العدد 4289 - الأربعاء 04 يونيو 2014م الموافق 06 شعبان 1435هـ

نواب: تعديل «اللائحة» يقيِّد «الاستجواب» ويوفِّر الحماية للفساد

المحمود اعتبره فرصة للتوافق النيابي بشأن الوزير المستجوب

انتقد نواب موافقة المجلس في جلسته يوم الثلثاء الماضي (3 يونيو/ حزيران 2014)، على تعديل اللائحة الداخلية لمجلس النواب، بما يقر اشتراط موافقة ثلثي المجلس على جدية استجواب أي وزير، واعتبروه مقيداً لآلية الاستجواب ويوفر الحماية للفساد.

ومرر المجلس في جلسته الأخيرة تعديل نص المادة «145» من اللائحة الداخلية للمجلس، وتنص على أن «يعرض تقرير لجنة التحقق من توافر الشروط الشكلية في الاستجواب، على المجلس في أول جلسة تالية لإعداده للتصويت عليه من دون مناقشة، وفي جميع الأحوال لا يعد الاستجواب جديّاً إلا إذا وافق على ذلك ثلثا أعضاء المجلس»، وذلك بدلاً من اشتراط موافقة غالبية أعضاء المجلس، كما ورد في نص المشروع الوارد من الحكومة.

كما أحالت الحكومة تعديلاً على الفقرة الثانية من المادة (146) لتنص «على المجلس، وقبل الشروع في مناقشة الاستجواب، القيام بالتصويت على مسألة أن تكون مناقشته في اللجنة المختصة من عدمه، وفي حالة ما إذا لم يقرر المجلس مناقشة الاستجواب في اللجنة المختصة، على المجلس وقبل البدء في المناقشة أن يشكل لجنة تحقيق من خمسة من أعضائه يتم اختيارهم بناء على ترشيح الرئيس»، وهي المادة التي حذفها مجلس النواب.

وفي هذا الصدد، قال النائب محمود المحمود: «التعديل على اللائحة يتضمن جزءاً من التشديد في أدوات الرقابة البرلمانية، وهو ما جاء بتعديل من النواب، الذين يرى بعضهم أن بعض الاستجوابات كانت تخلو من التوافق من الأطراف كافة. وأنا أعتقد أن هذا التوافق من عدمه، ما هو إلا ظاهرة صحية من ظواهر البرلمانات الإقليمية والدولية».

وأضاف «قلةٌ من الاستجوابات ستحظى بتأييد 27 نائباً، وهذا يعني أن الاستجواب سيكون كارثيّاً، إذ إنه مؤشر على أن هناك توافقاً عامّاً بأن الوزير المستجوب لا يصلح أن يستمر في منصبه بتاتاً».

وواصل «التعديل على اللائحة من ناحية معينة هو جيد، ومن ناحية أخرى يُصَعِّب أداة الاستجواب نوعاً مَّا، لكنه سيدفع الحكومة إلى أن تكون لديها حسابات خاصة عندما تسمع أو تصل إليها بعض المعلومات التي تدين هذا الوزير أو ذاك، ويجمع معظم النواب على أن هذا الوزير لا يصلح لهذا المنصب، إذ ستتدارك حينها الأمر بأسرع وقت ممكن، وقد يكون أسرع من استخدام الأدوات الدستورية المعمول بها في البرلمان، وهي الاستجواب ومن ثم طرح الثقة».

وأشار المحمود إلى أنه إضافة إلى كون التعديل على آلية الاستجواب يضع عبئاً إضافيّاً على النواب، فإنه يضع عبئاً مضاعفاً على الحكومة، في اختيار المسئولين المناسبين، كل بحسب إمكاناته وقدراته الإدارية والفنية والتأهيلية.

أما النائب خالد عبدالعال، فوصف تمرير التعديل على اللائحة الداخلية بكونه «حماية للفساد» و»تعقيداً لآلية الاستجواب»، وقال: «بدلاً من أن يقوم النواب بتعديل الأمور المهمة في اللائحة الداخلية، قاموا بتعقيدها».

