أستطيع القول بأن نادي داركليب هو «النادي النموذجي» في البحرين، في كل الألعاب وفي كل الرياضات. لست متابعا دقيقا للعبة كرة اليد ولكن الجميع يعرف ما الذي قدمته القرية من كوادر وكفاءات في هذه اللعبة التي تعتبر من أكثر الألعاب إنجازا وتشريفا للرياضة البحرينية وهي واجهة حقيقية معروفة على المستوى الخارجي. داركليب سيطر طوال السنوات الماضية سيطرة شبه كاملة على بطولات الفئات السنية وهذه حقيقة. داركليب من أكثر أندية القرى في كل الألعاب تفريخا للمواهب التي انتقلت للأندية الأخرى إن لم يكن الأكثر، ومع ذلك باق في المنافسة.
داركليب النادي المتواضع من حيث الإمكانات المادية على مستوى الموازنة والمنشأة الكبير في كوادره العاشقة للعبة كرة الطائرة أصبح رقما صعبا في المنافسات المحلية رغم أنه أرغم على التفريط في عدد من لاعبيه طوال السنوات الماضية، ولن يكون أيمن هرونة وميرزا أحمد آخر الأسماء التي ستترك اللون البنفسجي من أجل ألوان أخرى سعيا للحصول على مميزات مادية أفضل، وهذا حق للجميع ولا خلاف أو جدال فيه. ألا يمكن اعتباره ناديا نموذجيا وهو باق في المنافسة وأكثر من ذلك يصل لنهائي البطولة العربية ليلاقي عتاوية اللعبة العرب ويخسر بشرف بأسماء شابة؟!.
واقع الرياضة في كل مكان في العالم، شاء من شاء وأبى من أبى، تقوم الأندية الكبير والمتمكنة ماليا وجماهيريا برصد الأبرز في الأندية الصغيرة في إمكاناتها المادية وتغريها بالمال من أجل الانتقال. ذلك ليس في البحرين فقط، وليس المحرق والرفاع والبسيتين والحد على مستوى كرة القدم، وليس الأهلي والنجمة على مستوى كرة اليد، وليس المنامة والمحرق والأهلي على مستوى كرة السلة، وليس المحرق والبسيتين والأهلي على مستوى كرة الطائرة. والحديث أن الأندية الكبيرة تفسد الدوري بذلك مقبول من حيث المبدأ ومرفوض من حيث المضمون، فهذه سنة حياة الرياضة.
ما كان داركليب سيصل للمنافسة على البطولة العربية ويبقى منافسا على المسابقات المحلية وبكل قوة على رغم الكم الكبير من اللاعبين الذين تركوه من أجل أندية أخرى لولا أن «القرية» فطمت عن (الانهزامية) وتربت الأجيال فيها على (رفض الانهزامية)، وتعاقبت هذه الأجيال على حب الفوز، لذلك بقاء هذه الروح ستبقي أبناء «عنيد الدار» منافسين في كل الفئات وعلى كل البطولات ظل من ظل ورحل من رحل، تلك ثقة يتعلم عليها اللاعب منذ الصغر وقد لا تكتسب عند الكبر مهما خاض التجارب وعاش لحظات الحسم.
على الأندية التي تعتبر من الأندية الفقيرة أن تبني نفسها بنفسها بالاستثمار في كوادرها اليوم من أجل الاحتفاظ بكوادرها في الغد، لما تفكر في بيع لاعبيها للأندية الكبيرة لا تبيعهم بثمن بخس أولا ثم إذا باعتهم تستغل المردود المادي في أشياء تفيد النادي مستقبلا، المحرق الذي يعتبر أفضل الأندية وضعا ماديا بأعضاء شرفه وداعميه يعتمد بشكل كبير على إيرادات استثمار أرضه، كذلك المنامة، مثل ذلك موجود في الإمارات وقطر والكويت. المستقبل لم يدفع وليس للولاء للمنطقة أو الفريج أو القرية، واللاعبون لا يلامون أبدا.
إقرأ أيضا لـ " محمد أمان"العدد 4192 - الخميس 27 فبراير 2014م الموافق 27 ربيع الثاني 1435هـ