فقط في حوار لا يُراد له أن ينجح ترتفع وتيرة الانتهاكات من اعتقالات وما يرتبط بها من تجاوزات. فقط في بلاد يضع فيها المستفيدون من الكارثة والأزمة التي يمر بها البشر، أيديهم على قلوبهم خشية جدّيته وما يمكن أن يُفضي إليه. بالتأكيد لن يفضي إلى ما يشتهون بل ما يكرهون. ترى المكْر لا ينتهي ولا أفق نهاية له. المكر هو الديدن الذي يجد فيه أولئك استفراداً بكل شيء... أو هكذا يتوهّمون!
فقط في بلاد يستفيد من أزماتها وصوليون وانتهازيون -وفتّش عن السيرة– بحيث يُترك لأنصاف بشر وأشباه كتّاب، مواصلة الشتائم والطعن والتخوين والتجريح وتقسيم الشعب إلى أكثر من فسطاط لا فسطاطين.
فقط في أوطانٍ تعوّدت فيها مجموعة السرقة والفساد والقفز على حقوق الآخرين، لا يُراد للحلول أن تطل برأسها؛ عدا التوجّه والمساعدة في تحقّقها.
فقط في بلادٍ لا ترى في التمييز والطائفية بأساً أو باعثاً على إيقاظ الضمير ولو عن طريق الخطأ، (هل هناك ضمير أساساً؟) يُراد لهذه المتاهات التي لن ينجو منها أحد ألاّ تعرف طريقاً إلى نهايتها وتلمّس المخارج والحلول لها.
فقط في بلادٍ لا تريد للهامات أن ترتفع، وتريد لها أن تذعن وتنحني. كيف لأمة أن تسمو بفعلها، وتنتج في حركتها حين يُراد لمجموعاتٍ أن تدخل في حال انحناء بالمفروض عليها؟
فقط في بلادٍ يمكن للغريب فيها أن يكون «شهيداً»، بينما الشهداء الذين يقضون بأشكال شتّى من القتل يظلّون «إرهابيين»! فالآلة التي تغذّي ذلك لن يتم تشحيمها وتشحيم جيوب الذين من ورائها لو ثبت العكس! ولا يُراد إثبات العكس مهما كانت الكُلف، في المرحلة التي تشهد مساومةً وابتزازاً وتحريفاً و«تخريفاً» في الوقت نفسه، يطال الذين لهم موقفهم في الحياة لا الرؤية فحسب!
فقط في بلادٍ دأب إنسانها وفي وقتٍ مبكّر، بعينه التي ترصد، وضميره الذي يهتز، ومشاعره التي تتفاعل وتحزن وتبكي وتفرح مع حركة العالم من حوله، يوم كان الإنسان في محيط لا علاقة له بما يجري في العالم، ويُراد له أن يكون «جنْبْ الحَيطْ» كي لا يمسَسْه سوء «مِن بيْن أيديهم، ومِن خلفهم»!
فقط في بلادٍ، يتم صنع وتخيّل وفرض التاريخ على الناس، يُراد لإنسانٍ في بلادٍ كتلك أن يكون ممتنّاً للماضي الذي لا علاقة له به. الماضي الذي يُقدّم إليه باعتباره جزءاً منه، ولو لم يرَ أثراً يدل عليه إلاّ في الانشغال به، نأياً به عن المستقبل الذي يحدّد هو هويته وملامحه ومركزه منه.
لا يُراد لإنسان تلك البلاد أن «يفهم الماضي بوصْفه مجموعة من الاختبارات البشرية، خارج كل أسْطرة وكل نمْذَجة، في أفق من الحرية والاستقصاء المعرفي»؛ بحسب أدونيس؛ بل يُراد له أن يقبل بالاختبار الذي يفرض عليه من خلال تاريخ جاهز لا خيار له في أن يبحث عن سواه استجواباً ومساءلة!
فهْمُ طبيعة بلادٍ كتلك مُكلفة. وعدم فهمها أكثر كلفة. مُكلفة بالاستحقاقات التي يتطلبها ذلك الفهْم، سعياً وراء تغيير ما يسيء ويمتهن إنسانها، وأكثر كلفة بالنوم على الواقع كما هو بانحرافاته وشذوذه واستلابه لكل شيء، وليس الإنسان وحده!
جزء من الخريطة تلك البلاد؛ لكنها كالندوب بين بلاد الله الأخرى. إنسانها سجين تلك الخريطة؛ فيما الإنسان حركته وقدرته وإبداعه وتخيّله يتجاوزها بمراحل.
كأنها بلاد تلعب في الوقت الضائع. اللعب الذي لن يؤدي في نهاية المطاف إلا إلى خُسْران مبين. خسران الأثر الذي يمكن لها أن تتركه، والإضافة التي يمكن لإنسانها أن يحققها، لو أتيحت له الحركة ضمن الحق الطبيعي، وضمن تخليصه من ماضٍ يظل يطارده. ماضٍ لا ذنب ولا يد له في صنعه، علّه يكون أحد المنتسبين إلى المستقبل، الذي هو الآخر لا أثر يدل عليه في واقع بهذه العتْمة والبؤس!
إقرأ أيضا لـ "جعفر الجمري"العدد 4233 - الأربعاء 09 أبريل 2014م الموافق 09 جمادى الآخرة 1435هـ
و ما هو السبب الحقيقي؟
السبب الأول هو تكفير السنة للشيعة و تكفير الشيعة للسنة، بموافقة العلماء. يا أخي أطلبها من المسبب الأول، تنحل المشكلة!
فقط
فقط في البحرين لا غير وحصري
عندما يموت الضمير توقع كل شئ مخزي يحصل عندما يموت الضمير تموت الانسانية اذا بقّت لديهم انسانية
فلا تستغرب انت في البحرين
المختار الثقفي
لا فض فوك...
يا بلادا حجبت منذ الأزل كيف نرجوك ومن أين السبيل...
أسـراب انت أم انت الأمـل في نفـوس تتمنى المستـحيل...
(فقط في بلاد يستفيد من أزماتها وصوليون وانتهازيون -وفتّش عن السيرة– بحيث يُترك لأنصاف بشر وأشباه كتّاب، مواصلة الشتائم والطعن..).
أمثال هؤلاء قيمتهم هو ما يخرج من بطونهم فقط، إن كانت لهم قيمة اصلا؟
ابدعت
ابدعت استاذ جعفر