في عصر العولمة أصبحت كثير من القضايا العالمية «محلية»، بحيث يصعب أحياناً التفريق بين الأخبار المحلية والعالمية، ومن هذا المنطلق فإن الأمم المتحدة حالياً تسعى لصوغ أجندة عالمية في عدة مجالات مما يمكن الاتفاق عليه بين جميع الدول. وهناك حالياً مبادرات عالمية تدعو، مثلاً، للمشاركة سنوياً في «ساعة الأرض» من خلال إطفاء الأضواء والأجهزة الإلكترونية غير الضرورية لمدة ساعة (في مساء آخر سبت من شهر مارس) بهدف رفع الوعي بخطر الانبعاث الحراري الذي تسببه مصادر الطاقة.
ويوم أمس حذر تقرير أعدته لجنة التغيرات المناخية التابعة للأمم المتحدة من أن ظاهرة الاحتباس الحرارى وما ينتج عنها من ارتفاع مطرد فى درجات حرارة الكرة الأرضية يسهم بشكل مباشر فى إشعال الصراعات والاضطرابات الأمنية فى العالم، سواء فيما يتعلق بالحروب الأهلية أو الصراعات بين الدول أو تزايد أعداد اللاجئين حول العالم. وقال التقرير إن الحرارة المرتفعة ستضاعف الأزمات حول العالم ويمكن اعتبارها عنصراً إضافياً للصراعات، حيث إنها ستؤثر سلباً على الموارد الطبيعية فى العالم مثل موارد المياه والطاقة، ما سيؤدي إلى المجاعات وزيادة معدلات الفقر بشكل فائق وإحداث صدمات اقتصادية وانعدام للأمن الغذائي وعدم استقرار في الأسعار، وسيتسبب ذلك في المزيد من الحروب والصراعات، وهو ما يزيد من حالة عدم الاستقرار فى العالم.
هناك حالياً الحديث عن المخاطر الكبرى التي تواجه المجتمع البشري، ولعل أهمها يندرج في خمسة تصنيفات، وهي: التغير المناخي، خطر انتشار أسلحة الدمار الشامل واحتمال وقوعها في أيدي من لا يهمّه شيء لو دمّر العالم، خطر انتشار الحركات الإرهابية التي تؤمن بالقتل والتدمير لتحقيق أهدافها، والخطر من «الاختراق السايبري» وذلك لأن الكثير مما يجري في العالم يتم التحكم به إلكترونياً واختراق الشبكات الإلكترونية يعتبر من التحديات التي تهدد الأمن القومي لأي بلد، وهناك خطر عدم القدرة على استدامة مقومات التنمية في البلدان ما يؤدي إلى خلق ضغوط غير مسبوقة على المجتمعات. بالنسبة للخطر الأخير، فإن الأمم المتحدة صاغت أهداف الالفية التي تنتهي في 2015، وهي حالياً تسعى لصياغة أجندة أخرى لفترة ما بعد 2015.
إن هذه التحديات الكبرى لا يمكن مواجهتها إلا من خلال العمل الجماعي الدولي لأنها تمثل تهديداً مباشراً لكوكب الأرض (الطبيعة)، أو لأنها تمثل تهديداً مباشراً لكرامة الإنسان. كما إن هذه التهديدات تحتاج إلى حلول طويلة الأمد، وهذه الحلول تتطلب وجود حكومات مسئولة ومساءلة من قبل شعوبها، وتتطلب مجتمعات متقدمة في التعليم والصحة، وواعية بظروفها ومتحصلة على حقوقها الأساسية، ومتعايشة سلمياً فيما بينها. إننا نأمل في رؤية اليوم الذي تنطلق فيه حلول من منطقتنا للمشاركة في معالجة التحديات الكبرى التي تواجه الحضارة الإنسانية، وذلك بدلاً من الوضع الحالي حيث تنطلق من منطقتنا أكثر وأكبر الحركات الجاهلية والإرهابية، وثروات منطقتنا توجه لتمويل الحروب والصراعات بدلاً من تمويل مشروعات التنمية التي لا تكلف حتى واحد في المئة مما يصرف على تغذية الحقد والقتل والدمار.
إقرأ أيضا لـ "منصور الجمري"العدد 4224 - الإثنين 31 مارس 2014م الموافق 30 جمادى الأولى 1435هـ
الاسباب
كل من انتشره الظلم والفساد وعدم اطاعة الله يحصل هادا فى الكون والله ينتقم من الضلام اسباب الفساد ويحفض المؤمنين والمؤمنات والمضلومين
صدقت يادكتور منصور ومشكور على هذا المقال
نعم يادكتور المشروعات التنموية لاتكلف واحد في المئة وقد جلست مع احد المسؤلين وناقشت معه ملف الاسكان وذكرت له بان حله جدا بسيط وفي غاية البساطة ومن ضمن الاقتراحات ماعلى وزارة الاسكان الا ان تحدد قسائم على عدد الطلبات الموجودة لديها ومن ثم تقوم باقراضهم كل شخص 30الف دينار لبناء قسيمته ثم يدفع الاقساط الشهرية كما هو حاصل الان ومن يريد البناء الراقي زيادة التكلفة ومن يريد منزلا متواضعا يقتصر على المبلغ وبهذه الطريقة يغلق اعقد الملفات حيث ان المواطن همه وشغله الشاغل هو الماوى