موقف دول الخليج من إيران موقف يصعب فهمه وفي ذات الوقت يصعب هضمه؛ فمنذ بدأ قادة دول الخليج اجتماعاتهم منذ حوالي ثلث قرن وهم يتحدثون في بياناتهم الختامية عن جزر الإمارات الثلاث التي تحتلها إيران ويطالبونها بصوت واحد أن تعيد تلك الجزر لأصحابها الأصليين! ومنذ ذلك التاريخ وحتى الآن وإيران لا تقيم وزناً لكل تلك المطالبات، بل إنها تؤكد دائماً وعلى لسان كبار مسئوليها، أن الجزر لها وستبقى لها إلى الأبد، وأن ادعاءات وزراء الخارجية العرب لا أساس لها من الصحة!
والخليجيون استنكروا أكثر من مرة تصريحات بعض المسئولين الإيرانيين «المستفزة» التي أكّدوا فيها أن البحرين جزء من إيران ويجب أن تعود لهم! وفي مجال الاستنكارات المتتالية جاء استنكار تدخل إيران في العراق وسورية ولبنان واليمن، وكذلك في بعض دول الخليج الأخرى! ولكن هذه الاستنكارات بقيت على حالها وكأن إيران لم تسمع ولم تر، وكأن القوم يتحدثون عن شيء يقع في عالم آخر لا علاقة لها به من قريب أو بعيد!
نوع ثالث من الاستنكارات مارسه العرب، إلى جانب غيرهم هذه المرة، وهو استنكار قيام إيران بتخصيب اليورانيوم الذي يجعلها قادرةً على تصنيع قنبلة نووية كما يقال، لأن هذا النوع من القنابل سيهدّد دول الخليج كما سيهدّد العالم كذلك! وأيضاً مارست إيران لعبة القط والفأر مع هذا الملف، ففاوضت سنوات عليه ولازالت ولكن بدون تحقيق أي نتائج، بل إن أميركا وهي اللاعب الأهم في هذا الملف، بدأت تميل إلى جانب إيران، ما أغضب «إسرائيل» التي كانت تتوقع أن تقوم أميركا بضرب المفاعلات النووية الايرانية ولكنها لم تفعل.
والسؤال الآن: هل تُلام إيران على كل ما تفعله سواء مما سبق أن ذكرته أم من كثير غيره ترى أنه يصب في مصلحتها؟ الجواب على هذا السؤال سمعته من وزير الثقافة الإيراني الأسبق عطاء الله مهاجراني، في حوار جمعه مع عدد من المثقفين العرب، وقد سبقوه في الحديث عن جرائم إيران المتنوعة وأهمية الوقوف تجاهها بقوة! وعندما جاء دوره قال بهدوء: إنني أتفق معكم على أن إيران لها وجود في بعض الدول العربية وتعمل من أجل ذلك، ولكنني أود تذكيركم أن إيران دولة لها رؤيتها وطموحها، وتبحث عن مصالحها في كل مكان، ولكن بودي أن أسألكم: لماذا لم تفعلوا مثل إيران وتتحركوا في كل اتجاه من أجل مصالحكم؟ هل منعتكم إيران لكي تلوموها على ذلك؟ وقال: إنكم أقرب إلى الدول العربية من إيران، وكان بإمكانكم فعل الكثير لكنكم اكتفيتم بالكلام فلا تلوموا إيران!
كان مهاجراني محقاً فيما قال، فدولة الإمارات التي تؤكّد دائماً على أهمية عودة جزرها المحتلة، تقيم علاقات رائعة مع إيران، ودائماً يتحدث مسئولوها عن متانة علاقتهم مع جارتهم الطيبة إيران! وكان بإمكانهم رفع قضايا ضد إيران في المحاكم الدولية المختصة لإعادة جزرهم لكنهم لم يفعلوا! فهل يتوقعون أن يستعيدوا جزرهم بهذه الطريقة الحنونة جداً جداً؟
والبحرين استنكرت مراراً بعض التصريحات الإيرانية المعادية لها، ومن حقّها أن تفعل ذلك، ولكن ما فعلته غير كافٍ خصوصاً إذا قارنا بين موقفها من قطر وموقفها من إيران!
