مؤلم هو وجارح أن يخرج علينا أحد البحرينيين (الجُدد) ليعطينا نحن الذين كنا السباقين الى دخول الإسلام طواعية من غير إكراه ولا حرب، وآمنا بدعوة النبي (ص) ولم نره، ايمان وعي مدفوعين بفطرتنا السليمة الى دين الله، اليوم وبعد 1435 عاماً من هجرة النبي يخرج علينا البعض ليعطينا المبادئ الأساسية في فهم الدين الصحيح ليخرجنا من «ظلمات» الجهل والضلال الى نور الهداية والكمال!
الغصة الثانية: أن يجد الخطاب التكفيري في البلاد مساحة من الحرية، ما لا يجده أي خطاب وطني حريص على ايصال النصيحة الصادقة والكلمة المسئولة. خطاب تكفيري رديء ينطلق من المنابر ووسائل الاعلام الاجتماعي، في حين أن أصحاب «خطاب العقل» والكلمة الشجاعة مغيبون في العتمة.
أما الغصة الثالثة: فأن يُزايد على وطنيّة البحرينيين من هو حديث عهد على بلادنا، ممن لاتزال العُجمة تسري على أطراف لسانه «المهجّن» وانتمائه الرخو، فيُحدد - بقلب مطمئن ونفس رضية - من هو «المواطن الشريف» ومن هو «المواطن الخائن»، ومن منهم يستحق رضى الدولة ومكرماتها، ومن منهم يستحق «الطرد» وتحقّ عليه عقوبة سحب الوثيقة الحمراء تمهيداً لنفيه من البلاد مهاناً ذليلاً الى السواحل الايرانية أو بعيداً هناك في مدن الشتات البعيد أو إلى ضفاف البحر المتوسط.
هذه المرة من بعض عرفوا بميولهم الليبرالية يسخرون امكانياتهم لأغراض خاصة وغايات انتقامية رخيصة، بخطاب ينضح تكفيراً وازدراء بمشاعر نصف البحرينيين،
موضوع مقام التابعي صعصعة بن صوحان العبدي، والتعديات المتكررة على مقامه بكل ما له من صفات المسجدية والقداسة ليس جديداً، فالاعتداءات تكررت على هذا المقام (المسجد) المرة تلو الأخرى وسط صمت رسمي، ولقد ازدادت وتيرة هذه الاعتداءات الشنيعة بعد فبراير/ شباط 2011 الذي شطر البلاد طولا وعرضا، في الدين والسياسة والتاريخ والماضي والحاضر وربما مراراتها الى الابعد من قابل الايام.
ويُراد لموضوع هذا الملف الملغم بالمحاذير الدينية والاجتماعية أن يكون وجهاً آخر من أوجه الشحن الطائفي المتجدد منذ ثلاث سنوات، وتقوده جهات مرتبطة بدوائر نفوذ يعرف الجميع خلفياتها واهدافها ومقاصدها الحقيقية ما لم يلجم جماحها الفالت قانون رادع ومحاسبة جادة.
يجب أن تحفظ بيوت الله من عبث العابثين ممن يستخفون بمشاعر الغيارى على الدين من ابناء البلد... على ان هذه الغيرة على بيوت الله شملت كل مساجد البلاد، وشاهدنا كيف هب البحرينيون لاعادة تعمير وتشييد المساجد المهدومة، لكنها في حالة مقام صعصعة تتضاعف ويتعمق الاحساس بقصدية النيل والاستهداف الطائفي. يجب أن نتذكر أن كل مقامات أهل البيت (ع) في مصر الكنانة مقامات موفورة الإكرام والتعظيم والإجلال في بلد أغلب أهله شافعيو المذهب، وهي مقامات لا تشرف عليها جهة شيعية، ومع ذلك هي في أيد أمينة ومؤتمنة، في بلد الازهر الشريف والحفّاظ والمقرئين، والشيخ السيوطي ومحمد عبده وعبدالباسط عبدالصمد.
اذا كانت المساجد التابعة لادارة الاوقاف الجعفرية لا تتوفر لها الحصانة الكافية التي تحميها من التدمير والاستهداف من بعض الأطراف التكفيرية المخربة (لم تتمكن الجهات المختصة من تعقب المتورطين في هذه الاعتداءات بعد)، فيجب التفكير في مخرج حقيقي وعملي يحفظ للبلد أمنه واستقراره الاجتماعي عبر الحفاظ على دور العبادة والنأي بها عن تداعيات الصراع السياسي الدائر.
