العدد 4234 - الخميس 10 أبريل 2014م الموافق 10 جمادى الآخرة 1435هـ

داء السكر في سنوات المراهقة والشباب (1)

فيصل جعفر المحروس comments [at] alwasatnews.com

طبيب استشاري وباحث في أمراض السكري

تعتبر سنوات المراهقة من أهم وأصعب الفترات في متابعة وعلاج المرض المصابين بالسكر لما يصاحب هذه الفترة من تغيرات في النمو الجسمي ناتجة عن إفراز هرموني مختلف بالإضافة إلى التغييرات النفسية، وتطلع الشاب أو الشابة إلى خلق شخصية ذاتية والميل إلى الاستقلالية وعدم الاستماع بسهولة إلى إرشادات ونصائح الوالدين، وحب الخروج بكثرة من المنزل والميل إلى قضاء أوقات أطول وسهر مع الزملاء وتناول الوجبات خارج المنزل وعدم التقيد بالإرشادات الغذائية وعدم الحضور بانتظام لعيادة الطبيب. ونسيان أو رفض أخذ جرعات الأنسولين ويؤدي ذلك في كثير من الأحيان إلى صعوبة تنظيم السكر خلال هذه الفترة.

ومن ثم حدوث مضاعفات مثل الهبوط السكري وارتفاع السكري... وربما البدء في ظهور بعض المضاعفات المزمنة كتأثر العين والكلى؛ لذلك وددنا أن نجاوب في الصفحات التالية على بعض الأسئلة التي تخطر على بال الوالدين والمريض لمساعدة الجميع في تخطي هذه الفترة المهمة والطبيعية في حياة كل إنسان خاصة مرضى السكري.

هل يمكن لمريض السكر أن ينمو طبيعياً ويدخل مرحلة البلوغ بصورة طبيعية كبقية الأطفال؟

نعم، خاصة إذا كان المريض متابعاً لعلاجه بصورة منتظمة، أما إذا كان المريض لا يتابع علاجه بصورة منتظمة فإن ذلك يؤثر على نمو الطفل وربما يؤدي ذلك إلى تأخر ظهور علامات البلوغ أو بطء تقدم مراحله.

هل تأتي الدورة الشهرية بصورة طبيعية ومنتظمة للفتيات المصابات بداء السكر؟

نعم، تأتي الدورة للفتاة المريضة بداء السكر كبقية الفتيات إلا إذا كان هنالك عدم انتظام في العلاج فربما تتأخر الدورة أو تكون غير منتظمة... بالإضافة إلى ذلك ففي بعض الأحيان نلاحظ ارتفاعاً في نسبة السكر قبل بدء الدورة مباشرة نتيجة للتغيرات الهرمونية ويجب الانتباه لذلك.

هل يمكن لمرضى السكر الزواج وممارسة حياة زوجية طبيعية؟

نعم.

هل يمكن لمريضة السكر أن تحمل وأن تنجب أطفالاً طبيعيين؟

نعم، ولكن يجب استشارة الطبيب وأخصائي أمراض النساء والولادة لأن لعلاج السكر وتنظيم نسبة السكر في الدم قبل وأثناء الحمل أهمية كبرى في هذه الفترة، وذلك لأن عدم الانتظام في العلاج وارتفاع نسبة السكر في الدم يؤديان إلى تأثر الجنين وحدوث تشوهات خلقية وربما يكون حجمه متضخماً ويؤدي ذلك إلى صعوبة في عملية الولادة وإصابة الجنين بأمراض الجهاز التنفسي وغيره في الأيام الأولى بعد الولادة، ويمكن تحاشي كل ذلك بالعلاج المنتظم.

هل يحدث تغير في احتياج الإنسان من الأنسولين خلال فترة الشباب والمراهقة؟

نعم، فإن احتياج الجسم من الأنسولين يزداد خلال سنوات المراهقة للتغير الذي يحدث في الهرمون، وبالتالي ازدياد سرعة النمو، إذا لم تعطَ الجرعات الكافية يؤدي ذلك إلى ارتفاع نسبة السكر في الدم، وأنوه أنه لا يمكن استبدال الأنسولين بالحبوب في هذه السن كما يفهم بعض الناس.

هل هناك عوامل أخرى تساعد على عدم انتظام السكر في فترة المراهقة؟

نعم، يميل كثير من الشباب خلال هذه الفترة إلى عدم الانتظام في أخذ جرعات الأنسولين وربما ترك أخذ الأنسولين – وعدم التقيد بالإرشادات الغذائية بالإضافة إلى التغييرات النفسية والهرمونية والميل إلى تكوين شخصية استقلالية وعدم الاستماع بسهولة إلى إرشادات الطبيب والولدين – كل ذلك يؤدي إلى كثرة نوبات ارتفاع وانخفاض السكر – ويجب الانتباه إلى هذه المشاكل وحلها بصورة واقعية ومرضية.

إقرأ أيضا لـ "فيصل جعفر المحروس"

العدد 4234 - الخميس 10 أبريل 2014م الموافق 10 جمادى الآخرة 1435هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً