العدد 4257 - السبت 03 مايو 2014م الموافق 04 رجب 1435هـ

صوت الحرية... غالٍ!

مريم الشروقي maryam.alsherooqi [at] alwasatnews.com

كاتبة بحرينية

أتسمعون صوت الحرية؟! انه غالٍ جدا! ولا يسمعه إلا الأحرار الذين لا يرضون بالعبودية، فصوت الحرية له ثمن باهظ، من خلال التعذيب والترويع والسجن والايذاء والتشهير والتهميش والمغريات، وفي نهاية المطاف ثمنه قد يكون زهق أرواح الأحرار!

أحدهم يقول انه حر، وما هي الا مجرد حرفين يضعهما على لسانه، اذ تجد تصرفاته وكتاباته تدل على العبودية بجميع أشكالها، وهذا ينتقص من شأنه وشأن محبيه ومن يصدقونه، وبالتالي لا يسمو ذاك المجتمع الذي يغني فيه العبد بالحرية، ويعلم بأنه بعيد أبعد الحدود عنها.

ماذا أصاب بعض الناس في تنازلهم عن الحرية؟! هل من أجل الفتات؟! أم من أجل الشهرة؟! أم بسبب الخوف؟! أم ماذا؟! لأن من يضع الحرية فوق رأسه ويجعلها ميدانا في حياته، لابد أنه يعرف الثمن الذي سيبلعه في المقابل.

والحرية ليست لذواتنا فقط، بل هي أبعد من ذلك، فعندما نناضل في سبيل الحرية، فاننا نتكلم عن شعوب وأمم، لا نتحدث عن شخص أو شخصين، وربما شخص واحد يفقد حريته من أجل حرية الآخرين، ولنا في التاريخ مثال، لأن نيلسون مانديلا سُجن 27 سنة من أجل حرية شعبه ورفعة شأنهم، الى أن نال ما أراده.

قد تكون في ذاك السجن وتعيش حرا أبيا شامخا، وقد تكون حرا طليقا ولكنك مسجون من خلال تذللك وعبوديتك وصمتك عن الفساد والحق، وبين هذين الاثنين نعلم بأن التاريخ ينصف المسجون الحر لا الحر المسجون، لأن الأول لم يرضخ للطغيان ولم يرضَ بالذل، وأما الثاني فانه خنوع مطأطئ الرأس، لا حول له ولا قوة، ولا يصنع التاريخ، حتى ولو بين المجد في أفكاره وحركاته لمن حوله، اذ يبقى هو في الدون، أما طالب الحرية فانه يرفرف في أفق العزة والكرامة.

هذه الكرامة لا يعرفها الفاسد ولا المتسلق ولا المتمصلح، بل جل ما يعرف عن الكرامة اسمها، لأنه لا يستشعرها ولا يفهم معناها، فهو غارقٌ في العبودية وفي الخيرات التي تأتي من ورائها.

يا قارئ هذه السطور هل أنت حر أم عبد؟! هل قرارك بيدك أم بيد الآخر؟! هل يتم توجيهك كما تُوجه الأنعام، أم لك فكر حر ورأي طليق لا تقيده القيود؟! مع من أنت، مع الحرية أم مع العبودية؟! اختر لنفسك حياة تعيشها أنت وأبناؤك وأحفادك، من دون أن يقال عنك انك عشتَ عبدا ذليلا، وسيعيش أبناؤك وأحفادك من بعدك هذه العيشة!

يقول عنتر بن شداد وهو جاهلي وكافر حتى النخاع قبل 1400:

لا تسقني ماءَ الحياةِ بذلةٍ بل

فاسقني بالعزِ كأس الحنظلِ

ماءُ الحياةِ بذلةٍ كجهنمٍ

وجهنمٌ بالعز أطيب منزلِ

ما أكثر من يدعي العروبة ويتفاخر بها بتنكيس «العقال» أو التفاخر بقول الشعر، ولكننا نعلم بأن العروبة هي تلك الكلمات البسيطة لعنتر بن شداد عن الحرية والعزة والكرامة، فما أحوجنا الى أن نتفاخر بعروبتنا من دون تصنع، وبحرياتنا من دون سلب. الحرية لا توهب ولا تُعطى بل هي تُنتزع انتزاعا بأغلى ما يملكه الانسان.

