ترى ماذا ينتظر صناعة الطيران الخليجية التي تشهد نمواً متسارعاً في عدد الشركات؟
فبالأمس أعلن تأسيس شركة طيران خليجية جديدة تنضم إلى الشركات الكثيرة التي تزدحم بها سماء المنطقة.
وعلى رغم أن إنشاء شركات متناثرة في منطقة واحدة يبدو غريبا بعض الشيء في الوقت الذي تشهد فيه صناعة النقل الجوي اندماجات وتحالفات بين الشركات الكبرى في العالم لمواجهة التحديات المتنامية التي تواجهها هذه الصناعة، فإن هذه الشركات التي يعلن تأسيسها تباعا في الخليج لابد من أنها تؤسس بناء على جدوى ولكن ليس بالضرورة أن تكون هذه الجدوى تحقق أرباحاً في نهاية العام، وانما لجدوى سياسية أو اقتصادية يقتنع بها مؤسسو هذه الشركات.
فبحسب العاملين في هذه الصناعات هناك عدد من شركات الطيران الخليجية التي تأسست خلال الأعوام القليلة الماضية مازالت تعاني من خسائر طائلة بسبب السياسات التسويقية التي اعتمدت رفع مستوى الخدمات وخفض السعر ونجحت في تأسيس سوق خرجت من بعضها، مجبرة، الشركات التي لا تقوى على مجاراتها. بالطبع الشركات المتضررة تصف هذه الأجواء بأنها معاناة من منافسة غير صحية، ولكن من الواضح أن مؤسسي هذه الشركات لا ينظرون الى مسألة الربح والخسارة في موازنة الشركة فقط بل ربما هذه الموازنة ليست الا بندا خاسرا في موازنة موحدة لمجموعة أنشطة حققت بسبب هذا البند الخاسر أرباحا طائلة في بنود أخرى. الدول الخليجية التي سعت الى تأسيس شركاتها التي تعلم مسبقا أنها ستكون خاسرة كانت تهدف الى إنعاش الاقتصاد من قنوات أخرى تخلقها حركة السفر التي تتولد عن وجود الناقلة الوطنية.
وهنا يثار سؤال عن المستقبل الذي يترقب «طيران الخليج» الناقلة الوطنية لثلاث حكومات خليجية، والتي نهضت للتو من أزمات كثيرة عصفت بها لسنوات طويلة وكلفتها خسائر طائلة، ترى هل ستقوى على مباريات «تكسير العظم» التي تدور بين هذه الشركات الناشئة؟
ربما تكون الخطوة الأولى التي تضع «طيران الخليج» على بداية الطريق هي التخلص من «المحسوبيات السياسية» التي تطوّق أداءها والشروع في العمل على أسس تجارية تخلق لها وجها جديدا أمام مسافريها المرتقبين كما تأمل ادارتها الجديدة?
إقرأ أيضا لـ "هناء بوحجي "العدد 424 - الإثنين 03 نوفمبر 2003م الموافق 08 رمضان 1424هـ