يبدو أن ديمقراطيتنا مفصلة على قياسٍ حجم المخالفات والأفراد، المسموح لهم تخطي الواقع والعيش في الأحلام، وأنها مازالت تضع القيود في أيدينا والأقفاص الحديد، ومازالت تعتقل أحلامنا وأمانينا وحرياتنا في التفكير والانطلاقة للكتابة والتعبير.
ما بين الأجواء المخنوقة والحرائق والاختناقات المرورية ومساواة الظالم والمظلوم ووضعهم في كفةٍ واحده لينالوا جميعهم العقاب الجماعي، عليهم أن يقفوا جميهم في الطرقات لطوابير التفتيش قسراً، ومن دون أن يكون لهم أي رأي أو خيار في الطريق الذي يسلكوه إلى أعمالهم ومقدار التأخر الذي قد يزيد على الساعتين، أو حتى حق التظلم في الاختيار للانسحاب من ذلك الطابور وتغيير الوجهة أو العودة إلى البيت، لأنهم قد انحشروا في المرور ولا توجد الوسيلة أو الشوارع الفرعية، للهروب وكم تمنيت أن يكون بإمكان السيارة الإقلاع والطيران للتخلص من ذلك العقاب الجماعي والذي يُجبر القاتل والمقتول بأن يأكلوا من طبقٍ واحد.
أهكذا تكون العدالة في المجتمعات المتقدمة يا تُرى؟ أم أن هذه هي الطريقة التي باتوا يستحضرون فيها الماضي لمعالجة الأمور حرفياً، حيث فشل الحاضر وحرية الكلمة من أن تكون البديل.
وفي خضم ما يدور في عالمنا من حركات التحرر والتغيير أضحت الشعوب ثائرة في كل مكان تريد التغيير إلى الأحسن وتطالب بحقوقها، سواء في حقها بأن يكون طريقها سالكاً ومن دون تفتيش أو أن تشرب الماء أو تأكل وقت تشاء، ولن تصمت عاجلاً أم آجلاً مهما أصابها من ظلمٍ وتقتير وتهجير... لأنها هي المعادلة الإنسانية الصحيحة والتي جاءت بها كل الأديان والشرائع السماوية والأرضية، لتساهم في رُقي الإنسان وبني البشر لأنهم هم الفئة الوحيدة من الكائنات التي تُفكر وتطالب وتعرف أن القاعدة الوحيدة الثابتة في الكون هي التغيير، وقد يكون ذلك التغيير إلى الأسوأ أحياناً، ولكن سمة التغيير الدائمة هي التي بإمكانها مع الوقت وتكرار المحاولات لإصلاح تلك الأخطاء وتعديلها لتعطي الحياة تلك النكهة اللذيذة من الكفاح من أجل الحقيقة والعدالة ووضع الأمور في نصابها وزهق الباطل الذي دائماً يكون ملولاً.
ولن أطيل في الكلام وأنا أشعر بالغثيان مما يدور حولنا من مؤامراتٍ ومؤتمراتٍ غيبية تتفنن في استنزاف ثرواتنا وعقولنا وأجسادنا وفرض الجمود والتخلف على التصرفات غير الناضجة تجاه شعوبنا، ناهيك عن حكوماتنا التي أضحت كالقشة في مهب الريح، ولا تعرف من أي اتجاه ستأتيها الضربات من صديقٍ أو عدو، كالشرخ الذي حدث مؤخراً في مجلس التعاون الذي طالما حلمنا بأنه القشة الأخيرة الباقية من تلاحم الصف العربي، والذي بدأت الثغرة فيه واضحة والتي تهدد بالمزيد من الهزات الأرضية والتغيير، الذي قد يهدد الاستقرار السياسي المؤقت على أية حال.
إقرأ أيضا لـ "سهيلة آل صفر"العدد 4208 - السبت 15 مارس 2014م الموافق 14 جمادى الأولى 1435هـ
الدنيا ضايعه والله صدج
غيررمعقول التفتيش والرقابه في كل مكان مالذي يبحثون عنه في المدينه واحنا شنو ذنبنا نتعب في الطرق والله نفكر نترك هالديره والحياة اصبحت لا تطاق والله حرام علىومن يخطط ان يتخذ الحذر مما يدور
البلاد زحمه
صح لسانج دكتوره والله في العمق اللهي يحرسج
عنوان غي صحيح مالسبب
العيون ترصد وتدقق وانت تكتبين بشفافيه ولكن العنوان لا دخل له في محتوى المقاله دكتوره مالسبب يا ترى انت اذكى من ذلك؟؟؟؟؟؟!!!!!
جميل وانيقة
مقاله رائعه