العدد 4200 - الجمعة 07 مارس 2014م الموافق 06 جمادى الأولى 1435هـ

توجُّه خطير يُشرْعِن جرائم الكراهية

منصور الجمري editor [at] alwasatnews.com

رئيس التحرير

في أعقاب الأحداث المأساوية التي وقعت في الولايات المتحدة الأميركية في 11 سبتمبر/ أيلول 2001 انتشرت الكثير من الأنباء والتحليلات ضد المسلمين في الدول الغربية، ولعلَّ من بينها آنذاك أن المسلمين وزعوا الحلوى في شوارع القاهرة فرحاً بتساقط القتلى من برجي التجارة العالمية في نيويورك.

وعلى إثر تداول تلك الأنباء بصورة بشعة ومعادية للإسلام والعرب انتشرت جرائم الكراهية ضد كل من يشبه المسلمين، حتى أن بعض الأفراد المنتمين لديانة السيك من الهنود تعرضوا للقتل والمضايقات، لأن بعض الغربيين لم يعلم بأن العمامة التي يلبسها شخص من السيك ليست دليلاً على أنه مسلم من الأساس. وقبل عدة سنوات قامت امرأة في مدينة نيويورك الأميركية بدفع رجل على المسارات في محطة مترو الأنفاق ما أدى إلى قتله. وبعد التحقيق علمت الشرطة أن الضحية كان هندوسياً، ولكن المرأة التي دفعته قالت إنها تكره المسلمين الذين دمّروا برجي التجارة العالمية، ولم تكن تعرف الفرق بين المسلمين والهندوس. وعليه فقد كثرت في الغرب مؤخراً جهود من مختلف الجهات الرسمية والمدنية لمكافحة الصور النمطية وخطاب الكراهية.

لكن من المؤسف انخراط العديد من الجهات والأفراد في بلادنا ومنطقتنا الخليجية بنشر روايات ومقولات من شأنها التحريض على كراهية فئة من المجتمع بسبب ما نمُرُّ به من أحداث مؤسفة ومؤلمة في البحرين. كما أنه من المؤسف أن لا تنطلق أية جهود، رسمية أو أهلية، لمكافحة هذا التوجُّه الخطير الذي يؤسس المواقف والقرارات اعتماداً على الصور النمطية السلبية والمتعصبة ضد فئة مجتمعية.

إن النهج الذي يسير عليه البعض لا يؤدي فقط إلى ارتكاب جرائم كراهية ضد من يُنظر إليهم حالياً بعين غير عادلة، وإنما أيضاً يؤدي إلى ما هو أخطر من ذلك، وهو شَرْعَنَة ومَأسَسَة نهج تمييزي مدان إنسانياً ودينياً ووطنياً. كما أن التوجُّه الذي ينتشر مؤخراً لتسخيف الجهات الحقوقية الدولية الداعية إلى احترام الحقوق المدنية، يُعتبر مؤشراً خطيراً لا يمكن أن يتسق مع ادعاءات المسئولين أنهم نفّذوا، بل وتفوّقوا على ما جاء في توصيات لجنة تقصّي الحقائق.

إقرأ أيضا لـ "منصور الجمري"

العدد 4200 - الجمعة 07 مارس 2014م الموافق 06 جمادى الأولى 1435هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 22 | 3:19 م

      رجاء

      التحريض على رجال الأمن وإطلاق وصف المرتزقة عليهم إليس يندرج ضمن ما يؤدي لجرائم الكراهية ؟؟؟؟؟

    • زائر 19 | 7:16 ص

      الصمت

      صمتنا عن الارهاب هو السبب. لو وقفنا موقفا واضحا (شعبيا) على مستوى القرى من الارهاب والحرق وسد الشوارع وقام كل بدوره الاسري لما وصلنا الى ما نحن فيه.

    • زائر 13 | 3:33 ص

      سرعة القصاص

      هناك من يطالب بسرعة القصاص في مقتل الثلاثة. .... حتى لو كان المتهم برئ يجب قطع رأسه.. اين هذا القصاص الذي ينادون به بعد التخفيضات الكبرى الذي تمتع بها المسجونين الذين قتلوا المتظاهرين؟

