انهم يحاربون المالكي وهي بداية لحرب طاحنة قد تبدأ بينهم وبين التطرف الداعشي
ابوعبدالله كلماتك تحتاج الى قلب طاهر
وعقل سوي ليفهم ويتدبر في مضامين الكلمات المهذبه وهم قليلون في زماننا الاوكس وعصرنا الاشرس والله المستعان على ماتصفون ولاحول ولا قوة الا بالله العلي العظيم دعواتي لكم بصيام مقبول وليلة قدر مباركة
شكرا يااستاذ
وكلمة الشكر قليله في حق قلمك المميز