أما مسألة سورية فهذه حدّث عنها ولا حرج! فإيران تقف مع الحكومة السورية بقضها وقضيضها، وتعطيها المال والسلاح والرجال، بل وتطلب من حلفائها في العراق ولبنان أن يقوموا بالدور نفسه فيستجيبون لذلك. تفعل كل ذلك في العلن ولا تبالي بأحد، فماذا فعل الخليجيون الذين يشتمونها صباح مساء وينتقدون مواقفها باستمرار؟ لا شيء تقريباً! فمساعداتهم قليلة جداً، لم تستطع حماية الشعب السوري من الموت اليومي الذي يفتك بهم ويدمّر منازلهم، بل إنهم عجزوا عن تأمين الطعام والشراب لهم فمات الكثيرون منهم جوعاً أو عطشاً! كان بإمكانهم أن يفعلوا أكثر مما تفعله إيران، لكنهم لا يريدون ذلك ومع هذا يلومون إيران التي ترى أن مصلحتها في بقاء حليفها الأسد، لأنه هو الذي يسهّل لها سبل التمدد هنا أو هناك، فهل يحق لأحد أن يلومها وهي تسعى من أجل تحقيق مصالحها؟
إيران محاصَرَةٌ منذ حوالي ثلث قرن، ومع هذا طوّرت وصنعت كل ما تحتاجه من الأسلحة العادية والنوعية، وطوّرت قدراتها النووية كثيراً، كما اعتمدت على قدراتها الذاتية فيما تحتاجه من وسائل العيش الأخرى، وكان بإمكان العرب الذين ينتقدونها أن يفعلوا مثلها، بل وأفضل، لأنهم يملكون قدرات كبيرة تمكّنهم من القيام بكل ذلك، لكنهم لم يفعلوا شيئاً، وآثروا الاعتماد على غيرهم والذي قد يخذلهم في أية لحظة، فمن نلوم هنا؟ العرب أم إيران؟
إيران أوجدت لها نفوذاً في بعض البلاد العربية وتحرّكت نحو أفريقيا وجنوب آسيا للهدف نفسه، لكن العرب اتجهوا لفتح المطاعم الإيرانية، وكذلك شراء السجاد الإيراني يزيّنون به قصورهم وبيوتهم، أما الزعفران الإيراني فلا يكاد يفارق قهوتهم وبعض أطعمتهم الفاخرة! وبعد ذلك كله مازالوا ينتقدون إيران على ما تفعله ضدهم وهم بذلك ينطبق عليهم المثل العربي «أوسعته شتماً وأودى بالإبل!».
إقرأ أيضا لـ "محمد علي الهرفي"العدد 4245 - الإثنين 21 أبريل 2014م الموافق 21 جمادى الآخرة 1435هـ
عزيزي الكاتب يقول المثل
من ضحك اخيرا ضحك كثيرا ونخن العرب دائما نضحك في البدايه ولكن ايران استفادة من ضربات الموجعه لها من العالم في حرب العراقيه الابرانيه حاولت ان تعالج جروحها بلا مساعدات من احد فاستفادة من تجاربها
اتفق معك في القيل
دول عربية دعمت ارهبيين في سوريا ليس دفاعا عن الاسد بل مفاضلة بين سيئ و الأسوء
مقال مفذلك مرة اخرى
العرب الذين تقصدهم لا يمثلون الشعوب العربية...إنما يمثلون من اجلسهم على كراسي الحكم،فارادتهم لو كانت بأيديهم لحققوا التقدم والرقي والأزهار لهذه الشعوب،اما الخوض في موضوع سوريا وخسارتهم فيها كان رغما عن أنوفهم بالرغم من أمدادهم للعصابات بكل صنوف الدعم التي تأخذ من الاسلام واجهة قبيحة لتبرير قتلهم وفتكهم بالشعب السوري،اما ايران فهي دولة مثل كل الدول من الطبيعي ان يكون له مصالح،والسؤال هو اين مصلحة من يمثل اعداء الشعوب...اجب !