    • زائر 12 | 1:11 ص

      لدعم رسمي

      انتشر اسرع

    • زائر 11 | 1:00 ص

      محمد

      بعد انزل اشوي لمقالت بانكي مون ايقول الدول اللي تساوي بين المرءة والرجل هي اكثر نمو وتقدم ؟
      ارجع وشوف الواقع ؟ المتقدمين لطلبات الاسكان لازم ايكون متزوج ؟ مو محتاج ؟ علاوات الغلاء وياه ؟ الدولة في بعض المناسبات تدفع راتبين لموظفي الدولة دون القطاع الخاص رسوم بلدية تخفض فقط للمتزوج ؟ والنتيجة؟؟
      اعرف ناس حصلت مئات الالف من بنك التنمية من دون اي عمل فقط لان البلاد مسخرة وناس تسجن لانه عجزت عن تسديد فاتوره ؟
      وين موقع دعاوي الحب والسلام ونبد الكراهيه في هدا الواقع والدين يستخدم لاستبدال الظلم بظلم

    • زائر 10 | 12:46 ص

      محمد

      وليش ما يمنعون جميع المظاهر الدينية ويحصروه فقط في المساجد ؟ وتكون تشريعات الدولة بعيدا عن الدين وتنتهي كل المشاكل ؟؟
      كل الاديان تدعوا الى التمييز والكراهية والارهاب ؟ فهي تميز وتنجس وتعد لارهاب من تعتقد انه عدو الله وعدوكم ؟ وتفرض الجزية وللرجل مثل حظ الانثيين وحدث بلا حرج ؟
      انا اشوف من حق العالم يحارب الاسلام بلا اي سبب ؟
      ما معقولة العالم ينتظر مسلم يقتل بريء حتى اعتقله ؟ ولا معقولة اميز واظلم ويستشري الفساد واقفز على الواقع مثلا في البحرين لان اللي يريد تغيير النظام هم اسلاميون

    • زائر 9 | 12:40 ص

      عدم الانسياق

      لقد حز في نفسي توزيع فيدو أتي بعد وفاة ثلاثة من رجال الأمن لشاب ملثم يوزع الحلويات علي مجموعة شباب وفسرها البعض إنهم يتشفون من القتلي .. أرجو من الشباب عدم الانسياق وراء هذه الأكاذيب لان كثيرون اتصلو بي ينددون بهذا الفيديو .. شكرآ

    • زائر 6 | 12:23 ص

      واللبيب

      آخر اربعة اسطر ونصف السطر كلام في الصميم واللبيب بالإشارة يفهم

    • زائر 5 | 11:37 م

      إنه منهج مخطط له ويتم تطبيقه على الأرض

      كل العمليات التي صارت والروايات بلها إبان أحداث فبراير|مارس 2011 من قطع لسان وغيرها كان الهدف منها خلق الكراهية ضد فئة من المجتمع وتحريض الآخر على الإنتقام.. لذا رأينا ما تلاها من إنتهاكات وشماته وكراهية ظهرت بصورة واضحة لم نكن نتوقعها أن تبرز بهذه الصورة.. مظاهر الكراهية تبرز في الهجمات الليلية والمواجهات في الإحتجاجات والضرب أثناء التحقيق وحتى في نقاط التفتيش..

    • زائر 4 | 11:30 م

      أين وفد المفوضية لحقوق الانسان؟!!!

      نتمنى ان يكونوا متواجدين في مناطق المغضوب عليهم ليروا بأعينهم هول المصائب التي تجري عليهم من قبل السلطة

    • زائر 3 | 10:59 م

      يسرحون ويمرحون

      وكان الدنيا باقية لهم كما هي ولن تتغير الامور وكان الله اختارهم لينفثوا احقادهم عل الطرف الاخر.. يادكتور والله انك تضحك حينما ترى وتقرأ ما يكتبون او تسمع ما يقولون وكانهم يقولون بأننا الاقوى حتى من قدرة الله وسناخذكم اخذ عزيز مقتدر. يتكلمون ونسوا ان الايام دول والمستضعف اليوم غدا يغير الله حاله فماهم فاعلون بعدها ولم يتركوا خط رجعة لهم. وكل شئ له ثمن يجب ان يدفع ومن اهان اليوم سيهان غدا.

    • زائر 2 | 10:30 م

      دائما كلامك ارقى من ان يفهمه هؤلاء

      تضيع كلمات الحكماء في جو مملوء بالأحقاد والأضغان والكراهية
      انت تتكلم عن مبادئ سامية وهناك من ينقش الكراهية لأكثر من نصف هذا المجتمع ثم يريدون من هذا النصف ان يهدأ
      كيف يهدأ الناس وهؤلاء سياستهم هي القهر والتمييز والعنصرية
      لن يهدأ الشارع يا دكتور وهناك من ينفخ في الفتن ويشعل الجديد منها
      انت تتفوه بالحكم وهناك من لا يعقل ولا يتعقل وغير قابل لأن يعود للغة العقل

اقرأ ايضاً