إقرأ أيضا لـ "مريم الشروقي"

العدد 4257 - السبت 03 مايو 2014م الموافق 04 رجب 1435هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 31 | 3:39 م

      مقال رائع

      سلمت أناملك المبدعة يعطيش ألف عافية

    • زائر 30 | 12:28 م

      اكبر محاولة استعباد

      جفنه هدم المساجد في البحرين بسبب شنو؟!! اترك لكم الجواب!! جفنه ناس تنضوي في بيوتهه وجفنه مسيلات دموع تنقط في البيوت والناس نايمه بسبب شنو؟!! الجواب لكم جفنه مراهقين داخل السجون ويطلع من السجن معقد بسبب شنو ؟!! جفنه الظلم والفصل التعسفي وإعلان فرص وظيفيه في دول اجنبيه وفي بحريتيين عاطلين شنو السبب؟! اعتقد الجواب عندكم!! محاولة اسعباد ومحاولة فرض الاستعباد ومحاولة فرض السلطة وعدم معارضتهه يعني مثل صير نعامة وخل راسك في التراب ويا اختي هاي شي واقعي وملموس وللأسف في ناس تبارك هالشي !!

    • زائر 29 | 9:56 ص

      مع الحرية ..

      شكراً للأستاذة مريم الشروقي على هذا المقال الرائع النابعه كلماته من صميم القلب ..
      الحرية و الحقوق تتنزع و لا تعطى .. و شعب البحرين الحر الأبي مستمر حتى ينتزع حقوقه و ينال حريته .. مهما فعل الظالم و الطاغية من ظُلمٍ و إجرام ..

    • زائر 27 | 7:55 ص

      يا سلااااام

      هيهات منا الذلة يمكن ناس تسمعها وتتخلى عن معناتهه كونهه انقالت في مسيرات ولكن المعنى الحقيقي لهالكلمه هو في قلب كل حر في العالم من شيعي سني مسيحي يهودي الكلمة كلمة الحر ضد الاستعباد فأتمنى الناس تفهم معناته قبل ما تكره هالكلمة بسبب انقالت في مسيرات او مظاهرات او اي شي لان في الأساس كل انسان حر شريف غير مستعبد ما يرضى بغير الحريه وهيهات يفرط فيهه حتى الموت ما يخليه يستغنى عن هالكلمة وشكرا اختي عل هالمقال

    • زائر 26 | 7:52 ص

      العبوديه

      االمشكله مو بس في المستعبد المشكله في الي يستعبد الناس ويستعبد فكرهم ويطغي عليهم بقوتة مثل ما نجوف في ايامنه من الانظمه الي لما الناس طالبت بعيشه كريمه وحريه عشان المرسي زرعو بينهم الفتنن وخلت الناس تكون مشغوله فيهه وللأسف بعض الناس راضين باسعباد هاذي الانظمه وراضين وساكتين!! وللأسف الادلة واضحه وضوح الشمس والاستعباد واضح ولكن ما في شي متغير وقلنه في من ((يرضى يعيش بذل ومن يرضى يموت ول يكون مذلول))

    • زائر 25 | 7:46 ص

      اختي العزيزة

      العبوديه مو لون !! فمثل ما تكرمتي وقلتي عن الحريه نقول بعد ماكو شخص ما يبي الحريه ولكن في شخص ممكن يتنازل للذل وفي شخص يموت ول يكون مذلول ! والناس درجات من القوة للأسف في بعض المبادئ ما ممكن الانسان يتنازل عنهه ويذل والي نجوفه في الواقع ان الناس يذلون وراضين عل الذل وعايشين حياتهم رأسهم بالتراب وكلنه نعيش تاريخ يرتفع صوت الحريه بالمقابل من يحارب الحريه !!