وأضاف «كان المفترض أن يتم تعديل ما رفضناه بشأن الاستجواب بعد التعديلات الدستورية التي أُقرت في العام 2012، وذلك فيما يتعلق بتحويل الاستجواب إلى لجنة، والذي اضطر المجلس إلى تمريره، لكونه جاء بمرسوم لا يمكن تعديله. وفي حين أنه كان يجب على النواب تسهيل الاستجواب، وضع النواب تعقيداً إضافيّاً وحماية إضافية للفساد عبر الاقتراح المقدم من الحكومة».

واعتبر عبدالعال أن التعديل المذكور يحرم السلطة التشريعية من استجواب أي وزير، مؤكداً أن إقراره هو سبب من أسباب تأخير إنهاء دور الانعقاد الحالي عن موعده الذي كان مقرراً في (20 مايو/أيار 2014)، إلى منتصف يونيو/ حزيران الجاري، وذلك بغرض تمرير المشروعات التي يراد تمريرها، على حد قوله، بما فيها مشروع إلغاء مجلس بلدي العاصمة.

كما انتقد أحد النواب – والذي فضل عدم كشف اسمه – إقرار النواب التعديل على اللائحة الداخلية، معتبراً أنه من غير المقبول أن يتطلب التصويت على عدم إمكان التعاون مع الحكومة 21 صوتاً، فيما يشترط الموافقة على طرح الثقة في الوزير 27 صوتاً نيابيّاً.

وختم حديثه بالقول: «هذا التعديل يقيد الدور الرقابي لمجلس النواب، ونخشى أن يهدف هذا التعديل إلى تفصيله على وزراء معينين، على رغم أن جلالة الملك ورئيس الوزراء أكدا في أكثر من مناسبة ضرورة أن يقوم النواب بدورهم في مساءلة الوزراء، وهو الحق الذي لا يمارسه النواب». أما النائب علي العطيش، الذي أعلن موقفه الرافض للتعديل على اللائحة الداخلية خلال الجلسة الأخيرة للنواب، فقد قال: إن «المبررات التي ساقها بعض النواب لتبرير التعديل المذكور، هي كلام فارغ؛ لأن هذا التعديل وضع عُقدٍ أمام استجواب أي وزير، وهو أمر غير قانوني وغير منطقي، وما أُجري من تعديل هو لتقييد حرية المجلس، ولذلك قلت في الجلسة أنه من الأفضل أن يُغلق المجلس».

فيما وصف النائب المستقيل عبدالجليل خليل مجلس النواب بـ «الفاشل»، والذي لا تتجاوز إنجازاته الصفر، وقال: «بالتعديل الأخير على اللائحة الداخلية، أثبت المجلس أنه غير مستقل وإنما هو جزء من الحكومة، فهو لم يصدر أي قرار بزيادة الرواتب، ولا تحسين المعيشة، ولا المساهمة في حل المشكلة الإسكانية، ولم يتحرك خطوة واحدة نحو مكافحة الفساد».

وأضاف «بدلاً من تقييد آلية الاستجواب، كان حريّاً بالمجلس أن يطالب بإرجاع الأراضي المسروقة، بعد أن وثقت لجنة تحقيق برلمانية سرقة أكثر من 65 كيلو متراً مربعاً من أملاك الدولة، كما أن المجلس لم يتحرك بتشكيل لجنة تحقيق في فساد (ألبا) على رغم أن القضية فُتحت في لندن واعترف بموجبها الرئيس التنفيذي ونائبه أن شركة (ألكوا) الأميركية سلمت رشا لمسئولين حكوميين من أجل تمرير عقد للأخيرة بقيمة 3.6 مليارات دولار».

