يوم الأحد (18 مايو/ أيار 2014) صرَّح وزير الصحة صادق الشهابي بتصريح مهم خلال لقائه رئيس وأعضاء جمعية الأطباء البحرينية قال فيه: «إن هناك حتى الآن شريحة للصحافيين لاتزال تتحدث عن وزارة الصحة ومجمع السلمانية الطبي بالتحديد، وعن وضع مجمع السلمانية الطبي خلال العامين 2010 و2011 رغم أن مجمع السلمانية الطبي قد طوى هذا التاريخ، ولم تعد هناك أية آثار سلبية، ونحن نأمل أن تركز الصحافة على ما حققه، وما يحققه مجمع السلمانية الطبي من إنجازات طيبة ونجاحات متكررة».

نعم، لقد تم تجاوز الأزمة يا سعادة الوزير، والدليل أن هناك أطباء وممرضين وراء القضبان، وأطباء وخبرات تم تهميشها أو التضييق عليها لتهرب من مجمع السلمانية الطبي.

نعم، لقد تم تجاوز الأزمة، بقرارات فئوية همشت جميع المديرين الذي ينتمون إلى فئة معينة من جميع إدارات الوزارة يا صاحب السعادة.

نعم، لقد تجاوزت الأزمة، بأن نقلت موظفي إدارات لإدارات وأقسام أخرى لا علاقة لهم بها.

نعم، لقد تجاوزت الأزمة، بارتفاع معدلات الأخطاء الطبية وزيادة وتيرة تقاعد الاستشاريين والاختصاصيين أو خروجهم من مجمع السلمانية للعمل في عيادات ومستشفيات خاصة أو حتى للعمل في الدول الخليجية الشقيقة.

نعم، لقد تجاوزت الأزمة، ولكن بخلق أزمة في خدمات الوزارة التي ارتفعت فيها وتيرة ابتعاث المرضى للخارج نظراً لهروب الكفاءات البحرينية منها.

نعم، لقد تجاوزت الأزمة، ولكن بإدارة جمعية أطباء أقل ما يقال عنها إنها لا تمثل جميع الأطباء.

نعم، تجاوزت الأزمة، ولكن الخبر الرسمي نقل عنك تشجيعك «الجمعية على عقد هذه الفعاليات واستقطاب كافة الخبرات شرقاً وغرباً بهدف تحقيق أعلى قدر من الاستفادة».

واضح من التصريح أن المجمع والوزارة تجاوزا الأزمة لوحدهما فيما تعاني كل البحرين من الأزمة حتى الآن، وهذا يسجل في تاريخ الوزارة المرصع بعدد وفيات مرضى السكلر والأخطاء الطبية وبعدد أيام بقاء جثمان الشاب عبدالعزيز العبار في ثلاجة مشرحة السلمانية.

لذلك، ولأن المجمع تجاوز الأزمة، فإنه يتم البحث عن الخبرات في الشرق والغرب وصولاً إلى غابات الأمازون والمحيط المتجمد الجنوبي مع إبعاد الخبرات البحرينية وتهميشها، سواء في التمريض أو في الأطباء أو حتى في الأمور الإدارية.

ولأن المجمع تجاوز الأزمة، فإننا نحيِّي الوزارة على وجود 170 عاطلاً من خريجي العلاج الطبيعي «ترى ما يحتاج بحث في الشرق والغرب، فهم موجودين في البحرين».

ومع تجاوز المجمع للأزمة، جاء تصريح رئيسة جمعية التمريض البحرينية رولا الصفار التي أكدت أن هناك انتهاكاً للمعادلة الصحية التي يطالب بها المجلس الدولي للتمريض، والتي تقتضي توفير ممرض متدرب ومتعلم ومتمرس، مع ضمان بيئة عمل صحية، موضحة أن استقدام الممرضات الأجنبيات يزيد العبء على الطاقم التمريضي، لكونهن غير متدربات ولا متمرسات في المهنة.

يعني ممرضات من الشرق والغرب لحل الأزمة، والممرضات البحرينيات ينتظرن التوظيف، وهذا وسط ازدياد إعلانات التوظيف في الخارج، وخصوصاً للممرضات والتي تطلب أكثر من 200 ممرضة، كله من الشرق والغرب.

«واللي أقوله» إنكم لم تحلوا أزمة السلمانية، بل هربتم للشرق والغرب، وهذا زاد ويزيد من أزمة مجمع السلمانية الطبي ويساهم في ازدياد أزمة البحرين.