ليسوا كغيرهن من البشر، أمهات عُجِنَت طينتهن بالتضحية والمحبة والتسامح، يتقنَّ خلق السعادة من حولهن، يربون في أرواحنا الوفاء والطيبة والضوء، ومن صبرهن نتعلم أعظم المعاني.
يتفننَّ في خلق الأعذار لأبنائهن عند كل هفوة، ومع كل طعنة يهيئن صدورهن للمزيد، لا يشكين ولا يتذمرن، لأنهن جبلن على النسيان والعفو.
في الحديث عن الأم يكاد القلب يقفز طرباً وربكة؛ الأبجدية لا تكفي، والحروف تمر سريعة كي تكون هي المنتقاة ويكون لها شرف الحضور في كلمة تهدى إليها. في الحديث عن الأم يمر شريط الذاكرة لحظة لحظة، موقفاً موقفاً، وكم هو مؤلم أن تقف على موقف كنت أنت سبب دمعة انهمرت من عينيها.
يمر الوقت سريعاً حين الكتابة عنها من غير أن تجد ما يناسبها، ويمر الوقت أصعب وأنت تحصي المسافات بينك وبينها وتحصي الأيام التي كنت بعيداً فيها عنها.
ينتابك الندم حين تتذكر أن في قلبها غصة كنت انت صانعها، وفي جسدها ندبة كان حملها بك هو سببها، يعتريك الخوف كلما انتبهت إلى الشعر الأبيض المتدلي على جبينها فتردد صلواتك: أن احفظ لي والدتي يا الله.
ولأن يوم أمس كان يوم الام العالمي، مرّ مختلفاً على أمهاتنا وعلينا، وليت كل الأيام تكون كيوم أمس.
وبدافع الفضول الصحافي أخذت جولة في أحد المجمعات صباحاً وكم أسعدني ما رأيت: أبناء وأحفاد يبحثون عن هدايا لـ «ست الحبايب» وما أثار إعجابي أكثر هم أولئك الأبناء الذين ذهبوا بصحبة آبائهم للبحث عن هدية تليق بنور البيت وعماده، فلم ينسَ الزوج زوجته وأبى إلا أن يشارك أبناءه في الاحتفاء بها، لأنها من أنجبتهم ورعتهم ولأنها نصفه الثاني الذي يتقاسم معه كل العناء والفرح.
أحد الأصدقاء كتب معلقاً في رسالة يوم أمس: «الأم لا تحتاج يوماً واحداً، فلماذا نحتفل بيوم الام؟»
وإليه اقول: الأم لا تحتاج يوماً واحداً بالفعل، فهي في القلب في كل الساعات والأوقات، ووجب تكريمها في كل طرفة عين، ولكن لماذا لا نحتفل بها في هذا اليوم بطريقة خاصة أكثر عمقاً وصخباً، لتعرف أن العالم كله معها يحتفل بها، ويقدرها ويعترف بفضلها عليه؟ فكما نحتفل باليوم العالمي للشعر واليوم العالمي للسلام واليوم العالمي للمسرح واليوم الوطني، لابد أن نحتفل باليوم العالمي للأم، فهي أساس الوجود ونبضه، وإن كنا أنانيين ولم يكن هذا الاحتفال من أجلها، فهو بأقل تقدير من أجل أن نشعر بأننا نقدم لها فرحاً خاصاً كما كانت تفعل لنا طوال الأيام والأعوام.
ليتنا ننتبه إلى أمهاتنا في كل يوم، ونزرع في طريقهن الورد حباً وعرفاناً بجمائلهن التي مهما قدمنا وأعطينا لن نستطيع إيفاءها ولو جزءاً بسيطاً من حقها.
ليتنا ندرك أهمية أن نعبر عن حبنا لهن، وأن نغمرهن بالأحضان والقبل والمحبة الصادقة التي بالطبع ستضيف لجمال ابتسامتهن جمالاً خاصاً.
همسة:
اللهم احفظ أمهاتنا جميعاً وارحم من فارقت منهن الحياة.
إقرأ أيضا لـ "سوسن دهنيم"العدد 4214 - الجمعة 21 مارس 2014م الموافق 20 جمادى الأولى 1435هـ
ام حسن
لم تنم عيني البارحة وها انا صليت ودعيت لربي وحمدتة على نمعة الكثيرة ومنها الاولاد وهم زينة الحياة كل عام وكل ام فرحه مسروره بلمت اولادها تحت جناحها ولكن لماذا لم انم ؟ السبب حسن اكبر ابنائي لم يقدم لي هديته بل طلب من اخيه ان يقدمها لي اين حسن ؟ حسن يا عالم مثل كثير من الشباب خاضع خلف اسوار السجن ولكنه لم ولن ينسى عيدي ووردته اشم فيها عطره ودموع العين نهمل كأل مطر
ابكاني تعليقك سيدتي
تأكدي ان كل اهل البحرين هم ابناءك