وتابع «ما يُؤسف له، أن النواب أنهوا الفصل التشريعي الحالي بإصدار 22 توصية تكبل الناس في مجال حقوق الإنسان، من دون أن يستجوبوا أي وزير طوال هذا الفصل، وبالتالي فإن المجلس أصبح يدافع عن الوزراء لا عن الشعب». وأشار خليل إلى أن إقرار التعديل الحالي على اللائحة يعني استحالة استجواب أي وزير مهما سرق، وهو ما يضع المجلس - على حد قوله - كجزء من لعبة الفساد وحماية المفسدين ولا يمثل بأية صورة من الصور التمثيل الشعبي.

وختم حديثه بالقول: «من الواضح أن المجلس أصبح جزءاً من الحكومة، ولا يمكن علاج هذا الخلل إلا من خلال انتخابات نزيهة تحقق التمثيل الشعبي عبر صوت لكل مواطن ومجلس منتخب بغرفة واحدة مستقلة لها كامل الصلاحيات لمحاسبة ومساءلة الحكومة».

العدد 4289 - الأربعاء 04 يونيو 2014م الموافق 06 شعبان 1435هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 22 | 12:41 م

      رحم الله البرلمان!

      يراد من هذه التعديلات تحويل البرلمان من كسيح الى ميت !!

    • زائر 21 | 6:54 ص

      نعم

      لا يوجد كلمة في قاموس الدناءة الدولية اقدر اوصف بها نوابنا الجدا رياييل فنكتفي بالبصاق عليهم اكراما لجهودهم الجبارة ..فتحياتي القلبية فلتحيا الليبرالية

    • زائر 20 | 6:36 ص

      الله أيكون في عونكم

      بس يا نواب شلي قاعدين إتسونة ، كلش عاد خربتوها وشقيتوها شق ما يترقع روح روح تعال تعال ،، تفصختوا وقعتوا ( سلط ملط ) والله ان يبيلكم قرية مطوع يقرا عليكم الله أيكون في العون .

    • زائر 19 | 4:36 ص

      مصخرة

      شفتوا يا طبالة وين وصلتونه ؟

    • زائر 18 | 3:17 ص

      يجب محاسبتهم

      يجب محاسبة النواب على ما سلبوه من اموال الشعب تحت مسمى نواب بالقياس بانتاجيتهم و قراراتهم التي حولت البلاد الى احكام مافيا. قسما بالله اننا بحال افضل قبل برطمانكم الذي بتملقاتكم و تزلفاتكم لا بارك الله فيكم. فبالفعل ما انتم الا اداة استهلكت لتمرير ما هو اسوأ للمواطنين بالقانون بدلا من تمثيلهم في مطالبهم لاصلاح الوضع. ببركاتكم ادخل نصف الشعب السجون و تم التضييق بدلا من مواكبة العالم في الديموقراطيه و الحريه.
      انتم بحق ما يقال له بغيناه عون صار فرعون و يجب محاسبتكم.

    • زائر 17 | 2:55 ص

      مهزله

      اخبرونا يانواب الغفله قبل التعديل كم وزير اقيل؟

    • زائر 16 | 2:19 ص

      حماية الفاسدين

      نواب المجلس شرعوا لحماية المفسدين في وزارة البلديات و الغاء مبدء الانتخاب لادارة يلدي المنامة و كذلك صعبوا استجواب الفاسدين في الحكومة و جعلوا من الفساد كرامة يقتدى بها.

    • زائر 15 | 2:11 ص

      نواب رومورت كنترول

      لاول مرة اري نوابا يتسابقون ويضعون عراقيل لتقليص صلاحياتهم لاستجواب الوزراء صدق عليهم

    • زائر 14 | 1:44 ص

      مقضاة النواب على أدائهم المخزي حق الشعب

      كمواطن أحب أبناء وطني جميعا سنتهم وشيعتهم وكل مواطن غيور على الحقوق الضرورية السياسية والاجتماعية والمعيشية للشعب أطالب بمقاضاة نواب الفتنة وظلم الشعب على محكمة بحرينية محايدة.

