تعيش منتخباتنا الكروية العمرية في الوقت الراهن حالة من عدم الاستقرار في ظل «الفراغ» الذي تعيشه نتيجة قرار اتحاد الكرة بحل الأجهزة الفنية، وعلى رغم تأكيد نائب رئيس اتحاد الكرة للشئون الفنية ورئيس لجنة المنتخبات في وقت سابق أن تعيين وتشكيل الأجهزة لهذه المنتخبات لن يتعدى مطلع أبريل الجاري إلا أن شيئا من ذلك لم يتم لغاية الآن.

«الفراغ» الذي تعيشه منتخباتنا المختلفة لم يأت من حل الأجهزة الفنية فقط بل يتعدى ذلك نتيجة غياب البرامج التنموية التطويرية التي تعني وتهتم بشمولية العملية التدريبية الهادفة، وليس كما هو حاصل في الوقت الراهن بالاستعداد أو التحضير لمشاركات واستحقاقات خارجية تكون قريبة يضع لها الأجهزة الفنية المعنية برامج تخص المنافسات والتنافس بغية تحقيق النتائج الإيجابية.

المرحلة الماضية الممتدة خلال 4 أو 5 سنوات كشفت عن مدى حاجة اتحاد الكرة لمدير فني خاص ومتفرغ بصورة كاملة بالمنتخبات العمرية، وتكون مهمته إشرافية بحتة تعني بوضع البرامج التدريبية، على أن تمتد وتشمل مهمته بعض الجوانب والنواحي منها ما يتعلق بالتنظيم الإداري، وعلى سبيل المثال الإشراف على تنظيم مسابقات الفئات العمرية من خلال وضع البرمجة الزمنية للمسابقات ووضع النظام الخاص بها، بالإضافة إلى المشاركة الفاعلة في صياغة اللوائح والقوانين ونظام المسابقات.

مهام وعمل المدير الفني لن تقتصر وتبقى محصورة ببيت الكرة البحرينية، بل انها من الممكن أن تمتد لتشمل الأندية الوطنية للإشراف على العملية التدريبية فيها عبر زيارات مبرمجة ومستمرة بشرط وجود اتفاق مسبق بين إدارة اتحاد الكرة وإدارات الأندية، علاوة على الاجتماعات المتواصلة مع مدربي هذه الأندية لإطلاعهم على كل ما هو جديد في العملية التدريبية مع الإشارة إلى إمكانية إعداد التقارير لكل ما من شأنه أن يساهم في عملية التطوير لكرة القدم البحرينية.

المدير الفني الذي نريده يجب أن يمثل واحد من الأركان الأساسية في بيت الكرة البحرينية وعاملا مهما يؤثر في نجاحه، وحجم العمل الذي يحتمله المدير الفني ليس سهلا أو صغيرا، وعليه فهو بحاجة إلى كوادر تعينه وتساعده على تسيير العمل «موظفين» يحددهم هو وفق اشتراطات معينة.

ويمكن الاستعانة بالكفاءات البحرينية القادرة على شغر هذا المنصب وخصوصا أنها متوافرة وموجودة في وسطنا الرياضي وهي بحاجة فقط للفرصة، ولن أبالغ إن قلت ان كفاءاتنا التدريبية تشبه لحد كبير استاذنا ومعلمنا الكبير حسن الصباح الذي تواجد في منصب كبير ومهم بالاتحاد الآسيوي لكرة القدم عندما وصله بجهد وتفان في العمل وكفاءة قلما تجدها في «الخواجات».

ولا تقتصر الكفاءة البحرينية على الصباح بل هناك الكثير منها وعلى سبيل المثال المحاضر الدولي والمدرب الوطني فهد المخرق الذي يملك من الكفاءة الفنية والأكاديمية ما لا يملكه غيره وهو يسير على خطى الصباح بفضل طموحه الذي لا يتوقف، وهذه الكفاءة يجب أن تستغل قبل أن تندرس وتندثر وتغيب، ولا ضير أن أرشحه لمنصب المدير الفني لأنه قادر على القيام بكل ما ذكر أعلاه.

سؤال لاتحاد الكرة

لماذا لا تتم الاستعانة بمدرب وطني شاب طموح لقيادة واحد من منتخباتنا الوطنية «المتعطلة»؟، وعلى سبيل المثال عبدالعزيز عبدو هو مثال حي للمدرب الوطني الشاب الذي يملك طموحا لا حدود له، وهو يسير بخطى ثابتة نحو الوصول لأفضل المستويات الفنية وخصوصا أنه يملك خبرة تدريبية عالية وعمل في أكبر الأندية القطرية، وهو ما يدلل على كفاءته التدريبية.

قائمة أسماء المدربين الوطنيين لن ولم تقتصر على الأسماء السابقة فالقائمة طويلة جدا، إذ يتواجد على الساحة المحلية كل من عيسى السعدون وعدنان إبراهيم ومحمد الشملان وجاسم محمد وعلي عاشور وأحمد عيسى وعلي جعفر الزين وغيرهم من المدربين، وكل ما ينقصهم فقط هي الثقة والفرصة.