حذر الكثير من العاملين والمحيطين في الحوزات العلمية في النجف وكربلاء قوات التحالف من مغبة إثارة الفتنة بين الشيعة انفسهم، وقال السيد مهدي الكربلائي الذي تعرض لمحاولة اغتيال إن هنالك جهات سرية مدعومة من اطراف قوية تحاول اثارة الفتنة العمياء بين الشيعة انفسهم، وطالب جميع العراقيين بالانتباه جيدا إلى ما يحاك لهم في الخفاء لاشعال لهيب هذه الفتنة.
ورفض الكربلائي تحميل أية جهة عراقية مسئولية هذا الحادث، ملمحا إلى ان اندلاع اعمال العنف بين الشيعة سيخدم توجهات جهات تنتظر هذا المناسبة لمواصلة الاحتلال للبلاد.
وكانت حادثة اغتيال الشيخ الكربلائي الذي يعتبر واحدا من المقربين لاكبر مرجع ديني في النجف السيدعلي السيستاني قد اثارت غضب واستنكار اهالي المدينتين وعموم الشيعة في العراق، وقد حمَّل الكثير من المراجع القوات الاميركية مسئولية هذه الحادثة وغيرها من الحوادث التي تعرضت لها بعض الوجوه الشيعية في النجف وكربلاء وبغداد والبصرة، ملمحين إلى ان هذه القوات التي تقف وراء تلك الحوادث بغية إثارة القتال والانقسام في الصف الشيعي وإضعاف المرجعية الدينية ليتسنى لها ان تبسط سيطرتها الكاملة على البلاد وتقلل من صوت المطالبة برحيلها المبكر.
تعتبر التيارات الشيعية حاليا اكبر واقوى التيارات السياسية في البلاد، ولديها امكانية استيعاب وتعبئة آلاف المقاتلين فيما اذا اختارت طريق المواجهة مع قوات الاحتلال، ولكنها لحد لآن تمارس اسلوب الكفاح السلمي الذي يتضمن تسيير مظاهرات الاحتجاج ورفع المطالب الشعبية إلى الادارة المدنية والاستفادة من صلوات الجمعة لتوجيه الرأي العام العراقي باتجاه تشديد الضغط السلمي للاسراع بانجاز الانتخابات واعداد الدستور واقامة حكومة منتخبة ورحيل القوات الاميركية والبريطانية عن العراق.
وربما يعتبر تيار السيد مقتدي الصدر أكثر التيارات الشيعية تصلبا في هذا الخصوص الأمر الذي أثار قوات الاحتلال اكثر من مرة على هذا التيار، وحاولت هذه القوات اعتقال الصدر، ولكنها تراجعت بعد ان شعرت ان ذلك يثير الشارع العراقي عليها في ظرف هي احوج ما تكون لكسب ود هذا الشارع
العدد 425 - الثلثاء 04 نوفمبر 2003م الموافق 09 رمضان 1424هـ