ترشح السيسي للانتخابات، بعد ضغط شعبي قوي لإقناعه بذلك، قادته حركة «تمرد» تحت شعار: «كمل جميلك»، ويحظى ترشيحه بدعم قوي من قبل معظم الفعاليات السياسية، بما في ذلك عناصر من التيار الناصري الذي ينتمي له صباحي.
بدأت مرحلة التصويت في الانتخابات الرئاسية بأرض الكنانة، بعد حملة اقتصرت على مرشحين رئاسيين هما وزير الدفاع السابق المشير عبدالفتاح السيسي، وزعيم حزب الكرامة سابقا، السيد حمدين صباحي. المرشح الأول تسلم منصبه بعد إحالة المشير الطنطاوي وزير الدفاع الأسبق إلى التقاعد. صدم السيسي بالإخوان المسلمين أثناء فترة حكمه. وحين اندلعت الحركة الاحتجاجية في 30 يونيو من العام السابق، ساند تلك الحركة، وانحاز لها وكان له دور الأساس، في الإعداد لخارطة الطريق التي أعقبت إسقاط حكم الدكتور محمد مرسي وإزاحة جماعة الإخوان المسلمين عن السلطة.
أما المرشح الآخر «حمدين صباحي» فعرف منذ أواسط السبعينيات من القرن المنصرم، بنشاطاته في الحركة الطلابية المصرية، وبمناوأته الحادة، لسياسات الرئيس الراحل أنور السادات الاقتصادية، واتجاهه نحو التسوية السلمية مع العدو الصهيوني، وما تمخض عنها من توقيع اتفاقية «كامب ديفيد».
وفي أثناء حكم الرئيس الأسبق حسني مبارك تبوأ السيد صباحي عضوية مجلس الشعب، وعرف خلالها بمناوأته لسياسات الرئيس مبارك الاجتماعية والاقتصادية، التي عدها سببا في اتساع دائرة الفقر والبطالة، وانتشار العشوائيات، وتراجع دور مصر في الساحتين الإقليمية والدولية.
ترشح السيد حمدين صباحي لموقع الرئاسة في الانتخابات التي أجريت بعد سقوط الرئيس الأسبق حسني مبارك. وجاء ترتيبه الثالث في الفوز، بخلاف ما توقعه المراقبون آنذاك. حيث حصل مرشح الإخوان المسلمين على الترتيب الأول، وحصل اللواء أحمد شفيق على الترتيب الثاني.
أسس صباحي التيار الشعبي، الذي هدف من ورائه إلى تشكيل كتلة شعبية واسعة، لتدعمه في الانتخابات الرئاسية التي يفترض فيها أن تتم في منافسة مع «الإخوان المسلمين»، لكن الأمور بالنسبة له سارت بما لا تشتهي السفن.
ورغم أن المرشحين كليهما يتمتعان بسمعة طيبة، وليست هناك علامات استفهام حول وطنيتهما أو نزاهتهما، فإن جل المؤشرات ترجح فوز المشير السيسي أمام منافسه صباحي بموقع رئاسة الجمهورية. ويرجع ذلك لسببين رئيسيين: السبب الأول، أن المشير السيسي هو الشخص الذي قاد عملية إزاحة الإخوان المسلمين عن السلطة، وأغلق حقبة قصيرة سوداء في تاريخ مصر. لقد عمل الإخوان المسلمون على إبعاد معظم القوى السياسية، عن المشاركة في السلطة، وسطروا دستورا على مقاسهم، وعملوا على «أخونة» الدولة والمجتمع، وإعادة الإرهاب إلى واجهة الأحداث.
والسبب الثاني أن مصر تواجه الآن أحداثا غير مسبوقة، من انفلات أمني، وارتفاع في معدلات الجريمة. ومن جهة أخرى تشهد شبه جزيرة سيناء تصاعد ظواهر الإرهاب، وقد صارت تلقي بلهيبها على معظم المدن والبلدات والريف المصري، بما يهدد وحدة البلاد وأمنها واستقرارها.
إن المشير السيسي الذي أثبت شجاعة وبسالة في التصدي للإخوان المسلمين، ومحاربة الإرهاب في سيناء، منذ تسلم منصبه كوزير للدفاع، هو الأقدر، من وجهة نظر غالبية المصريين في هذه المرحلة العصيبة، على قيادة السفينة. ومن وجهة نظرهم أيضا فإن منافسه صباحي يفتقر في تجربته السياسية إلى الخبرات التي اكتسبها المشير في مواجهة الإرهاب.
ترشح السيسي للانتخابات الرئاسية، بعد ضغط شعبي قوي لإقناعه بذلك، قادته حركة «تمرد» تحت شعار: «كمل جميلك»، ويحظى ترشيح المشير بدعم قوي من قبل معظم الفعاليات السياسية المصرية، بما في ذلك عناصر كثيرة من التيار الناصري الذي ينتمي له السيد صباحي. ومن ضمنهم سياسيون ومفكرون ومثقفون وفنانون معروفون. كما يحظى بدعم عدد كبير من قادة الحزب الوطني الذي كان يقود الدولة والحكم في أثناء عهد الرئيس الأسبق مبارك. وتدعمه أيضا مؤسسة الأزهر والكنيسة القبطية.
إن هذا التأييد الواسع لترشيح المشير لموقع رئاسة الجمهورية، هو بالتأكيد مبهج ومفرح له، ولكنه يضع أمامه مهام جساما، ربما يكون من المستحيل التوفيق بينها. تقف خلفه الآن وتسنده قوى تمتد من أقصى اليمين إلى أقصى اليسار: ليبرالية وقومية ويسارية ووطنية ودينية، ولكل منها برنامجه الخاص ومطالبه الخاصة. فكيف سيتمكن الرئيس المقبل «السيسي» الذي حظي بدعمهم وتأييدهم جميعا من مقابلة مطالبهم واستحقاقاتهم.
كيف سيتعامل الرئيس القادم «السيسي» مع الفروقات الحادة بين الغنى والفقر، ومعالجة الأوضاع الاقتصادية المتردية، والقضاء على البطالة وإلغاء ظاهرة العشوائيات. لقد اختار منافسه السيد حمدين صباحي الحل الصعب، وربما الممكن، وهو الأخذ من الأغنياء وإعطاء الفقراء، لحل المشاكل الاقتصادية والقضاء على البطالة وبناء مؤسسات تنموية جديدة وتطوير الصناعة والزراعة. والحل كما يراه صباحي، هو مضاعفة المستوى الضريبي بالطريقة التصاعدية. برنامج كهذا سهل بالنسبة لصباحي، الذي يدرك أن ليس له نصيب في الفوز في هذه الانتخابات، ولكنه ليس كذلك بالنسبة للمشير.
كيف سيتصرف المشير لمضاعفة موارد مصر، وتلبية الاستحقاقات التي وعد بها، أثناء حملته الانتخابية. سؤال صعب ومن المبكر الإجابة عنه، لكن المؤكد أن سياساته ستكون مختلفة، وبشكل جوهري عن السياسات التي شهدتها مصر في العقود الثلاثة، وربما الأربعة.
لقد وضعته المقادير في مرحلة دقيقة من تاريخ مصر، ورأى فيه الشعب قائده المنقذ، الذي سوف يغير أحواله من حال إلى حال. وهو بخلاف أسلافه ممن قادوا السلطة في العقود الأخيرة يمتلك الشجاعة وإرادة صنع القرار. ومن حسن طالعه أنه يأتي في ظل انتفاء الأحادية القطبية وتغير واضح في موازين القوى الدولية. لقد أوضح المشير بجلاء أنه لن يستأذن أحد حين يتعلق الأمر بحماية أمن مصر واستقلالها، وفي ذلك مؤشر واضح على أن مصر الجديدة ستكون رافعة للكفاح العربي ولنهضة الأمة وليس علينا سوى الانتظار.
إقرأ أيضا لـ "يوسف مكي "العدد 4281 - الثلثاء 27 مايو 2014م الموافق 28 رجب 1435هـ
رئيس الجمهورية
رئيس الجمهورية حيكمل جميلو لو ابتعد عن لعبة الامم الصهيو امريكية القذره.
السيسي ذلك الوطني العروبي
هو يمتلك الشجاعة وإرادة صنع القرار اضافة للقوة التي ستمكنه من ذلك مما يسهل تحقيق الاهداف التي يتطلع اليها الشعب .مشكلة مصر الأزلية هي الفساد وسوء الادارة ولقد وعد الرجل بمكافحة الفساد واجراء اصلاحات هيكلية على الجهاز الاداري للدولة مع الاستعانة بخيرة ابناء مصر من العقول المهاجرة .أهم مايميز السيسي هو وطنيته الخالصة والبعد العروبي في خطابه السياسي ولا سيما تقديره لدول الخليج العربي التي ساندت مصر في أحلك الظروف .
تراهنني؟
في نهاية المقال يقدم الكاتب أسئلة استفسارية ب كيف؟ رأيي هو: لا يتمكن من حل اي معضلة و مشكلة و ستبقي مصر علي حالها كما كانت في العام الماضي الي خمس سنوات قادمة. مستعد علي الرهان.