العدد 4209 - الأحد 16 مارس 2014م الموافق 15 جمادى الأولى 1435هـ

ضريبة ضمِّ القرم لروسيا

منصور الجمري editor [at] alwasatnews.com

رئيس التحرير

كما هو متوقع فقد كانت نتيجة الاستفتاء الذي أجري في شبه جزيرة القرم لصالح الانضمام إلى روسيا، وهو استفتاء اعتبرته السلطات الأوكرانية الجديدة ومعظم دول العالم مخالفاً للقانون الدولي. رئيس حكومة منطقة القرم الموالي لروسيا سيرغي أكسيونوف قال إن الاستفتاء الذي جرى في القرم للانفصال عن أوكرانيا والانضمام إلى روسيا «سيدخل التاريخ»، وهو بالفعل دخل التاريخ، ولكن نتائجه ليست بالضرورة محسومة لصالح روسيا على المدى البعيد.

فصلُ القرم من أوكرانيا وضمُّها إلى روسيا يفتح الباب على مصراعيه مبرراً لدول أخرى أن تفعل الأمر ذاته تحت ذرائع مشابهة. فقبرص، مثلاً، انقسمت إلى جزءين في 1974 بعد تدخُّل تركيا عسكرياً بهدف حماية السكان من ذوي الأصول التركية، وروسيا تقول إنها تدخلت لحماية السكان من الأصول الروسية والذين يمثلون أكثرية في القرم.

روسيا استخدمت حق الفيتو في مجلس الأمن الدولي ضد مشروع قرار غربي يندد بالاستفتاء في شبه جزيرة القرم، في حين امتنعت الصين عن التصويت على هذا المشروع. الصين ميَّزت نفسها بذكاء على المسرح الدولي، فهي من جانب تود مواصلة شراكتها الاستراتيجية مع روسيا كوسيلة لمواجهة الهيمنة الأميركية على القرار الدولي، ومن جانب آخر نأت بنفسها عن التورط في قرار ضم القرم إلى روسيا.

روسيا تعلم أن العقوبات الاقتصادية المباشرة لن تؤذيها، وفي الوقت ذاته سيبرز الرئيس الروسي فلاديمير بوتين كبطل يغذي المشاعر القومية المتصاعدة. ولكن في الوقت ذاته، فإن باقي أوكرانيا سيرتمي بصورة دائمة في أحضان الغرب الأوروبي، كما أن السخط لدى الكثيرين سيزداد من استعراض العضلات بهذه الطريقة. فأي قوة كبيرة تستخدم قوتها رغماً عن أنف الجميع تدفع ضريبة لذلك؛ لأن الآخرين سينظرون إليها بصفتها قوة مفترسة تفعل أي شيء يروق لها، وفي هذه الحال فإن القوة ربما تستنفد طاقتها فيما يضعفها معنوياً ويفقدها موقعها المميَّز على المدى البعيد.

إقرأ أيضا لـ "منصور الجمري"

العدد 4209 - الأحد 16 مارس 2014م الموافق 15 جمادى الأولى 1435هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 14 | 12:54 م

      عالم لا تحكمه الاخلاق بل المصالح والمادة ........ ماذا نتوقع فيه.

      الغريب هو ليس ضم روسيا للقرم ، بل الغريب هو عكس ذلك.
      الغريب هو ليس التحرك الروسي في القرم، بل الغريب هو الاحتجاج الغربي على ذلك.
      الدول الغربية تضحك على الضعفاء تحت مسميات عدة، تارة حقوق الانسان وتارة أخرى الديمقراطية، والحقيقة هي انهم اكبر منتهكي القانون وحقوق الانسان.
      والمصيبة انهم يريدون يلعبون على روسيا بالهرج والمرج.
      والمضحك أن بريطانيا تستفتي الفكلانديين للبقاء تحت البرياطنني وهي آلاف الاميال بعيدة عنها وتحتج على روسيا في القرم التي تهدد الامن القومي الروسي.

    • زائر 13 | 7:07 ص

      الى المتداخلين

      تعليقاتكم لا تتعدى مساحة التنظير دون دراية بما هو حاصل في الواقع
      الشعب الاوكراني أمة ترتكز على مقومات التاريخ والثقافة واللغة وليس كما نظر بشأنه البعض وللعلم عاصمة الدولةالسلافية كيفسكي روس وكان لبغدان خملينسكي القائد الاوكراني التاريخي دوره المعروف في قيادة تحرير اوكرانيا من البولنديين واللاتفيين ووقع مع روسيااتفاق صارت بموجبها أوكرانياجزء من روسيا ولكن تبقى الامة الاوكرانياواقع ينبغي عدم انكاره وانصح المتداخلين عدم الدخول في حقائق التاريخ غير المعروفة لديهم وانا مع المتداخل الذي ذكر مثل الهند

    • زائر 12 | 5:07 ص

      الازدواجية الامريكية

      الماذا وقفت امريكا وشجعة انفصال جنوب السودان و كرواتيا والبوسنه والهرسك والماذا تشجع أكراد العراق على الانفصال ؟؟؟؟

    • زائر 9 | 2:41 ص

      الاستفتاء الهندي

      ربما ياتي اليوم الذي نرى فيه الهند تأمر باستفتاء في دول الخليج ليقرر الهنود اذا كانوا يرغبون بالالتحاق بالهند................ سابقه جديره بالوقوف عندها

    • زائر 8 | 1:59 ص

      لماذا انتقاد بوتين وتمجيد أوباما؟

      أوباما بارك تقسيم السودان وضرب أسوأ الأمثلة في استخدام المعايير المزدوجة، نجد المقالات التي تمدحه..
      بوتين يتم انتقاده، لا بأس انتقدوا الجميع

    • زائر 7 | 1:57 ص

      الاسفتاء سيد الادلة

      رغم إنني لست مع مبدأ الاستفتاء وخاصة في الظروف الاستثنائية مثل ما يجري في اوكرانيا فلسيت هناك حكومة منتخبة ، الا ان الاستفتاء يعتبر شرعيا ، أمريكا تنادي بالديمقراطية في أنحاء العالم وعندما تأتي ضد مصالحها يكون هذا غير شرعي، تناقض المصلحة و المبدأ

    • زائر 6 | 1:43 ص

      من وجهة نظري

      الاستفتاء على الانضمام الى روسيا او اوكرانيا صحيحا وليس عليه غبار ومن حق الشعوب تقرير مصيرها بغض النظر عن هذا التقرير سواء اكان للعبودية او الحرية فشعب القرم اثر ان يكون تحت الهيمنة الروسية افضل من ان يكون عبدا للغرب كما حصل في البحرين اذ آثر الشعب ان يعيش ....ولا جنات الشاه آنذاك وبدلا من اسداء الجميل الى هذا الشعب ها انت ترى يادكتور كيف ينكل به ويقال عنه بانه دخيل فحسنا فعل شعب القرم اذ لم يرتمي في احضان الغرب وامريكا خصوصا

    • زائر 5 | 1:01 ص

      اوكرانيا بين حرب القرم عام 1854 وضم خروشوف القرم الى اوكرانيا عام 1954 _ البارباري

      هناك طبيعة تاريخية خاصة تربط روسيا باوكرانيا تختلف عن المسألة القبرصية بالأضافة الى ان القرم كانت جزء من روسيا قبل أن يضمها خروشوف الى اوكرانيا عام 1954 ضمن وحدة الأتحاد السوفيتي مما يترتب عليه حقا خاصا بعد تفكك الأتحاد وعلينا أن نعلم بأن فضل روسيا على اوكرانيا كبير وتضحياتها من أجلها عظيم ليست بهذه البساطة تنسحب من المعركة بوجه الغرب الطامع فاضافتا الى تحريرها من الأحتلال لها الفضل في تكوينها كدولة بعد أن كانت متنازع على ملكيتها بين بولندا والنمسا وألمانيا ناهيك عن التداخل التاريخي السكاني

    • زائر 10 زائر 5 | 3:49 ص

      اتفق معك

      اتفق معك تماما فالقرم بالاساس تابعة لروسيا
      يادكتور امريكا والغرب اول من اسس لهذه السياسة وهذه النظرية والآن يلومون وينتقدون روسيا الاولى ان يراجعو ويصححو سياساتهم
      بالعامي نقول الابو يدخن ويقول لوده لاتشرب جقاره شلون تصير ؟؟؟

    • زائر 3 | 11:22 م

      المجتمع في صدمة

      المجتمع الاوكراني يعيش حالة صدمة شديدة المفعول حيث لم يتوقع في يوما من الايام أن يحدث ما هو حادث بين الشعبين، تلك مأساة حقيقية وأبعادها بألتأكيد مأساوي على واقع الشعبين وعلى القرار الدولي وعلى واقع الشعوب حيث يجر ذلك القرار الدول الطامعة للضم والاستحواذ تنفيذ ما لم تجرء على تنفيذه بضم أراضي الغير بالقوة وبالحيلة والفتيلة دون الالتفات الى ما تصدره هيئة الامم من قرارات.
      للاسف المنتفضون في أوكرانيا لم يصيبوا ذهبوا بعيدا دون حساب وفقراء الشعب هم من يدفع ثمن صراع الامم على أوكرانيا.

    • زائر 1 | 10:44 م

      يعني شعوب لها الحق في تقرير مستقبلها وشعوب ........

      ليش شعوب يسمح لها بالاستفتاء على مستقبلها وشعوب تمنع من ذلك؟

اقرأ ايضاً