منذ أن بدأت في متابعة كؤوس العالم فأنا مُعجب جداً بمونديال أميركا 94، إذ كانت المستويات رفيعة حينها وفي رأيي الشخصي إنه كان أفضل من البطولات التي تلته وصولاً إلى كأس العالم بجنوب افريقيا 2010 مع عدم استثناء إن المونديالات السابقة شهدت بعضها مباريات رائعة للغاية تُسجل في التاريخ، ولكن أرى ان المونديال الحالي في البرازيل ومنذ الجولة الأولى قد تفوق كثيراً على بطولة أميركا 94، إذ شاهدنا مباريات رائعة من أغلب الفرق، وحتى المباريات التي لم نتوقع أن نري فيها إثارة ومتعة كروية فاجأتنا بمستواها واضطررنا لمتابعتها كاملةً، فمثلاً من كان يتوقع أن هولندا ستعاني أمام أستراليا هكذا وكانت قريبة من الخسارة رغم أنها في الجولة الأولى قد اكتسحت بطل العالم وأوروبا المنتخب الاسباني بخماسية.

أيضاً هنالك منتخبات أخرى لفتت الأنظار إليها مثل المكسيك وتشيلي وكوستاريكا وحتى ساحل العاج رغم خسارتها من كولومبيا، وهي أثبتت أنها ستكون لها كلمة عليا في البطولة، إذ ان المؤشرات توحي بأن هنالك مفاجآت قادمة في هذا المونديال، وطبعاً ورغم اختلاف ميولنا فإننا ننشد الإثارة والمتعة الكروية في النهاية.

ومن الأمور اللافتة في هذا المونديال الخروج المبكر للمنتخب الاسباني حامل اللقب والذي أعتبره قد دفع ثمن الاختيارات الخاطئة من قِبل المدرب ديل بوسكي وبالتالي لم أتوقع أن يذهب هذا المنتخب بعيداً، فبعض اللاعبين الموجودين في القائمة حالياً وصلوا لدرجة أن يكونوا (سيئين) مع فرقهم هذا الموسم ونجدهم في القائمة بينما لاعبين (نجوم) أخرجهم ديل بوسكي، وأيضاً من اللافت عدم ظهور الفريق البرازيلي الُمرشح الأول للقب بمستواه المعهود حتى الآن، وربما يعود ذلك لافتقار (السامبا) كثيراً للاعبين (سوبر ستار) مثلما كان ذلك موجوداً لدى المنتخبات البرازيلية التي حققت البطولة سابقاً، لكن المجال لايزال مفتوحاً للفريق لمسح صورة المباراتين السابقتين، ولو لم يحدث ذلك فربما نجد البرازيليين يلحقون بالاسبان.