العدد 4275 - الأربعاء 21 مايو 2014م الموافق 22 رجب 1435هـ

حالة رعب!

قاسم حسين Kassim.Hussain [at] alwasatnews.com

كاتب بحريني

من يتابع الصحافة المحلية هذه الأيام سيكتشف وجود حالةٍ من الرعب الشديد.

ومن يقرأ عيّنةً سريعةً من الكتابات المنتشرة هذه الأيام، ولو من باب الفرجة والتسلية، سيكتشف أن حالة الرعب هذه نتجت عن «تسريبات» عن صفقات سياسية مقبلة. ويبدو أن هناك جهةً ما، سرّبت بعض «التناتيش» المفترضة عبر أحد المواقع الإلكترونية، عن وجود صفقة ما، لتحقيق هدف أو مجموعة أهداف معينة. من بين هذه الأهداف استفزاز هذه المجموعة من الكتبة الذين تهيّجهم كلمة «حوار»، وتخرجهم من طورهم كلمة «تعايش»، وتصيبهم حالة من الجنون والهستيريا عند سماع مفردتي «مصالحة وطنية»!

حتى الآن -كما يبدو لي- لا توجد دلائل صلبة (solid) أو حيثيات على وجود مثل هذه «الصفقة»، أو سيرورتها الميتافيزيقية، اللهم سوى التسريبات عبر بعض مواقع التواصل الاجتماعي، وهي على قلتها استطاعت أن تصيب تلك المجموعة بحالةٍ من تدهور النفسيات، وهبوطٍ حادٍ في المعنويات. فهؤلاء الذين لم يجدوا شيئاً طوال ثلاث سنوات، غير التحريض وبث الكراهية وتأجيج الأحقاد والدعوة علانيةً لاستمرار الانتهاكات الصارخة لحقوق الإنسان، مع الضرب بالحائط كل التقارير الدولية والتوصيات الأممية الخاصة بمعالجة هذا الملف الإنساني بطريقةٍ تحفظ للبحرين سمعتها واحترامها بين الدول.

السائح الخليجي سيكتشف بسهولة حالة الرعب في صورة كتابات متشنجة، تفتقر إلى أبسط مقومات الكتابة الصحافية، مهنياً وموضوعياً. وأغلبها يدخل في خانة الكتابات العنصرية، التي ابتليت بها الشعوب الأخرى التي مرت بمراحل نزاعات سياسية مريرة. ففي جنوب إفريقيا، كانت مثل هذه الكتابات تسيطر على الصحف هناك، وكان لدعاة التمييز العنصري أقطابٌ يجاهرون بكل وقاحة بأفكارهم العنصرية، وتأييدهم لسياسات «الابارتهايد».

ولم يكونوا يخفون مطالبتهم بإغلاق الصحف الوطنية المستقلة ذات التوجهات الإنسانية الجامعة، والتحريض على فصل زملائهم الصحافيين من أعمالهم وحتى اعتقالهم، بمن فيهم البيض من ذوي النزعة الإنسانية.

وكان قاموسهم مليئاً بكلمات «الخونة»، و«الشيوعيين» و«أصحاب الأجندات الخارجية»، ويصفونهم أحياناً بـ «العملاء» لقوى إقليمية مثل أنغولا وموزمبيق وتنزانيا، وأحياناً إلى دول في أميركا اللاتينية بعيدة جداً بآلاف الكيلومترات مثل كوبا، وأحياناً إلى قوى عظمى مثل الاتحاد السوفياتي... المهم أن يكونوا عملاء وفقط!

هذه العقلية الانعزالية والنزعة الاستبدادية التي تتلذّذ بالإقصاء وتطمح إلى سحق الآخر وإنهائه من الوجود، أصيبت بصدمةٍ كبرى مع بداية تسرّب أخبار عن وجود مفاوضات مع نيلسون مانديلا. وحين زاره أحد الوزراء في 1985 أثناء خضوعه لعملية جراحية بمستشفى «فولكس» في مدينة الكاب، أصيب بعض «البويرز» بالشيزوفرينيا.

وأصيب بعضهم بالانهيار العصبي الديالكتيكي حين نُقل مانديلا من سجنه في جزيرة روبين إلى منزل معزول في استراحة «فيكتور فيرستر» نهاية 1988 لإجراء المفاوضات.