    • زائر 13 | 1:27 ص

      وردة جورية

      غريبة!!!معقولة؟؟؟!! انتوا للحين مو عارفين قدركم عند الحكومة بعد كل هالعمر للحين ما تدرون ان انتوا مجرد ادوات لشرعنة كل القرارات الظالمة التي تصدر في حق الشعب وانكم غطاء لستر الفساد الذي نخر البلاد واذى العباد
      انكم بحق ..............

    • زائر 12 | 1:25 ص

      والله مسخرة

      الدول اللي تحترم شعبها نوابها تستجوب رئيس حكومة وليس وزير فقط!! الدول العدلة في انتخابات حتى للمحافظين واهني يكنسلون الانتخابات من المجالس والجمعيات المهنية بس لأنهم ما يقدرون يتحكمون في نتيجة التصويت

    • زائر 11 | 1:04 ص

      نواب العازة

      مووووووب .................. كملوها انتوا

    • زائر 10 | 12:53 ص

      كل سنة وأنتم طيبين

      أنتم تنطبق عليكم الآية الكريمة يا منافقين ( بسم الله الرحمن الرحيم .. وإذا لقوا الذين آمنوا قالوا آمنا وإذا خلوا الى شياطينهم قالوا انا معكم إنما نحن مستهزءون ... صدق الله العظيم . كفاكم نفاق تصوتون علي القرار بالإجماع ثم تتنصلون من فعلتكم والله أصبحتم أشد من منافقين أهل المدينة من بني فريضة . وصدق رسول الله ( أية المنافق ثلاث اذا حدث كذب وإذا وعد اخلف وإذا اؤتمن خان ) خلاص يا نواب القفلة انتهى العرض وأسدلت الستارة ونموسيتكم كحلي وبمبي .

    • زائر 9 | 12:36 ص

      ههههههه حسبي الله بليسكم

      هههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههه والله العظيم من الضحك انجب الشاي على ثوبي

    • زائر 7 | 12:30 ص

      الباطل باطل

      واضح ان مجلس الحكومة او مايسمى انتوا مو ريايل او برموت كنترول جميع المسميات في هذا المجلس العقيم واضحة وفاضحة والله عيب تحمون الفساد

    • زائر 6 | 12:10 ص

      الواقع

      أي مستقل أي بطيخ .. هذا العوبه بيد الحكومه .. والله عيب .. شوارب على الطل

    • زائر 5 | 12:06 ص

      عن نفسى

      ما ابري ذمتكم ليوم الحساب

    • زائر 4 | 11:52 م

      التجمع الوطني لتقبيل حذاء الحكومة

      أقترح أن يسمى مجلس البحرين لدعم الفساد، أو التجمع الوطني لتقبيل حذاء الحكومة

    • زائر 3 | 11:39 م

      هل رأيتم نوّاب في العالم يعملون على توفير الحماية للفساد ؟؟؟ لا وتعالوا شاركوا في إنتخابات..!!

      تعديل «اللائحة» يقيِّد «الاستجواب» ويوفِّر الحماية للفساد ..

    • زائر 2 | 10:27 م

      لاحول الله

      هذه واحدة من الانجازات اللتي يتكلمون عنها
      الغاء بلدي العاصمة اللذي انتخبه الشعب
      ووضع الرقاقبة لكي لايستجوب اي وزير
      ماذا تفهمون من ذلك -------------

    • زائر 1 | 10:02 م

      من گال

      فساد، أعوذ بالله في البحرين، لا لا ماكو أي فساد. إتقوا الله في يوم لا ينفع فيه مال ولا بنون ولا كراسي ومناصب. ما اقترفته اياديكم ووقوفكم مع الظلم سترون نتائجة قبل الآخرة. حسبي الله عليكم يا نواب

اقرأ ايضاً