كشفت مباريات مونديال البرازيل 2014 عن الكثير من المتعة والإثارة والتشويق للجماهير الرياضية والعاشقة للكرة المستديرة، وبالتأكيد كانت هناك الكثير من الإيجابيات التي خرج بها المتابعون وخصوصا المدربين على صعيد الجوانب الفنية التي تميز بها هذا المونديال الرائع لغاية الآن.

ولعل أبرز ما لفت الأنظار تلك الكرة الرائعة التي قدمتها الكرة اللاتينية ومنتخباتها واستعادت معها البريق من نظيرتها الأوروبية على رغم بقاء منتخبات لها وزنها وثقلها في الكرة العالمية من قبيل ألمانيا وهولندا وفرنسا.

الخاسر الأكبر في المونديال هي منتخبات آسيا وإفريقيا بدرجة أقل على رغم صعود وتأهل المنتخب العربي الوحيد المشارك في البطولة وهو المنتخب الجزائري، وكانت خيبة الأمل هو الشعار الذي خرجت به جماهير القارة «الصفراء» من المستوى الذي قدمته منتخباتها وحصادها الضعيف والمتواضع «3 نقاط من أصل 36» ومن دون فوز وانتصار يرفع من أسهم الكرة الآسيوية.

وجاء تصريح رئيس الاتحاد الآسيوي سلمان بن إبراهيم المنشور في الصحافة المحلية أمس ليؤكد التراجع الذي كانت عليه الكرة الآسيوية ومنتخباتها عندما قال: «لقد كشفت مشاركة المنتخبات الآسيوية في البطولة عن بعض أوجه القصور التي يجب تشخيصها بدقة تمهيداً لمعالجتها على أسس صحيحة تستشرف المستقبل وتجسد على أرض الواقع مدى ما تتحلى به الكرة الآسيوية من طاقات قادرة على إثبات نفسها على الساحة العالمية».

ومن أبرز وأهم أوجه القصور الذي تعاني منه الكرة الآسيوية هو غياب الخطط التطويرية المستقبلية لدى غالبية الاتحادات إن لم يكن جميعها، بالإضافة إلى غياب العقلية الإدارية القادرة على التخطيط والقادرة على الانتقال من مرحلة المشاركة في المحافل الدولية والعالمية إلى المشاركة الفاعلة من أجل المنافسة وتأكيد الذات، ومتى ما بقي الوضع على ما هو عليه فإن على كرة ومنتخبات آسيا أن تستعد للاستماع لكلمة من الاتحاد الدولي «الفيفا» مفادها «للخلف در».