بعد صدور بيان وزارة الداخلية القوى بالتحذير من مغبة التطوّع للقتال خارج الحدود، والمقصود القتال في سورية، وقد تكون العراق أيضاً، وتجريم ذلك الفعل، كتب «الاستراتيجي الفلتة» أنه لا توجد استراتيجية للدولة لمكافحة التطرف!
بيان الداخلية ومقابلة أحد قادة التكفير، وأعمده الصحافيين الموالين، ما بين محذّر، ومفكّر ومستنكر، أتت بعد أن بدأت أخبار قتل المقاتلين هناك تصل إلى البحرين، ويحتفي بهم كشهداء، وبعد سنواتٍ من حملاتٍ علنية لجمع الأموال، وتجنيد الشباب تحت شعار «تجهيز غاز» و«نصرة المرابطين»، فماذا حدث؟ هل هو فعلاً غياب استراتيجية؟ أم أنه غفلة؟ أم عدم معرفةٍ من الدولة؟
الجواب: لا، فالدولة التي تعرف دبيب النملة، كانت تعرف كل شيء، بل كان هناك جهات تشجّع الاتجاهات المتطرفة، لتواجه بها الحركة الجماهيرية المعارضة.
التقرير المثير للجدل واضحٌ، وهو إضعاف وتهميش مكوّن أساسي لشعب البحرين، يحتضن المعارضة، وفي المقابل تغليب وتمكين مكوّن آخر بكل الوسائل، بما في ذلك دعم التنظيمات والاتجاهات المتطرفة، وغضّ الطرف، إن لم نقل تسهيل عملها الدعوي والتنظيمي واللوجستى، والمشاركة في الحرب الجارية في سورية بالمال والرجال، كجزء من معركة كبرى، ضد من يعتبرونهم رافضة.
وهذا ليس قصراً على البلد فقط، بل يشمل دولاً خليجية أخرى، باستثناء الموقف الرسمي لدولة الكويت وسلطنة عمان، واللتين وقفتا بوضوح ضد تسعير الطائفية والتطرف.
يقول المثل الشعبي الشهير: «خبزٍ خبزتيه إكليه». نعم، فالرعاية الطويلة هي التي مكّنت هذا الاتجاه المتشدد المتطرف، من أن ينمو ويتغوّل وينتشر في أوساط الشباب، ومن خلال جمعيات ومؤسسات مرخّصة، وتحت سمع وبصر الأجهزة الرسمية.
وإلا كيف نفسّر أن يتحوّل ضابط تعذيب سابق ومطلوب للانتربول ببلاغ رسمي من قبل الأجهزة الأمنية المحلية، إلى داعيةٍ للطائفية والتطرف، ويحظى بالاستقبال والتشجيع من قبل بعض الأطراف؟
حدث التحوّل أو الانقلاب الرسمي من الرعاية إلى التحذير، وقد يتحوّل إلى الملاحقة، بعد حدوث تحوّلٍ حاسمٍ في الموقف الرسمي الأميركي، الذي هالته أعمال الإرهاب التي ترتكبها الجماعات التكفيرية في كلٍّ من سورية والعراق، ومن ضمن ذلك ذبح المسيحيين وتهجيرهم، والذين ينظر إليهم الغرب نظرةً خاصةً. كما أن أميركا والغرب يتخوفان على حليفتهما «إسرائيل» من أن يتحوّل سلاح الجماعات التكفيرية في بلدان الحزام (لبنان وسورية والأردن)، ضد «إسرائيل» وضد «اليهود الكفار». وهنا كان موقف أميركا بشكل خاص واضحاً وحازماً: لا لدعم الجماعات التكفيرية، ونعم لملاحقتهم؛ حيث اكتشفت الدول الغربية، تجنيد هذه الجماعات للشباب المسلم الذي يحمل جنسيات هذه البلدان، أو يقيم فيها. كما أن بلدان الخليج باتت تتخوّف من تكرار سيناريو عمليات تنظيم «القاعدة» في الثمانينات والتسعينات، وأمامهم المثل الصارخ في مصر.
إذاً... «لقد انقلب السحر على الساحر». وهنا لا يكفي أن تتعامل البحرين ودول مجلس التعاون الخليجي مع هذا التيار التكفيري بمنظماته ودعاته ومؤسساته، تعاملاً أمنياً فقط إذا كانت أصلاً صادقة في ذلك.
المطلوب مصارحة الشعوب بأن استراتيجياتها كارثية، وسياساتها خاطئة. ولتباشر فوراً بإيقاف ملاحقة الحركات الإصلاحية والديمقراطية، والجلوس معها للخروج من المأزق الحالي، والانطلاق لعملية تحوّل ديمقراطي حقيقي وإصلاح سياسي شامل، في مجتمعٍ تعدّدي يحتضن كل أبناء الوطن، ويشيع فيه التسامح والوسطية والاعتدال، وينبذ العنف والتطرف والطائفية والتمييز، فذلك هو الضمان وحده لضمور الاتجاهات التكفيرية المتطرفة، ويشجّع الاعتدال والمعتدلين.
إنها الفرصة الأخيرة أمام دول مجلس التعاون، وإلا فالخراب قادم. اللهم إني قد بلغت.
إقرأ أيضا لـ "عبدالنبي العكري"العدد 4215 - السبت 22 مارس 2014م الموافق 21 جمادى الأولى 1435هـ
لا زالت أمريكا وبريطانيا تتمصلحان من الارهاب الجهادي
لذلك سوف يستمر من خلال تشجيع الانظمة الراعية له باحتضان هولاء الامجرمين.
طوارئ
أعلان حالة طووارئ من قبل الكاتب المتميز ضد الجماعات التكفيرية التي سوف تحرق اليابس والخضر وكما يقول المثل "خبز خبزته إكليه"
قول الحق
قول الحق ولو على نفسك ما يحدث في شوارع البحرين ماذا نسمية حرق قذف رجال الامن قنابل محلية الصنع تفخيخ سيارات ماذا نسمية ، تحشيد الاطفال والنساء ماذا نسمي هذا
اطفاء النيران ليس مثل اشعالها
اشعال نيران الفتنة سهل كسهولة اشعال النيران الحقيقية عن طريق شرارة او عود ثقاب ولكن حين تنتشر النيران في منزل او بناية او غابة فإن كل امكانية الدولة لا تستطيع اخماد النيران الا بعد ان تحرق الاخضر واليابس.
سوف نشهد المزيد من آثار النيران التي اشعلوها معتقدين ان الفتن سوف تقيهم من الخضوع لمطالب الشعب المحقّة والتي ايدها العالم
ليست قناعة ذاتية ولكن ضغط غربي
التصنيف كان بضغط غربي وليس بقناعة ذاتية فما فائدة تجفيف التسريبات و ثقب الخزان يزداد اتساعا . التطرف مراحل مبكرة لمبادئ عقيدة تدرس في المدارس
أظن بان الوقت متأخر على إصلاح الوضع
لم ينتهي مفعولهم ولازالوا مطيعين واقصد التيارات الاسلامية السنية بكل فروعها سلف إخوان اعتدال تطرف لم يخرجوا على ولي الامر ولازالت عليهم السيطرة من قبل الجهات المتنفذة الرسمية وغيرها والأسباب كثيرة اولهم قادتهم عليهم من البلاوي ما يشيب منه الرأس ولك بمثل ذكرته ذلك العقيد السابق المليونير حاليا يكفي فتح باب التحقيق من اين لك ذلك المال ليسكت قيسها على الباقي وأقول لاتخاف على بلدنا فهم ريموت كنترول مسيطر عليه