وظلّت هذه المجموعة العنصرية التي تعتاش على رائحة الدم والدموع، تندب حظّها كالمرأة الثكلى، كلّما تسرّب خبرٌ جديدٌ عن تحقيق تقدّم في المفاوضات مع ديكليرك، أو إطلاق سراح عددٍ من السجناء السياسيين.

وأصيب بعضهم بجلطات قلبية، وبعضهم بسكتات دماغية على مدار السنوات الثلاث التي استغرقتها المفاوضات، التي نقلت جنوب إفريقيا من دولةٍ عنصريةٍ يدينها العالم، إلى نظام ديمقراطي تحترمه كل دول وشعوب العالم.

إقرأ أيضا لـ "قاسم حسين"

العدد 4275 - الأربعاء 21 مايو 2014م الموافق 22 رجب 1435هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 20 | 8:37 ص

      لماذا انذرتهم

      لماذا انذرتهم بالسقطه القلبيه الحين بيتفادونها زين جدي لكن
      القران الكريم |إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا سَوَاءٌ عَلَيْهِمْ أَأَنْذَرْتَهُمْ أَمْ لَمْ تُنْذِرْهُمْ لَا يُؤْمِنُونَ

    • زائر 19 | 6:23 ص

      وصلت

      وصلت حقارتهم باتهام شهيد بالارهابى وشعب يمثل الدولة 65 بالمئة ويكونون كلهم خونه وهم كتاب المصلحشيه الاشراف الايام بيننا وسنحاكمهم من فعلهم الشنيع وشكرا ياسيد على هاده المقال الحقانى والله ياخد الحق

    • زائر 22 زائر 19 | 3:49 م

      زائر19

      سنحاكمهم من فعلهم=ممكن تشرح لنا اشلون ستحاكمهم من فعلتهم لاكون انت صرت ........ الدولة و احنا ما ندرى

    • زائر 17 | 4:38 ص

      حلوة ديالكتيكي

      وأصيب بعضهم بالانهيار العصبي الديالكتيكي حين نُقل مانديلا من سجنه في جزيرة روبين إلى منزل معزول في استراحة «فيكتور فيرستر» نهاية 1988 لإجراء المفاوضات.

    • زائر 15 | 3:11 ص

      قناص

      هناك الكثير من الفاشلين في حياتهم الدراسية والاجتماعية واصبحوا لا قيمة لهم في المجتمع ويريدن ان يكملوا نثصهم بأستغلال الاوضاع التي تمر بها البلاد ليصبحوا قي المقدمة ليغطوا فشلهم والنقص الذي يمرون به ولو اعيدوا الى نفس المربع الذي كانوا فيه لأصابتهم جلطة دماغية ولذلك لا يريدون للأوضاع ان تتحسن ليستمروا ويصطادون في الماء العكر بكذبهم ونفاقهم .

    • زائر 12 | 2:37 ص

      اية

      وسيعلم الذين ظلموا اي منقلب ينقلبون

    • زائر 11 | 2:29 ص

      اجزم واقسم يا بوهاشم

      ان صوتهم اليوم الهائج والمائج لو لا احتمائم بالقبضة الأمنية اليوم وهم يرون كيف يسمع لهم ولتحريضهم لما تنفس احد منهم وذاكرة التسعينيان ليست عنا ببعيد كانوا يزبدون ويرعدون ابان الحملة الأمنية المحتمين بها وبعد ان هدأت الأسنة والرماح التي كانوا يحتمون بها ( خرسوا ) ولم يتكلموا واليوم هم كذلك تذكرني يا قاسم لو حدث وهدأت الامور وآلت اللى نيل المطالب لن تسمع لتلك الأصوات رغي ولا عواء وستخيفهم الريشة في الهواء فلنصبر وسنرى تلك الأصوات تالنشاز وسنذكرها ، لأن اولئك يعتمدون على البطش وعند الحجة جبناء

    • زائر 10 | 2:25 ص

      يحسبون كل صحية عليهم

      تلك جزئية من آية وهي واقع الحال ولأن من حصل على منصب او مال من غير وجه حقّ فإن أي اصلاح للوضع مخيف له

    • زائر 9 | 1:22 ص

      ليس رعبا فقط

      المتنفذين والمنافقين وأصحاب المصالح لم يصبهم الرعب فقط بل بدأوا يهلوسون ويكلمون أنفسهم ونظرة على أعمدة كتاتيب الفتنة من الجنسين سترى الهلوسة والتأليف والهراء وأظن أن دواء الضغط لا يفارق جيوبهم أبدا وحتى في الليل لا ينامون الهذه الدرجة أعمت الأموال أعينهم وباعوا الآخرة بالدنيا التي لن يأخذوا منها شيئا ً

    • زائر 7 | 12:33 ص

      صباح وطن جريح ينزف

      لا حرمنا الله كلمة حق تمسح على جروحنا حفظك الله من كل سوء

    • زائر 6 | 12:31 ص

      11

      لقد بدأت الحركة المطلبية ببعض المطالب الخيالية التي لم ولن نستطيع القيام بها ، مما جعل المكون الاخر يتحسس من كل شاردة و واردة قد تؤدي الي المصالحة ، لو بدأت هذه الحركة بمطالب تشمل جميع المكونات لكان الحال أفضل بكثير ، المطالب الخيالية وضعت المعارضة في مواجهة السلطة التي قست كثيرآ علينا ، هناك أفراد أوصلوا الحال علي ما نحن عليه .

    • زائر 5 | 12:23 ص

      صاحب حساب يدعي انه موال للسلطة كتب هذه التغريدة

      صاحب حساب وهو يعرف نفسه كموال للسلطة و شخصيات محددة و صف الفتى المغدور به يوم امس بالكلب الرافضي

    • زائر 4 | 11:59 م

      مرضى النفوس

      انهم مرضى التفوس والضمائر الميتة امهلهن قليلا سينكشف امرهم وتنالهم لعنة الاجيال

    • زائر 3 | 11:48 م

      لن ينالوا سوى الخيبة

      . لن يكون حصادهم سوى الخسارة والعار دتيا واخرة

    • زائر 2 | 11:28 م

      توصيف لطيف ياريت يصيد الموجودين عندنا لو كانت هناك مفاوضات من مستوى السكتة القلبية الى الدماغية وغيرها

      المقارنة من وجهة نظري مطابقة بيننا وبين جنوب افريقيا فقط المساحة هي الفارق لوضعها في العزل العنصري الكامل وأقول حراكنا مستمر حتى تحطيم القيود

    • زائر 1 | 10:22 م

      استدلالات في غير محلها!

      كيف ومثلك عالمابالحال،هذا الاستدلالات في غير محلها ولم يصل الحال عندنالمثل ما ضربت به من مثل!!وإن كنت أعتقدإن هناك من يريده ان يصل لهذا الحال!خاصة الاعلام المظلل!لوكانت التسريبات تتحدث عن تسوية تضمن مكاسب للطرف الآخر لخرج كتاب من هذاالطرف يرددون وربماأكثر ماكتبه الهلعون من التسوية!!فبدلا من هجومك هذا على الكتاب بادر بالهجوم على من سرب هذه المعلومات لخلق هذه البلبلة!!هذه التسريبات وما يتبعها من كتابات من هذا الطرف أو ذاك هي احدى أسباب خلق كل هذا الهلع في المجتمع ،وخلق كتاب يقتاتون على هذا الهلع!

    • زائر 8 زائر 1 | 1:08 ص

      كيف يعني؟

      قاسم حسين يجري مقارنة بين العنصريين واللبيب بالاشارة يفهم.

    • زائر 13 زائر 1 | 2:41 ص

      ههههههه

      تطلب أن يلوم اللي قال في مفاوضات لأن خلى جماعة الكتاب العنصريين يتكلمون ويخلقون بلبلة مالها أساس!! منطق أعوج وطائفي مريض.

    • زائر 14 زائر 1 | 3:07 ص

      من قال؟

      بالعكس يا زائر 1استدلالات السيد في الصميم.فالعنصرية ملة واحدة.والجماعة مب عارفين او مب راضيين يعترفةن للحين شنو اللي قاعدين يسوونه بالبلد.

    • زائر 16 زائر 1 | 3:12 ص

      بالعكس

      مطلوب من الكتاب الموتورين ان يكتبوا بضمير وتعقل كي لا يهمهم أي تسريبات إذا كان عندهم مبدأ فليثبتوا على مبدئهم من اصدر هذه الشائعات شخص ذكي وفطن ولعله محسوب على هؤلاء الكتاب كي يعرف مدى ثباتهم او مدى فاعلية غسيل الدماغ الذي خطعىا له

اقرأ ايضاً