يبدو أن هناك نماذج من الكتاب والإعلاميين والصحافيين والنواب والناشطين والخطباء وجوقة طويلة عريضة من الفاشلين في المجتمع، يُصابون بـ «اللهاث»، إن حملت عليهم أو تركتهم.
هؤلاء أصبحوا من حسن الحظ في غاية الانكشاف بالنسبة لأبناء المجتمع البحريني الذين لم تعمهم موجة الرمد الطائفي.
يصابون باللهاث والهلع والفزع إن وجدوا الأزمة في البلاد مشتعلة وفي أوار ولهيب متصاعد، فيظهرون وكأنهم حماة الوطن الذائدين عن حياضه! أيضاً، يُصابون باللهاث والهلع والفزع بدرجة أشد من الأولى إن تبادر إلى مسامعهم، ولو من باب الشائعات والتحليلات السياسية المجوفة، بأن هناك مساراً للحل! إن تحمل عليهم أو تتركهم فهم في حالة لهاث دائم.
قد يكون من البديهي القول أن حالة «التحليل العبقري» وطرح الآراء وتبادل المعلومات واللطائف السياسية بين الناس في ظل الأزمات، وخصوصاً الشعوب العربية والإسلامية، هي حالة طبيعية تدخل تحت عنوان «التنفيس»، لكن هناك نكتة سياسية محبوكة حبكة فكاهية لطيفة ذات معنى كبير وصائب، وقد يضحك بسببها حتى زعماء الدول والجمهوريات الذين يتعرضون للنقد بينهم وبين أنفسهم في السر. وهناك نكات وطرائف وخزعبلات وممارسات من نوع «السيلان اللاإرادي»، تكشف أن من كان يعتاش على الأزمات مدعياً حب الوطن، لا يمكن أن يعيش فكرة إيجاد حل لتلك الأزمات.
ومن السيء للغاية، أن يبقى المجتمع البحريني مصاباً بلوثات وهوس ذلك النوع من الكتاب والإعلاميين والصحافيين والنواب والناشطين والخطباء والجوقة العرجاء المضحكة، فتارةً تجعل الأتباع يصفقون مع الجوقة، وتارةً يبكون معها، وتارات يهددون ويتوعدون معها، مع أن الجوقة وأتباعها يعلمون في قرارة أنفسهم أنهم مجرد (صفر) على الشمال، حتى ولو أقنعوا أنفسهم بأنهم رقم صعب في معادلة سياسية صعبة.
والمجتمع البحريني، حاله حال الكثير من المجتمعات العربية والإسلامية، يستقبل الناس فيه التحليلات والمعلومات والأخبار، سواءً كانت حقيقة أم لا، وسواء وافقت الذوق السليم أم لم توافقه، فالأمر سيان بالنسبة لدى البعض الذي لا يرى فيها ما يسيء إلى شخصه الكريم، ولا يرى فيها إساءة إلى الشخص المرسل إليه، وسواءً كان المرسل أو المتلقي رجلاً أم إمرأة، مراهقاً أم رجلاً ناضجاً، تسقط حدود الأخلاق طالما هي: كذبة سياسية، هجمة طائفية، نكتة سياسية، فلا ضير من أن يضحك الناس!
لا بأس، بيد أن هناك تطوراً لافتاً في استخدام الوسائط الحديثة والرسائل الإلكترونية بأنواعها وتصاميم الجرافيك التي يعصر فيها (المبدع) رأسه وفنه لينتج عملاً مثيراً للضحك يرسله إلى آلاف الناس، ويقوم الآلاف بإرسالها إلى آلاف آخرين، وهكذا تكبر خانة ألوف الألوف، لكن قلة هم أولئك الذين تتوقف لديهم الرسالة فيتأملون فيها بالقراءة المتأنية أو الاستشارة المفيدة في معرفة ما ينفع.
بالنسبة للمصابين بالهلع والفزع الظاهري المصطنع في الأزمات بمواقفهم المزيفة، وهم ذاتهم المصابون بالفزع الحقيقي حين يستشعرون بصيص أمل لحل (ما)، هم ذاتهم كما حدث مع الحاشية في هذه القصة: يحكى أن حاكماً كان في رحلة صيد مع نفر من حاشيته، وبينما هم يبحثون عن الطرائد، رأى الحاكم أرنباً يركض فأخذ بندقيته ورماه لكنه أخطأ الهدف! فقال أحد أفراد الحاشية من المنافقين: «سبحان الله! لأول مرة أرى أرنباً يركض وهو ميت».
إقرأ أيضا لـ "سعيد محمد"العدد 4277 - الجمعة 23 مايو 2014م الموافق 24 رجب 1435هـ
شكرا يا كاتب
والله تضحك وانت تقرا مقالاتهم مافى غير سب فى السيد خمنائى وشيخ عيسى قاسم وشيخ على سلمان والوفاق والشباب الارهابيين لا ويشمتون عند قتل الاطفال واخر خبر صرف رواتب الى ............المتقاعدين وهم .......
تجار الأزمات
هؤلاء تجار الأزمات أصبح الجميع يعرفهم وينبذهم مقال في الصميم
ورثوا النفاق والعبودية
هكدا هم وسيبقون يرثون ويورثون النفاق والعبودية وهل تلد الحية الا حية