يأتي هذا الاستسهال في جرح مشاعر الناس الدينية في سياق حرب نفسية لا شيء فيها أخلاقي بالمرة، سلاحها «البروباغندا»، أي التلفيق. وتقوم «البروباغندا» على مجموعة من العناصر، أهمها تعزيز الخوف والمخاوف، وإثارة الغرائز، وتحفيز المواطن على العنف، واستغلال أقوال النقاد في مديح النظام، والبحث الدائم عن «كبش محرقة» يلقى به إلى النار.
تلك كانت الغصص، أما المعضلة، فهي أن استمرار الأزمة في الوضع السياسي بكل سكونيته وجموده، هو ما يفسح المجال واسعاً الى الطفيليين من كل الاطياف والمذاهب للاستنفاع من جراحات الناس واحزانها، خوفاً وطمعاً وهو ما يؤدي بالضرورة الى هتك النسيج الاجتماعي واستشراء مظاهر النميمة السياسية والبهتان الديني وانتعاش لغة التخوين والتكفير وسيادة منطق الاقصاء وبالتالي يصبح لديك مجتمع ينخره الفساد وتتآكله الكراهية، لا احد يثق بأحد والكل يتربص بالآخر للانقضاض عليه في اللحظة المواتية.
إقرأ أيضا لـ "وسام السبع"العدد 4259 - الإثنين 05 مايو 2014م الموافق 06 رجب 1435هـ
اكثر من ثلاث غصص واكثر من معضلة لكن......
مع كثرت الغصص والمضلات نقول ونكرر يرونه بعيدا ونراه قريبا
اتفق
اتفق معك
مقال جميل
مقال جميل واسلوب رائع ،، سلمت يداك استاذ وسام
أهل مصر
توضيح بسيط للاخ وسام... اهل مصر غالبهم على مذهب ابي حنيفة... فهم أحناف في الغالب والمذهب الحنفي هو المذهب الرسمي في ارض الكنانة
شكرا جزيلاً...
مقال
مقال ف الصميمً...شكراً للكاتب المحترم ع الرسالة الموجهة ال كافة الشعب.
ابو حسين
المشكلة ان هدة الفئة تعطي نفسها حق الوصايا على الناس في معتقداتهم
وتاريخهم الموثقة لديهم وهدا حق كافة البشر عقلا ومنطقا وهدة الفئة لها الحق
في توزيع صكوك الجنة والنار على الناس يا اخي من يحترم عقائد الناس تحترمة
وتقدره الاخرين هولاء من شوه الاسلام الاصيل
المختار الثقفي
لا نستغرب ولا نتعجب من أمثال هؤلاء الذين وصفهم الإمام الحسين عليه: الناس عبيد الدنيا، والدين لعق على ألسنتهم يحوطونه ما درّت معائشهم، فإذا محّصوا بالبلاء، قلّ الديّانون.. أعتقد أن امثاله مستعدن لان يهدموا الكعبة (استغفر الله) من اجل تسقيط وتسفيه معتقدات الاخرين على حساب كسب فتات الفتات من رأس مال الدنيا وارضاء لعبد مثلهم.. فها هم يتصارعون في سوريا وافغانستان ويقتلون بعضهم البعض باسم الدين وأي دين .. دين الإسلام والسلام..
الغصة الرابعة!
#الشهيد_عبدالعزيز_العبار مكبّل لليوم الـ 19 ؟!
لمادا خرج من مكة المكرمة وقبلها افغانستان
السؤلل لمادا خرج من مكة المكرمة وقبلها لفغانستان ؟. ادا لم يملك الاجابة فعليه ان يسال من يكبره من اخوته وخاصة خروجهم من مكة المكرمة فحاراتها تعلم ومبير الاخوة يعلم لكنه لن يحيب لان لا احد يهجر اطهر البقاع الا ..
هدهد
نعم يا عزيزي وسام هذه الغصص نتجرعها بمراره كل ما خرج علينا احدهم بهرطقات بل يريد ان يعلمنا ان ما تقومون به يعد شرك بحسب تفسيره الذي ابتناه بقوة الملاحضة والتفكير وكأنه يريد اعطائنا دروس آه من هكذا فكر دخيل
من المقصود ؟؟
من المقصود ؟؟
شكرا
كلام جميل .. شكرا للكاتب المميز
شكرا
شكرا لحضورك البهي
مقال رائع سلم قلمك
الرسالة المراد توصيلها انتم يا شبعة البلد كل مقدساتكم و رموزكم مهانة فلا دماء لكم معصوم و لا عرض محترم و لا مقدس مجل