لا يبالغ من يعتبر أن مستقبلنا يمكن استطلاعه من عدد ونوعية المكتبات العامة والخاصة المتوفرة في البلاد. فالمسلمون عندما كانوا في مقدمة الأمم كانت مكتباتهم هي الاكبر وكانت عامرة بمختلف العلوم، واليوم تتصدر الدول المتقدمة كل دول العالم في نوعية وفي عدد الكتب الجديدة التي تنشرها سنوياً، وفي عدد المكتبات وبيع الكتب وفي مكانة الكتّاب والمثقفين والمؤلفين والروائيين والشعراء والأدباء والفنانين.
ولهذا السبب اختارت منظمة «اليونيسكو» يوم 23 أبريل/ نيسان من كل عام للاحتفال باليوم العالمي للكتاب وحقوق المؤلف، وتم اختيار هذا اليوم كتاريخ رمزي؛ لأن في هذا التاريخ من العام 1616 توفي وليم شكسبير، كما توفي ووُلد في هذا اليوم (بالصدفة) عدد من كبار الأدباء في أنحاء العالم.
«اليونيسكو» أرادت أن تعبِّر عن تقديرها وتقدير العالم أجمع للكتّاب والمؤلفين، «وذلك عن طريق تشجيع القراءة بين الجميع، وبشكل خاص بين الشباب، وتشجيع استكشاف المتعة من خلال القراءة، وتجديد الاحترام للمساهمات التي لا يمكن إلغاؤها لكل الذين مهّدوا الطريق للتقدم الاجتماعي والثقافي للإنسانية جمعاء».
المجتمع المتعلم أفسح المجال إلى بروز المجتمع المعرفي، والاقتصاد المعرفي، وهذا القطاع من الاقتصاد لا ينمو ولا يقوى إلا مع وجود الكاتب والكتاب والناشر والقارئ، وقد اعتبر الإعلان العالمي لحقوق الإنسان في المادة 19 حق الإنسان في التعبير ركناً أساسياً من منظومة الحقوق التي تميز البشر عن غيرهم من المخلوقات. وعلى هذا الأساس فإن القانون الدولي لحقوق الإنسان يعارض اعتقال أي شخص بسبب التعبير السلمي عن رأيه، وعلى هذا الأساس فإن الدول المتقدمة والتي تحترم نفسها ويحترمها العالم لا يوجد فيها سجين رأي واحد، ولا يسجن فيها معارض سلمي واحد.
بل العكس، إذ إن السجون - في معظم البلدان - تمتلئ بمن ارتكب جرماً جنائياً ضد الآخرين (وليس بالسياسيين وأصحاب الرأي)... وفي العادة تجد أولئك السجناء لم يحظوا بتعليم جيد. وقد أشار أحد الكتّاب إلى أن نقاشاً دار في مدينة نيويورك حول خطة المدينة لزيادة عدد السجون في المستقبل (بعد 15 عاماً)، وقد اتفق المتناقشون على إحصائية تقول إن نسبة الزيادة في السجناء مستقبلاً تعادل نسبة الأشخاص البالغ عمرهم 10 و11 سنة، ولكنهم لا يستطيعون القراءة. هذا يعني أن الصغار الذين لا يستطيعون القراءة (حالياً) سيكبرون ليسلكوا طريقاً غير سليم، في الجريمة وغيرها مما يرسلهم إلى السجن في نهاية المطاف.
القراءة الحرة والمتنوعة مسئولة عن تطوير الخيال الإنساني، ومسئولة عن تصور الأحلام وتحقيقها، ومسئولة عن الابتعاد عن ما يصيب الإنسانية بأذى. قراءة الكتب هي المفتاح للمستقبل، وهي مقياس لتقدم الأمم، وعلينا أن نشجعها ونفتح المجال أمام صناعة النشر والطباعة والمكتبات بما يطلق الطاقات الابداعية نحو المستويات العالمية في العطاء والأداء.
إقرأ أيضا لـ "منصور الجمري"العدد 4246 - الثلثاء 22 أبريل 2014م الموافق 22 جمادى الآخرة 1435هـ
تعليقي بالختصر ...
شكرا لك يا د. منصور على المقال المهم.
> معاشات (رواتب) ما كفي .. حتى تشتري كتاب عدل ... وصل الظلم في البحرين و الوطني العربي حد لا يصدق من الفساد و هذا مخطط العولمه على الشعوب المسلمه.. وخصوصن إسرائيل .. تريد هكذا.
.... إلى إلخ.
ليس عذر
اذا قرأنا في سيرة الماضين نرى انهم كانو يعيشون في ظروف اقسى واشد من ظروفنا،وكانو يقرأون ،ولم يضعوا الظروف القاسية مبرر لهم.
confused business age
لا يمكن فهم صحة الأمور في العصر الرقمي الذي يتسم بتجارة التشويش على الأفكار والقناعات إلا بالقراءة واكتساب الفهم والوعي من المصادر العملي المتعددة الموثوثة.
في السابق : دراسة تقول التدخين ضار على الصحة ودراسة أخرى مدعومة من الشركات التدخين يعقم الفم.
في العصر الرقمي الحاضر هناك متناقضات كثيرة ينتجها المنتفعين بعد زخرفتها بالإبداع الظاهري مع أنها لها مخاطر كبيرة على صحة الإنسان والكائنات الحية ومثالا على ذلك التقنيات الاشعاعية اللاسلكية فائقة الدقة
تصحيح
المصادر العلمية المتعددة الموثوقة
القراءة
تعتبر القراءة معيار تقدم الامة أو تاخرها فالشعوب التي تقرأ تدل على مدى رقيها وهي السبيل الى التقدم السريع ...
9
كلام منطقي دكتور .. بس التوقيت مو مال قراءة كتب ورقية .. مال قراءة واقع مأساوي .. يعيشه الوطن والمواطن .. لا مستقبل للقراءة في ظل ظروف قاهرة تحكم بالنار والحديد .. نأمل ان يأتي اليوم الذي يقرأ فيه الاجيال كتب سطرتها عزيمة ابطال هذا الوطن .. وقريبا ان شاء الله .
ما في وقت للقراءة
صار لا يوجد لدينا وقت للقراءة ، نلهث وراء الدنيا سريعاً كي لا تسبقنا ، واذا وجدنا بعض الوقت فإنا نعتمد على قراءة الأفكار القصيرة الملتقطة ، في تويتر وفيسبوك وواتس آب ، نقرأ سطر سطرين وخلاص نقعد نجادل بهذه الأفكار في المجالس ونعمل من أنفسنا مفكرين زماننا ، مع العلم بأن أغلب هذه الأفكار الملتقطة إما إشاعة أو كذب أو هراء أو تضليل إعلامي ...
شبابنا
ما هو المتوقع من شباب لا يقرأ وقد كفر بكل شئ ؟
قبل كل شيئ
بداية أتوجه بكل الشكر والتقدير لكم ولكل المنتسبين لصحيفة الوسط الموقرة والتي ننتظرها كل صباح بفارغ الصبر لمعرفة ما يدور في العالم الخارجي والمحلي لما تتميز به من المصداقية والحيادية في نشر الخبر وإعطاء جميع القراء حرية التعبير بما لا يخرج عن حدود المعقول كما أؤيدك في دور القراءة والتعبير الحر للفرد دون المساس بالآخرين وسجين الرأي يعتبر سجنه مخالفا للقوانين التي تكفلها له الديمقراطية الحرة ولك كل الشكر