    • زائر 24 | 6:31 ص

      هناك سببان للعبودية

      الأول التملق والنفاق لزيادة الرصيد وكأنه سيحمل هذا الرصيد للقبر ثانيها التعود لأن الإنسان يولد حرا فإذا أعجبته الحرية أحبها وسعى لها وإذا أعجبه الذل والهوان وتقبيل الأيدي والأحذية تعود على ذلك مقابل المال تأسيا كرامته وعزته وكل همه يزيد من رصيده الذي سيتركه فيعيش ذليلاً ويموت ذليلا أما الحر فيعيش عزيزا كما خلقه الله ولا أنسى المقولة الشهيرة لأحد الصحابة ( متى استعبدتم الناس وقد ولدتهم أمهاتهم أحرارا) وشكرا لك يا حرة

    • زائر 23 | 6:29 ص

      الحر

      الحر هو الذى يطيع الله فى كل تصرفاته ولايكون مصلحشيا على حساب غيره الحر لازم مايخاف الى من الله ويكون شجاعا فى وجه الظلمه واخيرا نحن شعب الثورة لن نركع الى لله فهمتون ياظلمه والله ياخد الحق المسلوب وشكرا ياكاتبه والله يحفضش

    • زائر 21 | 6:15 ص

      سلام مريم الله خليج وفيت وزود

      الله عليج يامريم الله يحفظج من شر الحاقدين

    • زائر 20 | 5:57 ص

      يوزى ياوفاء الله يهداك

      وبعدين من هالكتابات مابتخلص الله يخليج

    • زائر 19 | 4:08 ص

      ما الفائدة

      اذا شخوص يعتبرون انفسهم احرار و لاكن لا يقولون كلمة حق اغلب من يخرج طالب الحرية يعرف انة منقاد او خارج لحقد في نفسة فاين الحرية

    • زائر 17 | 3:41 ص

      العبودية لله

      عجبت لمن ولدته امه حرا كيف يكون عبدا لاصنام الدنيا يبيعون ويشترون به بدراهم معدودة وكيف يقبل ان يكون عبدا ممسوخ العمل والأراده مترديا برداء الذل من اجل فتات الدنيا يجود بها السيد على العبد ثمنا لتك الحرية المسلوبه والخنوع الدائم،فالحرية لايعرفها الا الاحرار وان غيبو فى غياهب السجون المظلمه والعبوديه لا يعرف عارها الا من لبس ثوب عارها فهى خزى فى الدنيا قبل الاخره.

    • زائر 16 | 3:32 ص

      العبودية

      العبودية ربيع الموالاة وخريف الاحرار.

    • زائر 15 | 2:38 ص

      اثلجتي صدورنا

      الحر يبقى حرا كان في السجن او الغربى او البلد و العبد يبقى عبدا حتى و ان اعتلى الجبل

    • زائر 14 | 1:57 ص

      الساكت عن الحق

      انظري للزائر رقم 1

    • زائر 13 | 1:44 ص

      تحياتنا عزيزتنا مريم

      ( من يعيش بخوف لن يكون حرا أبدا ) ، ( ليس هناك من هو أكثر بؤسا من المرء الذي اصبح اللاقرار هو عادته الوحيدة )) لدينا مما قلتي كثير من عاشوا بالعبودية وان تظاهروا بكتابات براقة لكنها موجهه للجهة التي اغدقت علية وهناك ممن اعتلى منبرا وتفاخر بتلك الكلمات الرانانة عن الحرية وهو اسير لمن وجهه واسير فئته وطائفته وهناك ممن علق ربطة العنق الانيقة لكن داخله خوف من كلمة الحرية وهناك من انكس العقال على الشماغ الناصع البياض لكن داخله خوف من ان يقال عنه انه حرا والعبودية اخذت منه مأخذا .

    • زائر 12 | 1:10 ص

      قناص

      صح لسانك وسلمت اناملك الطاهرة يا بنت الاصول واما من يتفاخرون بالعروبة فهؤلاء هم المستعربة الذين يتسلقون على اكتاف ابناء هذا الشعب الطيب المسالم كما هناك عبيد يشعرون في قرارة انفسهم بأنهم عبيد اذلاء وهذه هي صفتهم منذ الولادة لأنهم ولدوا بهذه الصفة الجبانة .

    • زائر 11 | 1:06 ص

      مقال رائع

      سلمت أناملك يا بنت الشروقي

    • زائر 10 | 12:58 ص

      انت رمز الحرية

      مقالك اليوم من اروع ما كتبتي لكن هل تعتقدين ان العبيديرون انهم عبيد غير أحرار و مقيدين في الكلمة وفي الرأي أنا لا اعتقد انهم يشعرون بالمذله لأنهم هم من وضع نفسه في هذا الموضع ولا يرون في ذلك اي غضاضة شكرًا لك وفقك الله

    • زائر 9 | 12:47 ص

      ذكرتيني بزميلي في العمل

      زميلي يقول انه معارض لسياسة الحكومه ولكن هو لا يوءيد الانتقال الى الديمقراطيه ولكن هو يريد ان يعيش عبد لاسياده لانه عندما تتكلم عن المجرمين والمفسدين ياتيكم الجواب سريعا ب كلمتهم المشهوره (خط احمر). اما بخصوص عنتر بن شداد. اعتقد يا اخت مريم جهنم لا يوجد بها عز بل. كلها ذل ؟!

    • زائر 8 | 12:44 ص

      الحرية

      الحرية لا توهب ولا تُعطى بل هي تُنتزع انتزاعا بأغلى ما يملكه الانسان

    • زائر 7 | 12:33 ص

      ثمن الحرية

      شاهدت فيلما وطنيا ملخصه قوات الأمن المستعمرة لدولة عربية تقبض على مناضل وتطلب منه الإفصاح عن أسماء أصحابه المناضلين وتجمعه في غرفة مع أم تركت وليدها وتاجر وفتاة شابة عذراء وشخص آخر وتهدده بقتل شخص كل يوم أمام عينيه ان لم يفصح عن الأسماء وكاد ان يستسلم ولكن هؤلاء الناس المحجوزين توسلوا له أن لا يفصح وأن أرواحهم فداء لوطنهم مهما كانت ظروفهم هذه هي الحرية وشتان بينها وبين العبودية

    • زائر 6 | 12:17 ص

      العبيد انواع

      اختلف الأسياد والعبودية واخد ، فهناك عبيد الدينار وهناك عبيد العلماء وهناك عبيد القبيلة وهناك عبيد الغرب وهناك عبيد الشرق ، الله يحررهم جميعا.

    • زائر 5 | 11:12 م

      نعم لحرية قول الحق

      لكي رفع العقال يا صاحبة القلم المجاهد (مريم العز) فنرى من طلب الحرية قد هجر الوطن لدولة مجاورة وهذا اضعف الايمان ! فتلك عوائل كريمه قد رحلت وأخرى تشد الرحال بينما من بقي مطالبا بالحرية داخل الوطن مواجها للظلم قد زج به داخل السجون لقوله الحق لقوة الايمان ! وعدم النزوح وترك الوطن للغير من المستوطنين والمتمصلحين حتى تحين ساعة الصفر ! ويتضح من هو المنتمي لهذه الارض الطيبة والسلام لكل الاحرار وشكرا .

    • زائر 2 | 10:45 م

      شكرا يابنت الأجاويد

      أنتي حرة ورحم الله أب وأم أنجبوك
      ومثلك عملة ناذرة في هالزمن ها
      لأغبر أبقي على كلمة الحق والله
      هو الناصر ومنصورين والناصر الله.

    • زائر 1 | 10:41 م

      عبد علي البصري

      الله عليك يا مريم الشروكي الله عليك . الاحرار ما قادتهم الحريه الى النجاه في الدنيا والآخره , العبيد ما قادتهم عبوديتهم للذل والخزي في الدنيا وفي الآخره عذاب النار .
      الحريه يجب ان لا تكون للحمير فيعيثوا في الارض فساد ,

اقرأ ايضاً