نزل الخبر عليَّ كالصاعقة! كيف؟ ولماذا؟ ومتى؟ وأين؟ وفي أية درجة هو؟ ومتى سيبدأ العلاج؟
كنتُ أكتبُ لها أسئلة متلاحقة من غير أن أشعر أنني أنقل إليها اضطرابي، في حين أنها كانت الأقوى وهي تهدّئ من روعي وتخبرني أن الله هو من وهب المرض وهو من يهب الشفاء.
كان هذا قبل يومين حين عرفت بإصابة صديقتي «الوديعة» بالسرطان في الكبد. قلتُ في نفسي: «يالله لماذا ينتشر هذا المرض بهذه السرعة بين البشر وبهذه الكثافة، حتى صار اسمه متداولاً على ألسنتنا بعد أن كان آباؤنا يخافون ذكر اسمه ويسمونه: «ذاك المرض»؟ لماذا يصيب الطيبين؛ فصديقتي هذه ذات قلب أبيض لا يعرف الكره أو الحقد أو الغيرة أو الحسد؟».
ثم ما لبثتُ أن تذكرت أن نصف علاج هذا النوع من الأمراض هو الإرادة الصلبة والأمل، فغيّرتُ طريقتي في المحادثة، وبدأتُ أحاولُ أن أبدو قوية صلبة كما ينبغي لطبيبٍ أن يكون حين يريد أن يخبر مريضه بإصابته بمرض كهذا، فوجدتها أقوى وأكثر صبراً، وكلما تظاهرْتُ بالقوة وجدتها تفوقني صبراً وجَلَداً، حتى أنها ذكرت لي أن طبيبها لا يفارق سريرها؛ لأنها تبث الأمل في روحه وتجعله يبتسم كلما تذكر أن هناك من يؤمن بالله بكل هذا القدر من الأمل.
المصابون بهذا المرض يزدادون، ولكن ما يلفت الانتباه هو أن المتعافين منه يزدادون أيضاً، ففي كل مرةٍ نسمع عن امرأة هزمت السرطان بإرادتها القوية ورغبتها في «كسر أنفه»، ونسمع عن رجل استطاع بفضل قوة إيمانه أن يكون أعتى من مرضٍ أراد أن ينهش خلاياه ويفكّكها ويلتهمها، فاستطاع أن يجعل الطب التقليدي يقف حائراً أمام تخلص جسده من كل الخلايا السرطانية، وهو الأمر الذي كان يحتاج إلى معجزة.
كثيرون من حولنا استطاعوا أن يكونوا خير قدوةٍ لكثيرين ممن أصابهم ذلك المرض، فبدأوا ينشرون الرسائل الإيجابية ويرسمون ابتساماتٍ على وجوه المرضى الذين يعرفون للتو بمرضهم ويبثون الأمل لذويهم الذين قد يكونون أشد وهناً أمام إصابة أحد أفراد أسرتهم بمرضٍ لم يستطع الطب إيجاد لقاحٍ يقي منه، حتى صُنِّف ضمن الأمراض القاتلة.
السرطان كغيره من الأمراض الأخرى، يمكننا هزيمته بالعلاج المقرّر من الطب التقليدي، وهو الجراحة والإشعاعات والأدوية الكيماوية، كما يمكنه أن يكون ماضياً حين يجتمع هذا الطب بالطب الروحي الذي يتطلب جهداً قد يبدو كبيراً في بداية ممارسته، ولكنه ما يلبث أن يكون سهلاً ويؤدي إلى نتائج مذهلة. فالتأمل وقوة الإيمان بالله وبالنفس وبالحياة والأمل، يجعل المريض قادراً على الوقوف مجدداً ليكون شامخاً ببطولته في هزيمة مرضٍ قد يكون الأطباء عاجزين عن هزيمته، ويكون قادراً على أن يكون نموذجاً لغيره من المرضى. وهو ما نراه جلياً في البحرين الآن بعد أن كان مقتصراً على الدول الأجنبية وبعض الدول الأخرى، حين قامت بعض الجماعات من المصابين بالمرض والمتعافين منه بإنشاء تجمعات هدفها تخفيف وطأة الألم الجسدي والنفسي على المصابين الجدد به، فهاهم المتعافون اليوم ينشرون الرسائل الإيجابية وخبراتهم عن طريق مواقع التواصل الاجتماعي تارةً، وعن طريق زيارة من يلجأون إليهم للتخفيف من حزنهم وبث روح الأمل في أرواحهم. فالحمد لله الذي جعل بيننا بحرينيين قادرين على ذلك.
إقرأ أيضا لـ "سوسن دهنيم"العدد 4261 - الأربعاء 07 مايو 2014م الموافق 08 رجب 1435هـ
الامل
بالامل تتحقق المعجزات ..فمريض السرطان مختاج لهذا الامل من المخيطين به ..واعطاءه جرعات شفاء بالتمسك به ..وهو ما عزمت وبقوة عليه عندما صدمتني طبيبتي بقولها ان في جسمي غذه سرطانية .
أصبت بالسرطان مرتين..ولن يهزمني
أسأل الله أن يلهمنا وجميع المرضى الصبر والثبات والقوة والعزيمة