تعاظم اجتهاد برنامج الأمم المتحدة الإنمائي في رعاية الأطفال والشباب عماد المستقبل، وقد مثّلت «الاستراتيجية العالمية للشباب» للأعوام 2014-2017، إحدى المحطات البارزة في نشاطه الدؤوب؛ حيث دشّن البرنامج هذه الاستراتيجية في 31 مارس/ آذار 2014 في العاصمة التونسية، تونس، تحت رعاية وزير الشباب التونسي صابر بوعطاي، وبحضور الأمين العام المساعد للأمم المتحدة ومديرة المكتب الإقليمي للدول العربية في برنامج الأمم المتحدة الإنمائي سيما بحوّث، ومختصّين في الشأن الشبابي من 44 دولة ومكاتب برنامج الأمم المتحدة في المنطقة العربية وممثلي منظمات للأمم المتحدة، والمكتب الإقليميّ للدول العربية، فلماذا الشباب؟ وما أهميّة هذه الاستراتيجيّة العالميّة؟ وأين الاستراتيجية الوطنية للشباب بمملكة البحرين من هذه الاستراتيجية العالمية؟
يحظى الشباب باهتمام كبير على مستوى برنامج الأمم المتحدة الإنمائيّ، فقد شكّل العمل في شراكة مع الشباب أولويّة طويلة الأمد بالنسبة إلى اليونسكو، حيث كانت استراتيجية المنظمة مبنية على قاعدة برنامج العمل الدولي للعمل مع الشباب ومن أجلهم حتى سنة 2000 وما بعدها، وهي الخطة العالمية لسياسات وبرامج الشباب التي اعتمدتها الجمعية العامة للأمم المتحدة في العام 1995.
ونظراً لما يمثله الشباب كمورد بشري من أهمية قصوى في برامج التنمية، فقد ازداد اهتمام برنامج الأمم المتحدة الإنمائي بالشباب؛ إذْ وفقاً لتعريف الأمم المتحدة، يشكل الشباب الناس الذين تتراوح أعمارهم بين خمسة عشر وأربعة وعشرين عاماً، وهذا يعني أنّ ما يقارب 18 % من سكان العالم هم من فئة الشباب، إذْ أنّ هناك نحو 1.2 مليار شاب يعيشون في عالم اليوم، وسوف يزداد عددهم بنحو 72 مليوناً بحلول العام 2025.
وتؤكد تقارير الأمم المتحدة أنّ الجيل الحالي من الشباب هو الأكثر عدداً من أي وقت مضى في التاريخ. ولا يخفى على أحد أنّ الشباب هم أصحاب المصلحة الأساسية في جميع جوانب التنمية، وبالتالي، فإنّ طاقاتهم، ودوافعهم ورؤيتهم هي العوامل الأساسية للتغيير الاجتماعي الإيجابي. وقد تزايد الاعتراف الدولي مؤخراً بضرورة وضع الشباب في صميم جدول أعمال التنمية. أمّا في المنطقة العربية فيوجد السكان الأصغر سناً في العالم، ويفوق عددهم 100 مليون نسمة، وتتراوح أعمارهم بين 15 و29 سنة.
وتعتبر «الاستراتيجية العالمية للشباب» للأعوام 2014-2017 الأولى من نوعها على مستوى البرنامج بحسب ما صرّح به الممثل المقيم لبرنامج الأمم المتحدة الانمائي في البحرين بيتر غروهمان، ويضيف: «وهي تأتي تأكيداً على الاهتمام المتزايد الذي توليه الأمم المتحدة للبرامج الداعمة للشباب، وحرصاً على إدماجهم في العمل التنموي بشكل حيوي وفاعل». وأكّد غروهمان أن المنتدى المصاحب لتدشين استراتيجية الشباب يمثل فرصةً لالتقاء الكوادر المتخصصة والعاملين والمهتمين والمحللين للشأن الشبابي في مختلف الدول تحت سقف واحد، وذلك لمناقشة كافة القضايا والمبادرات الخاصة بفئة الشباب.
