نعيش نحن في القرن الـ 21، قرن التكنولوجيا والتقدم الرهيب في مختلف المجالات، هذا القرن المادي بامتياز الذي تحولت فيه كل الخدمات إلى أرقام وأموال تدفع، فلم يعد هناك شيء بالمجان.
لعل من أبرز ما نشرته الحضارة الغربية من خلال سيطرتها على مقدرات العالم في القرنين الأخيرين هو النظام الرأسمالي لإدارة كل مناحي الحياة، هذا النظام الذي يعلي من شأن المادة ويجعلها المحرك لكل الأنشطة وحتى الرياضية منها.
ولعل من فكر وأسس الأحداث الرياضية الكبرى من الألعاب الأولمبية إلى كأس العالم إلى البطولات العالمية المختلفة لم يدر في خلده يوما أن تتحول هذه الأحداث والمسابقات من أهدافها النبيلة العليا إلى الأهداف المادية البحتة، ولكنها ضريبة العصر الذي نعيش فيه بل ضريبة التطور الذي حدث فيها.
المفاهيم اختلفت كما الأهداف، وأصبح الربح التجاري البحت هو منطلق العمل الرياضي عالميا، حتى بات مفهوم الاحتكار هو المفهوم الرائج والمسيطر من قمصان الأندية وملابس المنتخبات وزجاجات الماء إلى إعلانات الملاعب والشاشات وصولا للنقل التلفزيوني الذي بات محتكرا تماما لقنوات تزوده لقاء مبالغ تزيد وتقل تبعا لأهمية الأحداث وتبعا للنطاق الجغرافي للخدمة.
هذا الاحتكار يعتبره أصحاب الخدمة حقا لهم نظير ما يقدمونه وما يصرفونه من مبالغ طائلة، في حين يعتبره المشاهد استغلالا لحاجته لهذه الخدمة.
وبين الحق والاستغلال جدل كبير، ولكن المؤكد أن كل الأحداث تسير إلى مزيد ومزيد من الاحتكار، وأن التطور في كل مناحي الرياضة والعقود الضخمة للاعبين والمنشآت الخيالية والنقل الذي يجعلك في قلب الحدث لا بد من تمويل له من جيوب الأغنياء والفقراء على السواء.
لم تعد الرياضة كما السابق، وإنما باتت سلعة تجارية مربحة تديرها شركات متعددة الجنسيات تقدم الخدمات وتأخذ مقابلها الأموال، فهي لا تبيع سلع هنا وإنما تبيع متعة وتسلية واثارة لا تقل عن مدن الملاهي وصالات السينما!.
وإن كنا على صعيد رياضتنا المحلية لم نبلغ بعد هذا المستوى من التنظيم التجاري لإدارة الرياضة التي مازالت تسير بعجلة الدعم الحكومي المحدود، فإننا بتنا نواجه معضلة كبيرة على صعيد الأحداث الرياضية العالمية ممثلة في الاحتكار التلفزيوني.
من يريد أن يشاهد عليه أن يدفع والتسعيرة يحددها قيمة الحدث ومقدار الطلب، هذا هو الشعار حاليا، فنحن في زمن لا مكان فيه للفقراء بل لا مكان فيه للرياضة بمفهومها الأخلاقي والقيمي وإنما هو زمن الرياضة بمفهومها التجاري البحت.
تفضل أنت في القرن الـ 21 قرن الحضارة الرأسمالية المادية التي دخلناها بإرادتنا أو مجبرين لا فرق، هل هي مشكلة الزمان أم هي مشكلة الانسان؟! يقول الإمام الشافعي:
نعيب زماننا والعيب فينا، وما لزماننا عيب سوانا.
إقرأ أيضا لـ "محمد عباس"العدد 4245 - الإثنين 21 أبريل 2014م الموافق 21 جمادى الآخرة 1435هـ
تبغى كل شئ ببلاش
أكوا مباريات مسخرة في بطولات الخليج ومشفرة بعد ، تبغي مباريات عالمية على قناة سبيس تون أو ام بي سي اكشن ، الحين الكورة تجارة مربحة
ايام زمان
لم تعد الرياضة كما السابق، وإنما باتت سلعة تجارية مربحة تديرها شركات متعددة الجنسيات تقدم الخدمات وتأخذ مقابلها الأموال ،
الله يرحم أيام أول الا جميع المباريات على القمر الأرضي ، بتعليق مجموعه من المعلقين العرب ، حتى قناة بحرين 55 كنت تنقل مباريات كأس العالم
تبا لرأسمالية