شعار «الشَّعب يريد إسقاط النِّظام» رفعه التونسيون ومن ثم المصريون في مطلع العام 2011، وهذا الشِّعار هزَّ المنطقة العربية، بعد أن تداولته الميادين في مختلف العواصم التي وصلت إليها احتجاجات وانتفاضات وثورات الرَّبيع العربي، وتسبَّب في الكثير من الإرهاصات وسوء الفهم والاستخدام، عندما انتقل من بلد إلى آخر.
على أنَّ تعريف «النظام» اختلف من بلد إلى آخر... ففي تونس، التي تأسس نظامها السياسي على المفاهيم المستلهمة من التجربة الفرنسية، فإنَّ النظام كان يعني الرئيس المخلوع زين العابدين بن علي وزوجته وعدداً قليلاً من المقربين جدّاً. فحتى الحرس الرئاسي ورئيس الوزراء في فترة بن علي كانوا يعتبِرون أنفسهم من النُّخبة التونسية التي تدربت على أداء واجبها، بغض النظر عمّن يكون في الرئاسة، لذلك، فإنَّ كثيراً منهم ساهم في إنجاح نقل السلطة من فترة بن علي إلى ما بعدها.
أما في مصر، فإنَّ النظام كان نوعاً من «الدولة العميقة»، والمؤسسة العسكرية لديها حالة خاصة استطاعت الحفاظ على نفسها وتجاوز ثورة الربيع العربي، وانتظرت حتى تحين فرصتها لتعود بقوة من خلال انقلاب (مدعوم بمظاهرات شعبية) على رئاسة محمد مرسي في منتصف 2012. وحاليّاً، فإنَّ مصر تمرُّ بمرحلة خطيرة مع إصدار حكم بإعدام 529 عضواً من جماعة الإخوان المسلمين اتُّهموا في قضية اعتداءات على مراكز شرطة بمحافظة المُنيا، ويوم أمس قرر النائب العام المصري إحالة 919 شخصاً من قيادات وأعضاء جماعة الإخوان المسلمين إلى المحاكمة في محافظة المنيا، حيث يواجهون اتهامات عديدة من بينها «القتل» و«الإرهاب».
الأحكام القاسية تصدر بالجملة، بينما بلدان أخرى، مثل سورية تمرُّ بجحيم لا يطاق، وليبيا مهددة بالتفتيت، وهناك الكثير مما يجري هنا وهناك، ولربما هذا كله يهدف إلى ردع الناس عن التفكير مرة أخرى برفع شعارات مماثلة لتلك التي رفعت في مطلع 2011. لكن منطقتنا لاتزال تمرُّ بمخاضات لم تهدأ بعدُ، ونعتقد جازمين بأن حماية البلدان واستقرارها تتطلب نهجاً حكيماً يعتمد على عملية سياسية تجمع كل مكونات الوطن، وقانون عادل يمثل إرادة المجتمع ويحترم حقوق الإنسان... ومن خلال ذلك يمكن المحافظة على النظام.
إقرأ أيضا لـ "منصور الجمري"العدد 4219 - الأربعاء 26 مارس 2014م الموافق 25 جمادى الأولى 1435هـ
sunnybahrain
السلام عليكم ،،خلاصة الموضوع لا شي يأتي برقي البلاد تحت قمع السلاح ،،يا مسهل
مصر لم تعرف الانقلاب
الاخ منصور الجمرى لا ادرى لماذا تتبنى التوصيف الامريكى الغربى لما جرى فى مصر وما جرى فى مصر فى جوهره هو تجربة اليمة لحكم ثيوقراطى لم يستطع الشعب المصرى تحمله لاكثر من عام هذه هى الحقيقة وهذا هو الدرس المستفاد المنظمات والاحزاب الثيوقراطية لا تنتج ديموقراطية بل قد يفضل الشعب على حكمها المعوج اى حكم اخر مع تحياتى
البحث عن حياة أفضل
لايمكن التغاضي عن أصل الموضوع وهو لماذا تخرج الجماهير عن بكرة أبيها في الوطن العربي لولم لم يكن هناك من مشكلة الجواب - عجبت لمن لا يجد قوت يومه كيف لا يخرج شهرا سيفه - طبعا هذا جزأ من المشكلة والا فالمصيبة أعظم
ما لا يمكن اصلاحه فاستبداله اصلح.
كثيرة هي الانظمة المستعصية الاصلاح والتي لا تريد ان تتطور او انها وقفة عاجزة لا تستطيع مسايرة العصر التي تعيش فيه بل انها اصبحت حجرة عثرة امام مجتمعها التواق للتطور فهذه الانظمة لا بد من استبدالها.
ما الذي اوصل الشعوب الى هذه الحالة
لن يكون هناك استقرار في أي بلد عربي دون النظر في اجابة السؤال أعلاه ما الذي يجعل الناس تخرج عن بكرة ابيها تطالب باسقاط نظام مّا .
حين تتردى الحالة ويصبح الفساد والظلم الى حد غير مقبول وغير مستساغ ولا يمكن تحمّله
تعالى الى بلدنا العزيز لترى كم هو الاحتقان والاحباط واليأس الذي يتفشّى الآن في نفوس الناس، الا تتوقع ان ذلك يبعث على الخروج مرّة مع تفشي شعور اللامبالاة الخطير لدى الناس بحيث تتساوى لديهم لذة الحياة وألم الممات؟
مو بعيد
قريب