العدد 43 - الجمعة 18 أكتوبر 2002م الموافق 11 شعبان 1423هـ

الجامعيون والحوزويون

عباس الجمري comments [at] alwasatnews.com

صرح الشيخ عيسى أحمد قاسم في لقاء ابوي في معرض حديثه عن علاقة الجامعي بالحوزوي اننا - اي الجامعي والحوزوي - في خندق واحد.

اللقاء ذاك الذي نظمته حوزة السيد جواد الوداعي في مأتم سار الكبير كان مفترضا له ان يناقش جدلية الانفصام الواضحة بين الجامعة والحوزة، وحري به - اي اللقاء - ان يناقش الحوزة بما تمثله من خطاب للجامعي والجامعة بما تعطي للحوزة من خطاب، لكن الواقع ان التأرجح في العموميات قد خيم على أفق اللقاء، فلا الشيخ عيسى استطاع ان يضرب على الخلل الواضح، ولا الجامعيون بادروا في ذلك، فضلا عن ان اللقاء كان قصير الوقت، وعليه فإن العلاقة بين الحوزوي والجامعي تفترض امورا عدة تختلج في ذاكرة الواقع،، منها:

- طلبة الحوزة

أولا: الكثير ممن يدخلون الإطار الحوزوي ينشدون الثوب المقدس من اول يوم، فينظرون إلى بقية الناس نظرة غير متسية لهم، وعليه فان هذا الخلل يجب ان يفك لكي تستطيع العلاقة ان تنساب بين الجامعي والحوزوي.

ثانيا: كثير من الحوزويين يمارسون دور الاستاذية في المجتمع، حتى انني اتذكر ان احدهم قال لي: جهال يا طلبة الجامعة.

ثالثا: افقية الطالب الحوزوي كثيرا ما تكون منغلقة على الفقه والاصول والمنطق وبقية مواد الحوزة، بينما كان اصل الحوزة منبع الاندفاع للعلوم الاخرى، والشيخ ميثم البحراني على قدم زمنه خير نموذج في هذا المضمار، نقول: ان ذلك الافق المنغلق «في الكثير من احايينه سبب لنفور المثقفين فضلا عن الاكاديميين العاديين من اقامة علاقة معرفية».

- الطالب الجامعي

أولا: الطالب الجامعي في الكثير من حالاته المتكررة بالواقع يحسب ان موقعه اخلده، كلا لينبذن في الوهم، فموقعية الطالب كأكاديمي لا تسوغ له هذا التفكير، وكأن المشهد يتكرر عند الحوزوي والجامعي وكأن كل حزب بما لديهم فرحون.

ثانيا: التراجع عن بعض الخطوط الدينية والالتزام بما تعني الكلمة من مدلول هو سبب في ابتعاد الاكاديمي عن الحوزوي، وهذا لا يعني ان الطلبة الاكاديميين فساق وزنادقة، بل ان درجة الالتزام التي تبعث روح الاهتمام والبحث عن مؤسسات دينية تحتضن عطش السؤال ليست بموجودة، طبعا الا ما قل.

ثالثا: الطالب الجامعي اشتغل في الكثير من الابنية، فهو منشغل ببناء ضريح لشهادته بعد تخرجه ليقرأ على روحها خطاب البطالة، وهو منشغل ببناء حلم جميل يسعى لتوكيده في الواقع من دون ان يكون لتثبيته الواقعي من أدوات، وهو منشغل بإشكالات اخرى، كعلاقة الطالب بالطالبة، وعلاقة الطالب بمؤسساته الاكاديمية كالجمعيات والاندية...الخ، الا ان كل ذلك ليست اسبابا منطقية للحؤول من دون ايجاد علاقة متزنة مع الحوزوي.

في آخر مطاف هذه السطور، نشير الى رؤية عبدالكريم سروش التي لا يستسغيها الكثيرون ولكن يجب ان نقرأها من باب الذين يستمعون القول فيتبعون أحسنه، عبدالكريم سروش هذا الحوزوي - الاكاديمي في آن، يزعم ان العلاقة بين الجامعة والحوزة تستشكل لسبب رئيسي وهو اعتبار الحوزة كيانا مقدسا والجامعة صرحا عاديا تحترم مواده لا اكثر، ينظر سروش بان العلاقة بين مقدس واللا مقدس علاقة غير متزنة

العدد 43 - الجمعة 18 أكتوبر 2002م الموافق 11 شعبان 1423هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً