القرار المفاجئ بالاستقالة لرئيس جهاز كرة السلة في نادي المحرق الشيخ محمد بن عبدالرحمن آل خليفة سيترك بلا شك آثارا كبيرة على اللعبة كونه جاء تتويجا لسلسلة طويلة من الابتعاد الإرادي لأسماء سلاوية كبيرة أسهمت في تطوير اللعبة والارتقاء بالدوري ليكون الأكثر جماهيرية واثارة في البلاد.
قرار الشيخ محمد خسارة كبيرة للجميع وحتى للمنافسين لما عرف عنه من دماثة الخلق والقدرة على الحوار والعطاء بلا حدود للعبة في ناديه المحرق وعندما كان رئيسا لاتحاد السلة.
طيلة 10 سنوات تقريبا من تغطيتي اليومية كرة السلة البحرينية كنت على تواصل شبه يومي مع شخصيات أكن لها كل التقدير والاحترام ارتبط اسمها باللعبة وارتبطت به في أنديتها وعلى مستوى الوطن.
هذه العلاقة التي اتسمت بالصراحة والقلب المفتوح شكلت على مدار هذه السنوات مثالا لتقبل النقد بل الهجوم اللاذع أحيانا دون أن يترك ذلك أثرا على سيرورة العلاقة.
بنهاية هذا الموسم فقط خسرت اللعبة عدة أسماء كبيرة كان آخرها الشيخ محمد، إذ سبقه بإعلان الابتعاد رئيس جهاز سلة الأهلي خالد كانو بعد عطاء طويل وإنجازات كبيرة، وكذلك رئيس جهاز سلة سترة عصام الجزيري بعد أن تحول سترة في فترة رئاسته إلى بعبع يخيف كل فرق المقدمة بالدوري.
أسماء كبيرة أخرى أيضا رحلت قبل ذلك وأبرزها فؤاد العباسي من رئاسة جهاز سلة المنامة وهو المحاور المميز والقائد الهادئ القادر على التأثير في الآخرين، في الوقت الذي تفرغ فيه جاسم رشدان لرئاسة نادي الحالة بمشاكله الكبيرة بعد سنوات طويلة من العطاء في رئاسة جهاز السلة ليكون الأب الروحي للسلة في ناديه بل الأب الروحي للجمعية العمومية.
كذلك افتقدت اللعبة رئيس جهاز سلة النجمة باسط البوسطة الذي وإن بقي في الجهاز إلا أنه ابتعد كثيرا تاركا التصريحات المثيرة والتأثير المهم الذي كان يلعبه في الجمعية العمومية.
وفي منتصف الموسم الماضي أيضا رحل غسان قاروني من رئاسة جهاز سلة المدينة ومعه هاني الدرازي الذي فرغ كل طاقاته لسنوات طويلة في خدمة اللعبة في ناديه.
لا شك في أن التغيير هو سنة الحياة، ودوام الحال من المحال، غير أن ابتعاد أسماء مهمة ورنانة لعبت دورا رئيسيا في تطور دوري السلة وفي خلق أجواء المنافسة فيه وشكلت فيما بينها أقوى جمعية عمومية بين الاتحادات المحلية سيترك فراغا كبيرا من الصعب ملؤه.
رحيل الشيخ محمد من إدارة المحرق رحيل ذو شجون لأنه مناسبة للحديث عن أسماء كثيرة أخرى تركت بصمات في اللعبة بعد أن عملت معه لسنوات في الاتحاد كجاسم السندي وناصر محمد وعبدالرضا قربان الذي تعلمت منه الكثير وسلمان حبيل الذي ترك الاتحاد ورحل عن ناديه سترة أيضا، وأخيرا عبدالاله عبدالغفار الدينامو والقلب النابض في كرة السلة البحرينية.
ابتعاد الكبار بما فيه من سلبيات قد يدفع جيلا جديدا للبروز والعطاء واستلهام الخبرة والتجارب ممن قدموا للعبة الكثير، لكنه في عمقه خسارة من الصعب تعويضها في ظل العزوف الكبير عن العمل التطوعي.
المبتعدون تركوا حملا ثقيلا لمن يخلفهم في مختلف المواقع، وإن خانتني ذاكرتي عن بعض الأسماء فإن الأمل معقود دوما على بروز جيل جديد يستكمل ما بني ليبني عليه مستقبلا أفضل لكرة السلة البحرينية.
إقرأ أيضا لـ "محمد عباس"العدد 4287 - الإثنين 02 يونيو 2014م الموافق 04 شعبان 1435هـ
كلام رائع
مقالك اليوم استاذ محمد ذو شجون وقد اصبت كبد الحقيقه . ولكن السؤال هل الخلف سيكون لخير سلف مأعتقد