وأمّا اختيار تونس لإطلاق هذه الاستراتيجية، فقد جاء على لسان سيما بَحوث، الأمين العامّ المساعد للأُمم المتحدة والمدير المساعد، والمدير الإقليميّ للدُّول العربيّة ببرنامج الأمم المتحدة الإنمائي، حيث اعتبرت اختيار تونس لإطلاق هذه الاستراتيجية «خياراً ملهماً له إيحاءات دالة، فلا يوجد في العالم اليوم بلد أفضل من تونس التي يذكرنا شبابها بما يملكه الشباب عموماً من إمكانات لتشكيل مصائرهم. فمنذ ثلاث سنوات نهض الشباب التونسي، واصطف جنباً إلى جنب، ووقفت معه كافة فئات الشعب للمطالبة بصياغة عقدٍ جديدٍ بين الدولة والمجتمع، عقدٍ يحقّق الكرامة والعدل وتحقيق الذات، ويضمن التقدم لجموع الشعب».
وتركز استراتيجية الشباب العالمية للأعوام 2014-2017 على ثلاثة محاور رئيسية هي: التمكين الاقتصادي للشباب؛ والمشاركة الفاعلة في الشأن العام، إضافةً إلى بناء تقدّمٍ مرنٍ من شأنه الصعود بمستوى الفئة الشبابية الناشئة. وهي أهدافٌ تكاد تستوعبها الاستراتيجية الوطنية للشباب 2011- 2015 بمملكة البحرين والتي تمت بلورتها من خلال عملية شراكة بين برنامج الأمم المتحدة الإنمائي والمؤسسة العامة للشباب والرياضة، مع بعض التوسع حيث تدعو الاستراتيجية الوطنية للشباب إلى تعزيز ثقافة الانتماء إلى الوطن البحرين، وتؤكد على المستقبل المشترك لكل البحرينيين، وتمد الجسور بين التعليم والعمل، وتتطرق للتعليم المستقبلي بالتركيز على الربط بين التعليم والإبداع والابتكار، وتطوير المهارات من قبيل تكنولوجيا المعلومات.
والأكيد أنّ المؤسسة العامة للشباب والرياضة وهي تستعد لإطلاق استراتيجية وطنية للشباب ما بعد 2015 ستأخذ في اعتبارها، من بين ما تأخذ به، استراتيجية الشباب العالمية للأعوام 2014-2017، وذلك لمزيد المساعدة على ضمان تمكين الشباب وأخذ مساهماتهم بعين الاعتبار، قصد تيسير مشاركتهم ودعمها، والنأي بهم عن مظاهر العنف والانحراف، ذلك أنّ كل إهمال للشباب يسمح لبؤر التطرف والانحراف باستقطابهم وهو أمر لا تحمد عقباه.
إذاً، يشكل شباب اليوم عاملاً حاسماً بالنسبة لبناء مستقبلنا، لذا لابد أن تتوفر لهم الأدوات التي تمكنهم من تطوير إمكاناتهم الكاملة وتشجيعهم على إنجاز مشاريعهم وتشريكهم في التنمية المستديمة وفي الأنشطة التطوعية. ومهما قدّمنا لهم، فإنّه مايزال لدينا الكثير لنفعله معهم إذا أردنا بناء مستقبل مشرق لبلادٍ عمادها الشباب.
إقرأ أيضا لـ "سليم مصطفى بودبوس"العدد 4231 - الإثنين 07 أبريل 2014م الموافق 07 جمادى الآخرة 1435هـ
يحتاج الشباب
إلى علم
إلى أخلاق
إلى فرص
إلى تشجيع
إلى إرادة سياسية للخروج بهم من حالات الإحباط
ضروري
الاهتمام أكثر بالشباب
شكرا على المقال
شباب شباب
شعارات ولكن لا نرى شيئا في كل الدول العربية
نعم ما زال الكثير
إذاً، يشكل شباب اليوم عاملاً حاسماً بالنسبة لبناء مستقبلنا، لذا لابد أن تتوفر لهم الأدوات التي تمكنهم من تطوير إمكاناتهم الكاملة وتشجيعهم على إنجاز مشاريعهم وتشريكهم في التنمية المستديمة وفي الأنشطة التطوعية. ومهما قدّمنا لهم، فإنّه مايزال لدينا الكثير لنفعله معهم إذا أردنا بناء مستقبل مشرق لبلادٍ عمادها الشباب