الرياضة البحرينية تمتلك في طياتها الكثير من الخامات والطاقات التي تقترب من حد المواهب، إلا أنها تصطدم بواقع مضاد يمكن وصفه بالجارف من بقية الدول سواء في المنطقة الإقليمية أو القارية؛ نظرا لحالة التطور الهائل والكبير التي تشهده في الجانب الرياضي والمبالغ الطائلة المدفوعة في هذا الجانب والتي تصنع الفارق لمنتخباتها المختلفة.

وعلى سبيل المثال لا الحصر برزت منتخبات الكرة البحرينية في بعض الفترات وسجلت حضورها قاريا وإقليميا نظرا للكم الوافر التي تضمه في تشكيلاتها من لاعبين وخامات جيدة لفتت إليها الأنظار، ولكنها مع مرور الوقت اختفت هذه الخامات، وغاب اللاعبون لأسباب مختلفة منها عدم تطورهم فنيا وبدنيا وعلى جميع الجوانب، وبالتالي استقرار مستواها عند حد معين يهبط ولا يرتفع، بالإضافة إلى أسباب أخرى تتعلق بالجانب المعيشي والاجتماعي.

في المقابل، نرى صعودا وتطورا مذهلا لبقية منتخبات المنطقة والقارة الآسيوية لأسباب أبرزها الاهتمام والرعاية الكبيرة التي تحظى بها من قبل الجهات المعنية وتوفير موازنات كبيرة لمعسكرات خارجية ومشاركات مستمرة ومتواصلة طوال العام وتوفر احتكاك وخبرات على أعلى مستوى للاعبيها ناهيك عن الاهتمام الآخر في أنديتها سواء عبر الدخول في نظام الاحتراف أو بالاستعانة بمدربين عالميين يساهمون بتطوير قدرات اللاعبين وإيصالهم لمراحل متقدمة من النضج الكروي، وكل ما ذكر فإن هذه الجوانب تكلف خزائن الدول والأندية مبالغ طائلة وكبيرة يمكن لواحدا منها فقط توفير ميزانية كاملة لجميع الاتحادات والأندية المحلية جميعها.

بالمقارنة مع ما تصرفه الدول الشقيقة والصديقة في المحيط القاري تتشكل أمامنا صورة واضحة لرياضتنا المريضة التي لم تجلب للجماهير البحرينية في غالبية مشاركاتها إلا الألم والقهر والحزن، وكأن البحريني خُلقَ فقط لمكابدة عناء الحياة وشقائها.