اسمع
اسمع ايها الكاتب الحقيقة هناك معاهده بين ايران ودول الخليج بين البحرين الى كانت فى ايدى ايران وتفقو دول الخليج ان ايران تاخد الجزر الثلاث ويستلمون مكانهه البحرين هناك معاهده وايران يوجد لدبها هادهه المعاهده لهدا الامارات لاتقدر ان ترفع قضيه على ايران الرجاء من الكاتب البحث عن الحقيقة قبل ان يكتب الموضوع الى كله غلط فى غلط والله ياخد حق كل مظلوم
قناص
هناك بعض الجهلة مشبعين بأحقاد الجاهلية الاولى انا ليس من المغرمين بأيران ولكني مغرم بألتطور الايراني من النواحي الاقتصادية والعسكرية حيث التطور السريع فنحن لدينا النفط منذ اكثر من خمسين عام ماذا فعلنا به ولكن عمر الجمهوري الايرانية لا يتجاوز أربعة وثلاثين عام عدا الحضر الاقتصادي والحروب التي خاضتها أصبح لها مصانع عتاد حربي ومصانع سيارات وقطارات ومفاعلات نووية وغيرها
بحريننا
مقال راااائع .. وكلام واقعي .. اشدخل الحقد الدفين في الموضوع الله يهدي بعض القراء بس ..
شكرا كاتبنا
الحقيقة ..
إنها الحقيقة و الواقع .. و مع النظر إلى الموضوع بعقلانية بعيدا عن الطائفية و الجهل تتضح الأمور و هي من يعتمد على شعبه و وطنه و النظام الديقراطي ..
اديك قلتها
ليس دفاعا عن ايران لأنها ليست بحاجة لدفاعنا وكما رمت بتصريحات المسئولين العرب عرض الحائط فهي ايضا تعول على الأقوياء وليس علينا ، لنقول يا استاذ بأننا محترفي فن الشتم والسب والقذف في الأخرين فقط خاصة ايران ولكن الفعل بعييييد عنا ، صنعوا اكبر ترسانة عسكرية لهم ونحن ايران مجوسية اكتفوا غذائيا ونحن ايران رافضية .
العزيز
مقال في الصميم يبين عجز سياسة حكام العرب وحكام الخليج في حربهم ضد إيران ، وإنتصار الجمهورية الإسلامية الإيراتية عليهم بجدارة وتقدم إيران وإعتبارها من الدول القوية جدا .
هذا مانراه
ماتفعله ايران هو الرقي بالشعب الايراني للافضل ......
الحسد العربي وجشع الحكام
تاريخ طويل يتمجد به العرب بقصائد اشعارهم وقصصهم المتوارثة فلا هم استطاعوا التطور ومجاراة مختلف العصور ولا تقدموا بشيء يستفيد ويفيد لا الانسانية جمعاء بل حتى انفسهم ولكنهم حاضرون فى سوح للقتل والتقاتل ومد الفتن وحبك المؤامرات على حتى جيران اخوتهم بعضهم ببعض وبذلك يصدحون انهم افضل امة اخرجت للناس والدين دين رحمة ومحبة وتسامح وسلام وتعايش بين قبائل بنى البشر وما ارسناك الا رحمة للعالمين وجعلناكم قبائل للتعارفوا كلها نقيض ما نعيش نحن امة جاهلة تذود عن علفها لاغير ونحسد الاخرين ماوصلوا له
خير امة
لتوضيح كيف تكون خير امة وهي تفتل بنت نبيها وسبطينها؟؟
المقصود خير امة هما اهل البيت عليهم السلام هذا هو التفسير الصيحيح
الفكر الخلاق هو الفارق
سيدي ان كل ما قلته صحيح عدا اننا لا نملك اكثر من ايران حيث انهم يملكون فكرا خلاقا بينما نحن نملك قكرا عدوانيا هداما لا ينتج الا الدمار وانضر الى القتل والتدمير في بلداننا العربيه. بن صالح
لاتستغرب
ان كنت تدري فتلك مصيبة وان كنت لا تدري فالمصيبة اعظم
فتح قلبك قبل عيونك ياالهرفي
وش هاالهريج من الصبح
سبحانك
الرجل كاتب مقال عصارة فكره، كيف يكون هرج صباحي؟؟؟
سبب
انت تتكلم عما يصرحه الاماراتيون عن علاقتهم بإيران رغم احتلالها جزرهم ،وعدم اصرارهم على استرجاع الجزر، لازم في سبب لذلك. الساسة لايصرحون بكل شئ. اما عن تطور ايران وتخلفنا ،انت قلته وعندك البحرين اكبر مثال. وبالله عليك هل سنتقدم وهذا حالنا.
