يوم أمس 2 أبريل/ نيسان هو اليوم العالمي لكتاب الطفل، وقد اختير هذا اليوم في 1967 لأنه يصادف يوم ولادة المؤلف والشاعر الدنماركي هانس كريستيان أندرسون في العام 1805 وهو الذي كتب كثيراً للأطفال وابتكر أيقونات مثل «حورية البحر الصغيرة» التي عبرت اللغات والثقافات واستطاعت التحدث إلى الأطفال وفتحت آفاقهم نحو حياة أفضل.
وقبل فترة عرضت دور السينما في البحرين فيلم «سارقة الكتاب»، لقصة طفلة ألمانية في بداية الحرب العالمية الثانية، وكانت مع أخيها وأمها ووالدتها. أمها كانت تخشى على نفسها لأنها مطاردة من قبل الحكومة النازية، وقررت التخلي عن ابنها وبنتها لعائلة كانت تبحث عمّن تتبناه، وفي الطريق يموت الابن، وفي ظروف حزينة جداً يتم دفن الابن، ويقوم أحد حفاري القبور بالإشراف على دفنه، وبعد الدفن يقع كتاب من يده (يتحدث عن طريقة دفن الأموات)، وتقوم الطفلة (التي لم تكن تعرف القراءة) بأخذ الكتاب (أو سرقته بحسب تعبير كاتب القصة). هذا الكتاب الذي يتحدث عن الموت كان من المفترض أن يذكِّر بالموت والعذاب الذي يعانيه المرء في حياته، لكنه تحول إلى وسيلة لتلك الطفلة لتسرق الحياة والسعادة من يد الموت، بحسب تفاصيل القصة التي تنتقل من الحزن الشديد في بداية الفيلم إلى الفرح بإنجازات حياة مديدة عندما تموت بطلة القصة بعد عقود طويلة جداً وفي وضع مميز.
لقد رأينا كيف أضاف معرض البحرين الدولي السادس عشر للكتاب الذي تنظمه وزارة الثقافة (ما بين 27 مارس/ آذار لغاية 6 أبريل/ نيسان 2014) جواً مختلفاً، ونحن بحاجة إلى تكثير مثل هذه المعارض والمواسم وذلك لتنشيط الفكر، وتشجيع المشتغلين في دور النشر والمكتبات إلى استعادة الدور الرائد الذي عرفت به البحرين منذ قرون عديدة. ومن هذا المنطلق، فإن صحيفة «الوسط» وضعت يدها مرة أخرى مع المجلس البلدي الشمالي لتنظيم معرض للكتب المستخدمة لعدة أيام ابتداء من 21 مايو/ أيار 2014.
وفي الحقيقة، فإن هناك نمواً حسناً في تشجيع الثقافة في البحرين في الفترة الأخيرة، وفي نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي (2013) رست مكتبة عائمة في البحرين وأتاحت الفرصة لمن عرف عن وجود السفينة وأحب الاطلاع على آلاف الكتب التي عرضت بأسعار تناسب القراء في المراحل العمرية المختلفة، من بينها كتب تعليم الأطفال وروايات وكتب لتعليم اللغات، كما ضمّت منطقة ترفيهية للأطفال. لكن تلك الفعالية لم تحصل على ما تستحقه من زائرين، ربما لأننا نمر بمرحلة صعبة في البحرين، ولكن علينا أن «نسرق» الحياة والسعادة مهما كانت الأوضاع، كما فعلت «سارقة الكتاب».
إقرأ أيضا لـ "منصور الجمري"العدد 4226 - الأربعاء 02 أبريل 2014م الموافق 02 جمادى الآخرة 1435هـ
كلام سليم دكتور
علينا أن نسرق سعادتنا و نجاحاتنا فلا نرمي باللائمة على الظروف و أوضاع البلد.
هذه الظروف يجب أن تخلق جيل جديد واعي لواجباته قبل حقوقه و يطمح لمستقبل زاهر و غد أفضل.
نريد جيل قادر على التغير و الأهم من ذلك/// قادر على الحفاظ على المكتسبات و الإنجازات
اين الشهيد فخراوي
ذهبت هذه السنة للمعرض لكن جال في بالي الكثير من الاسئلة .... اولها : اين الشهيد فخراوي
الم تذكر فخراوي وانت هناك يا دكتور.
اهم عوامل نجاح الأنشطة الثقافية
هو حرية الكلمة ما فائدة معرض للكتاب و الحرية غير متوفرة طبعاً انا لا أنكر فائدة المعرض للأطفال اما بالنسبة للبالغين فالكلمة الحرة متوفرة في وسائل اخرى