لعلمك
كان هناك تسوية تبقى البحرين في ذاك الوقت مستقلة عن ايران وتتخلى الامارات عن مطالبها بخصوص الجزر
تقدم ايران
لا تقول حكومه تدعم و هالخرابيط ، حكومتهم لم تأتي الا بالتضحيات عشرات آلاف الشهداء من الشعب حتى سقط الشاه و مئات الآلاف من الشهداء قدمهم الشعب في الحرب المفروضه ، هذا غير آلاف الشهداء الذين رحلوا نتيجة التفجيرات في الداخل و عمليات الإغتيال التي تعرض لها قيادات و كوادر الثوره ، و الحصار الإقتصادي الخانق المفروض منذ 35 عام و لا زال و مع كل ذلك لا زالت ايران صامده
استاذ لا تكون ظالما في مقالك
الدول الخليجيه ساعدت بالمال الكثير اكثر مما تساعد ايران سوريا،،بس للاسف ساعدت للتدمير و الخراب،،و ارسلت المرنزقه للقنال و النهب الثروات السوريا
صحيح لا تكن ظالما
أستاذ لا تكن ظالما نحن دائما يتهموننا .....بإتباع ايران والآن كما ترى حتى العجم الشيعة ما يدافعون ويغارون على ايران أكثر منا نحن
كلام ماله قيمه وفيه نفس طائفي
ياعمي ايران دولة مسلمة والقنوات الفضائية خلت العالم الاسلامي المعتدل يشوف الحقيقه بين مذهب اهل البيت ومذهب التشدد والتكفير والقهر من ايران انها دوله اسلاميه حقيقيه وينكم ايام الشاه الدكتاتور محد يقدر يفج حلجه ويقول الدوله الصفويه والمجوسيه .. نفسكم الطائفي يفظحكم من اسلوب كتاباتكم انشمها من بعد ميل .. اطمئن دين محمد عليه الصلاة والسلام باقي الى يوم الدين ببركة رجال الله
أيران فوبيا
أيران توجهت الي تطوير نفسها بنفسها وتناست دعم دول الخليج أبان حربها ذات الثمان سنوات وتركتكم في مهاتراتكم التي لم تنتج ولم تعمر بلدآ من الناحيه العلميه
ماذا بعد
مسلوب إرادة ماذا تتوقع منه
أقصد دول الخليج صراحة
شبيهة بالكارتونية .
المشتكى
المشتكى لله سبحانه وتعالى. ايها الكاتب ان ماتكتبه هو مكنون الحقد الدفين في قلبك على ايران كيف تلوم وقوف ايران مع سوريا ولم تلوم تدخل المجرمين من كل اصقاع الارض لقتل وتجويع الشعب السوري. واذا انتم فاشلون فلما تلوم المبدعون
الأسهل
من السهل علينا ان تنتقد و ان لا نفعل. نحن امة السهل. الراحة هدفنا. العمل نجهله و نفضل ان يقوم به غيرنا. ما الضير من ذلك؟